بدأ رئيس الحكومة العراقيّة حيدر العبادي، الإجراءات الفعليّة لتشكيل حكومة جديدة، حسب ما يروج في الأوساط السياسية العراقية، على الرغم من كثرة الأصوات المنتقدة والمعارضة لهذه الخطوة.
وألقى العبادي أخيراً، الكرة بملعب الكتل السياسيّة، بعد أن حدّدها بمهلة قصيرة لتقديم وزرائها الجدد، في وقت عدّ فيه مراقبون أن مهلة العبادي تشير إلى ثقة كبيرة بقدرته على إحداث التغيير.
وقال المتحدّث باسم مكتب العبادي، سعد الحديثي لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس الحكومة، وبعد أن قدّم مساء أمس، وثيقة التغيير الوزاري والإصلاحات إلى قادة الكتل السياسيّة، حدّد لهم مهلة تمتد لثمانية أيّام فقط، لتقدّم كل كتلة منهم أسماء مرشحيها من التكنوقراط لتولّي الحقائب الوزاريّة في الحكومة الجديدة".
كما أشار إلى أنّ "العبادي فرض شروطاً على الكتل في اختيار المرشح، ركّزت على أن يكون من ذوي الكفاءة والمهنيّة، وأن يحظى بقبول اللجنة الوزاريّة التي شكّلت بأمر من العبادي، والتي ستفاضل بين المرشحين لاختيار الأفضل منهم بحسب القدرة والكفاءة التي يتمتعون بها".
من جهته، أكّد الخبير السياسي، محمد عبود، أنّ "العبادي ألقى الكرة في ملعب الكتل السياسيّة بعد أن قدّم لهم وثيقة كاملة للتغيير الوزاري".
اقرأ أيضاً: البرزاني يجدد دعوته للانفصال عن العراق
وقال عبود، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "مهلة العبادي للكتل السياسيّة تؤشّر عزماً كبيراً لديه لإحداث التغيير على الرغم من الاعتراضات الكبيرة، والتحشيد التي يلاقيه ضدّ التغيير من قبل كتل التحالف الوطني"، مضيفاً أنه "كما تؤشّر المهلة على ثقة عالية لدى العبادي، بعد الدعم الذي حصل عليه من جهات قوية، ومنها واشنطن تحديداً، لإجراء التغيير رغم الاعتراضات".
وأشار الخبير السياسي العراقي، إلى أنّه "في حال لم تقدّم الكتل مرشحيها خلال الفترة المحدّدة، فسيلجأ العبادي إلى تشكيل الحكومة بنفسه، ملقياً الحجة على الكتل السياسيّة"، مرجّحاً "نجاح خطوات العبادي في إحداث التغيير الوزاري المرتقب، وتجاوز كل الاعتراضات وكل المؤامرات التي تحاك ضدّ هذا التغيير".
يذكر أنّ دعوة العبادي لإجراء تغيير وزاري جوهري، لاقت انتقادات كبيرة وتحشيداً شعبياً ضدّها من قبل كتل تحالفه الوطني، بينما تلتزم الكتل السنيّة والكردية جانب الصمت والانتظار عمّا تتمخض عنه خطواته.
اقرأ أيضاً: العراق: الأمن يشدد إجراءاته ويغلق المنطقة الخضراء