دعا رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم السبت، جميع العراقيين إلى المشاركة في الحرب على الفساد، مؤكداً أنه سيعمل على حصر السلاح بيد الدولة واحترام سيادة القانون، مطالباً جميع السياسيين العراقيين بعدم العودة إلى الخطاب الطائفي والتحريضي الذي كان سبباً رئيسياً في تمكين تنظيم "داعش" الإرهابي من احتلال مدن عراقية عام 2014 وتخريبها وتهجير سكانها.
وأضاف أن "حصر السلاح بيد الدولة وسيادة القانون هما السبيل الوحيد لبناء الدولة وتحقيق العدالة"، مؤكداً، خلال كلمة ألقاها بمناسبة النصر على تنظيم "داعش"، أن الوحدة هي سلاح العراقيين الذي انتصروا به، ولا بد من التمسك بها وتعزيزها بقدر المستطاع.
وتابع: "العراق اليوم لجميع العراقيين وثرواته ملك للجميع من جنوبه وشماله وشرقه وغربه، ولا بد أن يقطف الجميع ثمار النصر أمناً واستقراراً وإعماراً وازدهاراً"، مبيناً أن الهدف المقبل لن يتوقف عند إعمار المدن المحررة من "داعش"، بل سيشمل جميع مدن العراق التي خرج منها المقاتلون وقتلوا دفاعاً عن وطنهم.
ولفت إلى أن الحرب على الفساد ستكون امتداداً طبيعياً لعمليات تحرير الإنسان والأرض، ولن يبقى مكان للفاسدين في العراق، كما لم يتبق مكان لـ "داعش"، موضحاً أن محاربة الفساد تمثل معركة أخرى على الجميع المشاركة فيها بجدية، كل من محيطه وساحة عمله، وعدم الاكتفاء بمراقبة نتائج هذه الحرب، لأنها ليست مسؤولية فرد أو جهة واحدة، بحسب قوله.
وخاطب العبادي العراقيين في كلمة النصر على "داعش" بالقول "بلدكم أخذ وضعه الطبيعي بجدارة، وفتحنا صفحة جديدة مع جميع الدول العربية والمجاورة على أساس احترام السيادة الوطنية وتبادل المصالح وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"، مشدداً على ضرورة إزالة آثار حلم "داعش" الذي انتهى في العراق، وعدم السماح للإرهاب بالعودة مرة أخرى.
إلى ذلك، أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي، احسان الشمري، أن القضاء على الفساد قد يبدو حلماً، لكنه قد يتحقق بعد أن رفع العبادي شعار "لا مكان للفاسدين في العراق"، موضحاً، خلال منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الاحتفال بالقضاء على الفساد سيكون قريباً.
وأعلن العبادي، في وقت سابق اليوم، سيطرة القوات العراقية على الحدود مع سورية بشكل كامل، مؤكداً انتهاء الحرب مع تنظيم "داعش" الإرهابي.