العاصفة مستمرة

18 ابريل 2015
+ الخط -
مبادرة تلو المبادرة تطرح في بازار الأزمة اليمنية، من الأحزاب الداخلية وبعض دول الجوار، ومنها روسيا، وصولا إلى إيران، لإنهاء عملية عاصفة الصحراء.

لكن المشهد يختلف جدا، على الرغم من التهديد والوعيد الذي يطلق من إيران تارة، وطورا من حزب الله اللبناني، لكن المشهد السياسي اليمني لايزال بيد التحالف العربي، والذي برهن للجميع بأنه قوة سياسية ذات قدرة عالية على الإمساك بزمام المبادرة العربية، ضمن الأهداف المطلوبة لحل الأزمة اليمنية، والتي تعتمد على عودة الشرعية وإنهاء حقبة المليشيات.

كل التحليلات السياسية والاستراتيجية لخبراء الممانعة تقوم على أن(الخليج يعمل على التقسيم، والخليج يريد التدخل السني الإقليمي، من خلال الاعتماد على القوة الباكستانية والتركية الذين خيبوا أمل السعودية ودول الخليج، فالسعودية سوف تقاتل بآخر جندي مصري، واليمن فخ إيراني تم نصبه للسعوديين).

بالطبع من ينظر إلى الأحداث الميدانية، يرى أن الخليج لا يريد إشراك أي قوة في المعارك، لكن سير المعارك لا يتجه نحو معارك برية، وقد تكون المعارك البرية آتية بواسطة الجيش اليمني نفسه، وبعض المحسوبين على قوات علي عبدالله صالح الذين تم شراء ولائها بالمال.

لن تدخل قوات عسكرية سعودية، أو خليجية، إلى مستنقع اليمن، ولن تدخل قوات باكستانية. ولكن الخليج أخذ ما يريد من باكستان بأنها تملك جبهتين مع إيران، والتأييد لهذه الحرب كافية، وأخذ الخليج من تركيا، ما يريد بالرسالة التي ذهب بها أردوغان إلى إيران، وعودته باتفاقات كثيرة، حيث لإيران حدود مع تركيا ومنافذ على العراق وسورية متداخلة، لا تساعدها بتوتير الأوضاع.

والخليج لن يقاتل بالجيش المصري أو الأردني أو المغربي، لكن الخليج في عاصفة الحزم أثبت للجميع أنه لا يحتاج إلى أحد، ليدافع عن أمنه وعن حدوده، وهو صاحب المبادرة، ويمكنه الدفاع عن نفسه، فالخليج أذهل الجميع، بقراراته وسريتها، وبراعة عمله وعدم الاتكال على الغرب، وتسيير غرفة عمليات جوية تقدر بمائة وثمانين طائرة حربية مقاتلة.
يؤكد هذا التحليل رد السعودية القاسي على رفض البرلمان الباكستاني المشاركة بعمليات حربية بأن السعودية ليست بحاجة للجيش الباكستاني وجيشها، "وجيشنا لا يقل قدرات وتدريباً عنه".
المعركة التي فتحت ضد الحوثيين لن تنتهي، أبداً، إلا بدفع الحوثي إلى الجلوس على طاولة الحوار، من دون شروط، والعمل بالمبادرة الخليجية، وترتيب البيت اليمني، ضمن إعادة الشرعية إلى البلاد.

avata
avata
خالد ممدوح العزي (لبنان)
خالد ممدوح العزي (لبنان)