يبدو أنّ قيادة عمليّات بغداد تساهلت بإدارة ملف الاعتصامات، وبتنفيذ أوامر وتوجيهات رئيس الحكومة حيدر العبادي بهذا الصدد، وسماحها للمعتصمين باقتحام الحواجز الأمنيّة والوصول إلى بوابات المنطقة الخضراء، وضعها في موضع الاتهام من قبل العبادي، الأمر الذي دفعه إلى إصدار أوامر بتجميد عملها وعمل قادتها بشكل كامل، وإناطته بقيادة العمليّات المشتركة وتحت إشراف مباشر من قبله.
ونجح الآلاف من أنصار مقتدى الصدر في تجاوز الحواجز الإسمنتية وصفوف القوات الأمنية، والوصول إلى مقربة من بوابات المنطقة الخضراء، حيث نصبوا خيامهم، متحدين القوات الحكوميّة التي لم تمنحهم أي موافقة رسميّة على الاعتصام.
وقال ضابط كبير في قيادة العمليّات لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي اتهم قيادة عمليّات بغداد بالتواطؤ مع المعتصمين، ومخالفتها أوامر رئيس الوزراء، من خلال السماح للمعتصمين باقتحام الحواجز الأمنيّة والوصول إلى بوابات المنطقة الخضراء".
وأكّد أنّ "العبادي أصدر أوامره بتجميد عمل قيادة العمليّات وقائدها الفريق الركن عبد الأمير الشمّري، وكافة ضبّاط القيادة، وسحب الملف الأمني منها وتكليف القوات المشتركة بمهام إدارة الملف، والتعامل مع الاعتصامات مع ارتباط كافة الأجهزة الأمنيّة بالقيادة المشتركة حصرا"، مبيّنا أنّ "العبادي تولّى الإشراف المباشر على ملف الاعتصامات والملف الأمني بشكل كامل".
وتضم العمليّات المشتركة، التي سحبها العبادي أخيراً من جبهات القتال في الأنبار إلى بغداد، كافة أصناف القوات الأمنيّة العراقيّة البريّة والبحريّة والجويّة.
من جهته، رأى الخبير الأمني مناف محمد، أنّ "قرار العبادي بتجميد عمليّات بغداد، ينم عن شكوك وعدم ثقة بها، وخوف من وجود تواطؤ مع التيّار الصدري".
وأضاف خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الظرف الحرج الذي يمر به العراق وحكومته، يحتم على العبادي إصدار هكذا قرارات وأن يكون حازما بتوجيهاته"، مشيرا إلى أنّه "من حق العبادي تجميد قيادة عمليّات بغداد، لأنّها خالفت أوامره بشكل واضح، وسمحت للمعتصمين بالوصول إلى بوابات المنطقة الخضراء".
ولفت إلى أنّ "القرارات تؤشّر إلى تشنّج كبير في الملف الأمني، وخطورة في الأوضاع، التي قد تتفاقم وتخرج عن السيطرة".
اقرأ أيضاً:توتر أمني في بغداد والرئيس العراقي يدعو لضبط النفس