العالم ضد إيبولا وإصابات في سيراليون وليبيريا

22 سبتمبر 2014
تواصل حملات التوعية من الوباء (GETTY)
+ الخط -

اكتشفت سيراليون 70 جثة و150 اصابة جديدة بفيروس إيبولا بعد العزل العام الذي استمر ثلاثة أيام لمكافحة الوباء، كما أعلنت السلطات الاثنين غداة هذه العملية غير المسبوقة.

وقال ستيفن غاوجيا رئيس مركز عمليات الطوارىء "لدينا عدد كبير من الجثث لدفنها، لكن هذا الأمر عادي منذ بداية تفشي الوباء. ولدينا الآن 150 اصابة على الأقل".

وعبرت سلطات سيراليون عن ارتياحها "لنجاح" العملية المثيرة للجدل لعزل السكان من أجل مكافحة فيروس إيبولا، مع اكتشاف سبعين جثة و150 إصابة محتملة جديدة.

وفي ليبيريا البلد الأكثر تأثرا وحيث البنى التحتية تعاني من الضغط استقبل مركز معالجة فتح الأحد قرب العاصمة منروفيا على الفور 105 مرضى، بينهم 56 أظهرت الفحوصات التي خضعوا لها أنهم ايجابيون للفيروس بحسب نائب وزير الصحة تولبرت نينسواه.

إلى ذلك أصيب بالعدوى مرسل كاثوليكي إسباني في التاسعة والستين من عمره في سيراليون، ليصبح ثاني مواطن إسباني يصاب بالفيروس، وقد نقل ليلا إلى مدريد حيث أدخل المستشفى "في حالة خطرة" بحسب الأجهزة الطبية.

ويعد وباء إيبولا في غرب أفريقيا، الأخطر في تاريخ هذه الحمى النزفية التي اكتشفت في 1976، وتفشت في مطلع السنة في غينيا، بوفاة 2630 شخصا على الأقل من أصل 5357 حالة بحسب أخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية حتى 14 سبتمبر/ أيلول.

وفي سيراليون أتاح العزل الذي فرض على ستة ملايين شخص من الجمعة إلى الأحد للقيام بحملة ضخمة من بيت إلى بيت، باكتشاف أكثر من 150 إصابة جديدة وحوالي 70 جثة في منطقة العاصمة فريتاون وحدها بحسب السلطات.

وأكدت المسؤولة الثانية في الأجهزة الصحية ساريان كامارا "أن الأمر بالبقاء في المنزل تقيد به السكان بشكل جيد ما سمح لفرق الحملة بتوعية العوائل بشأن إيبولا في منازلها".

وقال وزير الصحة أبو بكر فوفاناه إن المتطوعين البالغ عددهم حوالي 30 ألفا والذين شاركوا في الحملة تمكنوا من زيارة 80 في المئة من منازل البلاد معتبرا أن العملية تكللت بـ"النجاح".

وسمحت الحملة خصوصا كما قال بوقف "عمليات الدفن الليلية" لمرضى إيبولا من قبل عائلاتهم، ما يزيد بشكل كبير مخاطر تفشيه باعتبار أن الجثث ناقلة للعدوى.

وأكد مسؤولون في القطاع الصحي في ليبيريا أن ممارسات الدفن ليلا التي تنطوي على مخاطر مع غسيل الجثث، مستمرة لدى المجموعات السكانية التقليدية رغم رسائل التنبيه والوقاية.

وأوضح جابرييل جوربي لوجان الذي يعمل في القطاع الصحي في منطقة بومي بشمال غرب مونروفيا "أن بعض الأشخاص هم في حالة إنكار دائم، لهذا السبب لا يصغون للقواعد".

وأعلنت ليبيريا الأحد أنها سترفع عدد الأسرة من 250 إلى ألف سرير لمعالجة المرضى في منروفيا بمساعدة المجتمع الدولي. وفي اليوم نفسه وصلت دفعة ثانية من أصل ثلاثة ألاف عسكري أميركي وعد بإرسالهم للمشاركة في مكافحة الوباء في المنطقة إلى ليبيريا.

ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي إلى "التحرك بسرعة" لتجنب انتقال العدوى إلى عشرات أو حتى "مئات ألاف" الأشخاص. وأعلن انشاء مركز قيادة عسكرية في ليبيريا وتوفير ألف سرير في المنطقة.

وفي نيجيريا التي تعد ثماني وفيات من أصل 20 حالة، أبقي على موعد بدء العام الدراسي الاثنين باستثناء لاجوس كبرى مدن البلاد والأكثر اصابة حيث أرجىء إلى الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

ووصف مجلس الأمن الدولي في 18 سبتمبر/ أيلول هذا الوباء بأنه "تهديد للسلم والأمن الدوليين"، وهي سابقة بالنسبة لحالة طوارىء صحية.

والقلق الذي تثيره هذه الحمى النزفية في سائر أرجاء العالم برز مجددا في عطلة نهاية الأسبوع مع إعلان الهند تأجيل القمة الهندية الافريقية الثالثة المقرر عقدها في نيودلهي في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وكان يفترض أن يشارك فيها مندوبون عن خمسين دولة أفريقية.

إلى ذلك كررت منظمة الصحة العالمية الاثنين معارضتها للقيود المفروضة على السفر إلى بلدان أفريقيا الغربية بسبب وباء إيبولا الذي يبقى "حالة طوارىء صحية عامة عالمية". وفي بيان نشر في ختام اجتماع للجنة الطوارىء التابعة لها أكد الخبراء في هذا الوباء "مجددا وبشكل حازم أنه لا ينبغي فرض حظر عام على السفر أو التجارة مع البلدان المصابة"، وأضافوا محذرين "أن إلغاءات الرحلات والقيود الأخرى على السفر ما زال يعزل البلدان المصابة وهذا يتسبب بعواقب اقتصادية وخيمة ويعوق جهود الاغاثة والمساعدة ما يزيد من خطر الانتشار الدولي".

وطالبت منظمة الصحة العالمية أيضا بتنسيق أفضل بين السلطات في البلدان المصابة بالفيروس وقطاع النقل.

وفي السياق، قالت وزيرة الصحة الايطالية بياتريس لورنزين اليوم الاثنين إن الدول الاوروبية تقيم الموارد المتاحة لديها للمساعدة في التصدي لمرض إيبولا وتخطط ردا منسقا لمواجهة أسوأ تفش للفيروس في التاريخ.

وتعهدت الدول الأوروبية بتقديم 140 مليون يورو (180 مليون دولار) لدعم الجهود في المعركة مع إيبولا في غرب أفريقيا حيث قتلت الحمى النزفية 2793 شخصا على الأقل في خمس دول حسب بيانات منظمة الصحة العالمية.

وقالت لورنزين على هامش اجتماع لوزراء الصحة الأوروبيين في ميلانو "أربع أو خمس دول فقط مجهزة في أوروبا. سنعمل معا لتنسيق جهد المساعدة."

وأضافت أنه لن تتخذ قرارات حول كيفية المضي قدما اليوم الاثنين لكن أوربا ستصيغ خطة للتحرك لتقديمها في اجتماع قادم في واشنطن.

المساهمون