خرجت الحكومة العراقية عن صمتها تجاه استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في سورية، معتبرة ذلك جريمة مدانة، فيما رفضت مليشيات عراقية الضربة الأميركية لمطار الشعيرات السوري واصفة الولايات المتحدة الأميركية بـ"الشيطان الأكبر".
واعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم السبت، أن استخدام السلاح الكيميائي في سورية جريمة مدانة، مؤكدا أن العراق يقف مع الشعب السوري الذي وقع ضحية لذلك.
وقال مكتب العبادي إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، موضحا في بيان أن الجانبين ناقشا استمرار الدعم الدولي للعراق في حربه على الإرهاب، والأوضاع في المنطقة.
ونقل البيان عن العبادي قوله إن "العراق كان ضحية أيضا بضربه بالكيميائي من قبل النظام السابق"، مطالبا بتحقيق دولي وعاجل، وإدانة أية جهة قامت بذلك.
من جهته، قال نائب الرئيس الأميركي، إن موقف العراق من سورية الذي تم ذكره مهم بالنسبة للأميركيين، مبينا أن الولايات المتحدة الأميركية تراقب الوضع في سورية.
وأضاف "سياسة أميركا في المنطقة لم تتغير والأولوية لنا تتمثل بهزيمة (داعش) في العراق وسورية".
يشار إلى أن تصريحات العبادي الأخيرة تعبر عن تغير في الموقف العراقي من الأزمة السورية، إذ اعتادت السياسة الخارجية العراقية على دعم النظام السوري طيلة السنوات الست الماضية، واتخذت مواقف مناهضة للثورة السورية.
مقابل ذلك، اعتبر رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، أن الهجوم الأميركي على سورية له أهداف أبعد من الادعاءات باستخدام الأسلحة الكيميائية، مبينا خلال لقائه بعدد من الصحافيين أن استخدام القوة ضد الدول يعتبر أمرا خطيرا.
وأضاف "يبدو أنها رسالة لحكام المنطقة مفادها أننا نتعامل بالقوة ولا نحتاج إلى تحقيق وتدقيق في الحادثة، ولا نحتاج لقرار دولي لضرب دولة لها سيادة"، مشيرا إلى أن المنطق والقانون يقتضيان إجراء تحقيق دقيق لتشخيص المتسبب باستخدام السلاح الكيميائي.
وتابع أن "استخدام القوة ضد الإرهابيين يمكن تبريره لكن ضد الدول يعد أمرا خطيرا"، موضحا أن التدخل العسكري يتطلب قرارا دوليا حتى إن ثبت استخدام الأسلحة المحرمة.
الاعتراض على الضربة العسكرية الأميركية في سورية لم يقتصر على المالكي وحده، بل جاء على لسان مليشيات مقربة منه.
القيادي في مليشيا "كتائب سيد الشهداء" محسن الزبيدي، قال اليوم السبت إن الغارات الأميركية في سورية تؤكد وصفنا للولايات المتحدة الأميركية على أنها "الشيطان الأكبر"، موضحا خلال مقابلة متلفزة أن للضربة الأميركية هدفين، الأول إرسال رسالة طمأنة إلى حلفاء أميركا في المنطقة، والثاني من خلال "التأكيد على أن الولايات المتحدة الأميركية ليست حيادية في الحرب السورية، وكذلك في العراق واليمن، وهي راعية للإرهاب والقتل والدمار في العراق وليبيا وسورية"، بحسب قوله.
ورفض القيادي في مليشيا "سرايا الخرساني" العراقية ميثم الكفائي القصف الذي استهدف قاعدة الشعيرات السورية، موضحا خلال تصريح صحافي أمس الجمعة أن هذا القصف يدل على أن الأميركيين وقوى الشر المتحالفة معهم متعاونون مع الإرهاب ومع تنظيم "داعش".