13 فبراير 2022
العالم يتجه يميناً
لا تتوقف الأخبار الواردة حول صعود اليمين الشعبوي في أرجاء العالم المختلفة من أوروبا إلى أميركا، مروراً بالمنطقة، وصولاً إلى الهند. وكأنما هي موجةٌ تغذي بعضها بعضاً، فما تفعله "داعش" من قتل وتفجير وتدمير، سواء في أقصي الشرق في بنغلاديش، أو في أقصى الغرب في أميركا وفرنسا وبلجيكا، يغذّي موجة من اليمين السياسي الغارق في ترويج سردية الخوف من الأجانب، خصوصاً المسلمين. وكأنما اختفت العقلانية والبراغماتية، ومسّ الساسة شرقاً وغرباً شيء من الجنون اليميني الدوغمائي. ففي أوروبا، تصعد الأحزاب، التي تحمل أجندةً يمينيةً شعبوية، وتستثمر في حالة اللايقين التي تسيطر على الساحة الدولية، كما الحال في فرنسا والنمسا وألمانيا وهولندا والدانمارك. ولا يمكن قراءة التصويت، أخيراً، في بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعيداً عن سياق صعود التيار اليميني هناك، فالأحزاب التي قادت حملة الخروج يمينية، مثل حزب الاستقلال، الذي أسّسه نايجل فاراج قبل ربع قرن، واستقال من رئاسته قبل أيام، بعدما قال إنه "أنجز مهمته، وهي إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، حسب تصريحه.
كذلك ساهمت موجة اللاجئين، التي ضربت القارة الأوروبية، طوال الشهور الماضية، في زيادة مشاعر الخوف من الأجانب، وأعطت دفعةً لأحزاب اليمين القومي التي نجحت في الضغط على حكوماتها، من أجل رفض استقبال أي لاجئين، خصوصاً من سورية. ولعل ذلك كان أحد الأسباب، التي تقف خلف الاتفاق الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تركيا قبل شهور، من أجل منع خروج المهاجرين من تركيا باتجاه أوروبا. يأتي ذلك في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأوروبي من مشكلاتٍ عديدة، أدت إلى تراجع المستوى المعيشي للمواطن الأوروبي، ووفر أرضيةً خصبةً لخطابات إقصاء الأجانب، بل والتخلص منهم، باعتبارهم عبئاً على الاقتصاد.
ووصل الأمر إلى استخدام اليمين الأوروبي العنف من أجل التعبير عن مواقفه، خصوصاً من الأجانب، مثلما حدث في بريطانيا، حين اغتال متطرّف، محسوب على حركة "بريطانيا أولاً" اليمينية المتطرفة، النائبة البرلمانية، جو كوكس، في دائرتها الانتخابية. وكانت كوكس معروفة بدفاعها عن الأجانب واللاجئين، خصوصاً السوريين والفلسطينيين. ولعل الخطير في مسألة هذا الاغتيال تحول اليمين المتطرف من التظاهر إلى استخدام العنف والسلاح في التعبير عن الرأي، وهو ما يثير القلق حول إمكانية تكرار هذه الحوادث مستقبلاً.
ويبدو أن أحزاب اليمين الأوروبي ستكون الأداة، التي سيتم فيها إنهاء الاتحاد الأوروبي نتيجة المزايدة التي تقوم بها هذه الأحزاب على حكومات بلادها، حيث تتبنى هذه الأحزاب أجندةً غارقةً في الهم الوطني، وترى أن الاتحاد الأوروبي يمثل عبئاً عليها، يجب التخلص منه. وقد أثار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إمكانية تكرار الأمر في أكثر من بلدٍ أوروبي، خصوصاً إذا ما فشل الاتحاد الأوروبي في تقديم تطميناتٍ جادة وحقيقية للمواطن الأوروبي، بشأن مستقبل الاتحاد ككيان متماسك.
