العامري يقبل دعوة الصدر لإقالة عبد المهدي... والآلاف يتظاهرون بساحة التحرير

30 أكتوبر 2019
توسّعت مظاهرات بغداد (الأناضول)
+ الخط -
ردّ زعيم تحالف الفتح، الممثل للحشد الشعبي، هادي العامري، على دعوة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لإقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، بالقبول، مؤكداً له التعاون لـ"إنقاذ البلاد"، في وقت يتظاهر فيه عشرات آلاف في ساحة التحرير وسط تعزيزات أمنية مشددة.

رد العامري جاء بعد نحو ساعتين من دعوة وجهها إليه الصدر لأجل سحب الثقة عن عبد المهدي، والتي سبقتها رسالة من رئيس الحكومة للصدر أكد فيها أنه في حال اتفاقه مع العامري فإنه سيستقيل من رئاسة الحكومة.

وقال العامري في رده على رسالة الصدر، "سنتعاون معاً من أجل تحقيق مصالحة الشعب العراقي وإنقاذ البلاد بما تقتضيه المصلحة العامة".

رسالة العامري هذه جاءت عقب اتصالات متسارعة جرت بين الزعامات السياسية المختلفة والقيادات العليا للبلد، وبحسب مسؤول سياسي، تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن "رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس الجمهورية برهم صالح، بحثا هاتفياً موضوع سحب الثقة من حكومة عبد المهدي، والدعوة لانتخابات مبكرة".

وأوضح أن "الجانبين أجريا أيضاً اتصالات مع عدد من الزعامات السياسية وتداولا فيها الموضوع ذاته، وقد أيدت أغلب الأطراف إمكانية سحب الثقة، لا سيما بعد عدم تلبية عبد المهدي دعوة رئاسة البرلمان اليوم لحضور الجلسة"، مؤكداً أن "الأمور حتى الآن تجري باتجاه سحب الثقة، خاصة بعدما اتفق زعيما أكبر كتلتين في البرلمان (الصدر والعامري)، ما يعني أن الموضوع أصبح شبه جاهز للعرض على التصويت".

يحدث ذلك في وقت وصل فيه عشرات الآلاف من المتظاهرين من أهالي بغداد نحو ساحة التحرير، في أكبر تجمع تشهده الساحة منذ بداية التظاهرات، واستبق المتظاهرون موعد حظر التجوال الذي أعلن في العاصمة، من الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل حتى السادسة صباحا.

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إن "الأعداد التي وصلت الساحة اليوم هي أضعاف الأعداد في الأيام السابقة، وإن القوات الأمنية في حالة تأهب، وقد تم نشر تعزيزات عسكرية كبيرة في الساحة"، مبينين أن "المتظاهرين يهتفون بإسقاط الحكومة، ومقاضاة الفاسدين".

وأشار إلى أنه "لم تحدث حتى الآن مواجهات مع القوات الأمنية التي تعزل المنطقة الخضراء (التي تضم المقار الحكومية والسفارتين الأميركية والبريطانية) عن المتظاهرين".

وفي ديالى، المحافظة المرتبطة حدودياً مع إيران، أعلنت حكومتها المحلية تعطيل الدوام وفرض حظر شامل للتجوال، بعد يوم محتدم بالتظاهرات الغاضبة التي عمت عدداً من مناطقها، ومركز المدينة (بعقوبة) وسط أجواء أمنية بدت مرتبكة جداً، وقصف بقذائف طاولت مبنى المحافظة وسجن استخبارات مكافحة الإرهاب.


وقال المحافظ، مثنى التميمي، في بيان صحافي صدر منتصف هذه الليلة، إنه "لأسباب أمنية واستهداف السجن، وجهنا بتعطيل الدوام الرسمي ليوم غد، وفرض حظر شامل على التجوال في المحافظة".

وشهدت محافظات البصرة والنجف وكربلاء، مساء الأربعاء، تظاهرات شابتها صدامات مع الأمن الذي استخدم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم.

وتسود حالة من الترقب في الشارع العراقي، لما سيؤول إليه حراك سحب الثقة عن رئيس الحكومة، أو استقالته، وسط استمرار للتظاهرات الشعبية التي لم تستطع الوعود الحكومية تهدئتها.