وأبان ملك المغرب في هذه البرقية لأمير دولة قطر عن "تهانئه الخالصة، مقرونة بمتمنياته الصادقة له ولأسرته الأميرية الجليلة بموفور الصحة والهناء، وللشعب القطري الشقيق باطراد التقدم والرخاء، في ظل قيادته الرشيدة"، بحسب لغة البرقية.
وأوردت التهنئة أن العاهل المغربي أعرب لأمير قطر "عن اعتزازي بعرى الأخوة المتينة والتقدير المتبادل التي تجمعنا شخصياً وعائلتينا، وبعلاقات التعاون المثمر والتضامن الفاعل التي تربط بلدينا".
ولم يفت العاهل المغربي تأكيد حرصه على مواصلة عمل البلدين المشترك، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الشراكة الاستراتيجية المتميّزة بين المملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي، تجسيداً لطموحات شعوبنا الشقيقة إلى المزيد من التآزر والتكامل".
وكانت الرباط قد اتخذت قراراً بعدم الانقياد وراء ردود الفعل السلبية مثل عدد من الدول التي سارعت إلى قطع علاقاتها مع قطر، مبرزة رغبتها في "إرساء وساطة بين الأطراف المعنية إن وافقت على هذه الخطوة".
ودعا ملك المغرب مجموع الأطراف إلى "ضبط النفس، والتحلّي بالحكمة من أجل التخفيف من التوتر، وتجاوز هذه الأزمة وتسوية الأسباب التي أدت إليها بشكل نهائي، انسجاماً مع الروح التي ظلّت سائدة داخل المجلس".
وزار وزير خارجية المغرب، ناصر بوريطة، قبل أيام، كلاً من الإمارات والسعودية والكويت، في سياق التمهيد لوساطة ممكنة تضطلع بها الرباط، فيما لم يتم الكشف عن نتائج المبادرة المغربية بعد.
من جهته، أعرب الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، اليوم الأحد، عن ثقته بـ"قادة الدول الخليجية الشقيقة من أجل تجاوز الأزمة، التي يمرون بها، والتي نتمنّى أن تكون وقتية".
وفي تصريحات إعلاميّة، إثر أدائه صلاة عيد الفطر في جامع مالك بن أنس في قرطاج شمالي العاصمة تونس، أضاف السبسي أنه "مهما كانت المآخذ، فإن الأمر يتعلّق بخلاف داخل الأمة العربية والإسلاميّة، ويمكن الوصول إلى حل لهذه الأزمة عبر الحوار".
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تسريب قائمة المطالب الـ13 التي قدّمتها دول الحصار، أي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، إلى قطر، عبر الوسيط الكويتي، الجمعة.
وتضمّنت مطالب تمسّ جوهر سيادة واستقلاليّة الدوحة، من قبيل تسليم تقارير دوريّة في تواريخ محدّدة سلفًا لمدّة عشر سنوات، وإمهال قطر عشرة أيام للتجاوب معها، ما جعلها أشبه بوثيقة لإعلان الاستسلام وفرض الوصاية.
إلى ذلك، أكّد الرئيس السوداني، عمر البشير، اليوم، دعم بلاده للجهود التي يبذلها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لرأب الصدع بين دول الخليج العربي والتوفيق بينها، وإعادة لحمة التوافق والوئام إليها.
وتلعب الكويت دور الوساطة بين قطر والدول الخليجية التي تحاصر الدوحة، في محاولة لحل الأزمة الخليجية.
وكانت الخرطوم قد دعت، فور بدء الأزمة الخليجية، إلى الحوار، مؤكدة أن المصالح والمصير المشترك هما الرابط بين الجميع.
ودعت السعودية والإمارات والبحرين مواطنيها إلى مغادرة الدوحة خلال 14 يوماً، وأمهلت القطريين المدة نفسها، والتي انقضت فعلياً.
وشملت قرارات الدول الثلاث، والتي انحازت لها أطراف حليفة، من المنطقتين العربية والأفريقية، فرض حصار بري وجوي وبحري على الدوحة.
وشدّدت الدوحة على أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
(العربي الجديد)