أما في أميركا، فإن الصراع بين المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وغريمته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، لم يعد يتوقف على السياسات أو الرؤى السياسية والاقتصادية فحسب، وإنما إيديولوجياً أيضاً، حيث يستثمر ترامب حالة الفزع والخوف التي تثيرها جرائم "داعش" في العالم، وهو لا يتوانى عن توظيف كل حادثةٍ في صراعه الانتخابي مع كلينتون، مثلما حدث أخيراً في حادثة أورلاندو، التي راح ضحيتها حوالى 50 شخصاً. والمتوقع أن تصبح قضايا الهجرة واللاجئين والأجانب الأهم على أجندة المرشحَيْن في الانتخابات الرئاسية المقرّرة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ومثلما شهدت أواخر الستينيات من القرن الماضي صعود موجة اليسار في العالم، فإنه يبدو أن "اليمين" سوف يكون اللاعب الجديد، الذي سوف يعيد تشكيل السياسة الدولية في المرحلة المقبلة.
كذلك ساهمت موجة اللاجئين، التي ضربت القارة الأوروبية، طوال الشهور الماضية، في زيادة مشاعر الخوف من الأجانب، وأعطت دفعةً لأحزاب اليمين القومي التي نجحت في الضغط على حكوماتها، من أجل رفض استقبال أي لاجئين، خصوصاً من سورية. ولعل ذلك كان أحد الأسباب، التي تقف خلف الاتفاق الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تركيا قبل شهور، من أجل منع خروج المهاجرين من تركيا باتجاه أوروبا. يأتي ذلك في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأوروبي من مشكلاتٍ عديدة، أدت إلى تراجع المستوى المعيشي للمواطن الأوروبي، ووفر أرضيةً خصبةً لخطابات إقصاء الأجانب، بل والتخلص منهم، باعتبارهم عبئاً على الاقتصاد.
ووصل الأمر إلى استخدام اليمين الأوروبي العنف من أجل التعبير عن مواقفه، خصوصاً من الأجانب، مثلما حدث في بريطانيا، حين اغتال متطرّف، محسوب على حركة "بريطانيا أولاً" اليمينية المتطرفة، النائبة البرلمانية، جو كوكس، في دائرتها الانتخابية. وكانت كوكس معروفة بدفاعها عن الأجانب واللاجئين، خصوصاً السوريين والفلسطينيين. ولعل الخطير في مسألة هذا الاغتيال تحول اليمين المتطرف من التظاهر إلى استخدام العنف والسلاح في التعبير عن الرأي، وهو ما يثير القلق حول إمكانية تكرار هذه الحوادث مستقبلاً.
ويبدو أن أحزاب اليمين الأوروبي ستكون الأداة، التي سيتم فيها إنهاء الاتحاد الأوروبي نتيجة المزايدة التي تقوم بها هذه الأحزاب على حكومات بلادها، حيث تتبنى هذه الأحزاب أجندةً غارقةً في الهم الوطني، وترى أن الاتحاد الأوروبي يمثل عبئاً عليها، يجب التخلص منه. وقد أثار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إمكانية تكرار الأمر في أكثر من بلدٍ أوروبي، خصوصاً إذا ما فشل الاتحاد الأوروبي في تقديم تطميناتٍ جادة وحقيقية للمواطن الأوروبي، بشأن مستقبل الاتحاد ككيان متماسك.
أما في أميركا، فإن الصراع بين المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وغريمته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، لم يعد يتوقف على السياسات أو الرؤى السياسية والاقتصادية فحسب، وإنما إيديولوجياً أيضاً، حيث يستثمر ترامب حالة الفزع والخوف التي تثيرها جرائم "داعش" في العالم، وهو لا يتوانى عن توظيف كل حادثةٍ في صراعه الانتخابي مع كلينتون، مثلما حدث أخيراً في حادثة أورلاندو، التي راح ضحيتها حوالى 50 شخصاً. والمتوقع أن تصبح قضايا الهجرة واللاجئين والأجانب الأهم على أجندة المرشحَيْن في الانتخابات الرئاسية المقرّرة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ومثلما شهدت أواخر الستينيات من القرن الماضي صعود موجة اليسار في العالم، فإنه يبدو أن "اليمين" سوف يكون اللاعب الجديد، الذي سوف يعيد تشكيل السياسة الدولية في المرحلة المقبلة.