"يؤسفني أن أبلغكم بأنّ السعادة الأبدية مجرّد قصص خيالية". هذا ما كتبه الطبيب الأميركي المتخصص بالأمراض النفسية والعقلية، للأطفال والمراهقين، مارك بانشيك، على موقع مجلّة "سايكولوجي توداي" المتخصص بعلم النفس. ويشير بانشيك في مقاله إلى أنّه في بعض الأحيان، ثمّة خيانة لا تُغتفَر مثل الخيانة الزوجية، أو أنّ الشريك قد يتحوّل إلى شخص مسيء جداً وتتدمّر بالتالي العلاقة، أو أنّ تبدّل المشاعر قد يقضي على الوئام بين الزوجَين.
يُعَدّ الزواج نيّة للبقاء مع الشريك مدى الحياة، بيد أنّه مع ارتفاع معدّلات الطلاق نرى بوضوح أنّ هذا الطموح يفشل أحياناً. ويذكر بانشيك في مقاله أنّ الوعد بالزواج قادر على شفاء جراحنا، ويشجّعنا كذلك على فضح أنفسنا أمام الشريك والكشف عن ضعفنا. الأمر الذي يعني أنّه يصير مسؤولاً عن علاجنا.
لكنّ تلك العلاقة الحميمة الخاصة قد تنقلب علينا، لا سيّما عندما ينتقدنا الشريك أو حين نشعر بأنّه لا يرغب فينا أو يرفضنا. ويؤلمنا هذا الإحساس بشدّة. ودرجة الألم الذي يتسبّب فيه الشريك، من الممكن أن تصل إلى حدّ لا يطاق، فيصير الشريكان في موقعَي الدفاع والهجوم. ويشعران بأنّ العلاقة تدهورت، لكن ثمّة من يتحمّل البقاء في زواج غير سعيد، بسبب الالتزام بالعهد الذي قطعه، وثمّة من يقاتل للبقاء في العلاقة، إذ إنّه غير مستعد للتخلي عمّا قضاه مع شريكه.
ويسأل بانشيك عن كيفية أخذ الأطفال بالحسبان لدى اتخاذ أيّ قرار خاص بالعلاقة. ويوضح أنّه لا يوجد للأسف مسار واضح يؤدّي إلى النتيجة الصحيحة في هذه المسائل. وكلّ علاقة تعتمد على الظروف الشخصية والاستنتاجات التي يتوصّل إليها كلّ طرف بعد كثير من التفكير. أمّا الأطفال، فكلّ واحد يثمّن بقاء والدَيه معاً على الرغم من الألم الذي قد يعانيه كلاهما في العلاقة.
نبيل (40 عاماً) يعيش في لندن وهو متزوّج وأب لثلاثة أولاد، يقول: "إنّه القرار الأصعب الذي أؤجله منذ سنوات". ويوضح لـ"العربي الجديد" أنّ "زواجي تعيس وأشعر بأنّه لا أمل في إصلاحه، بعدما حاولت كلّ ما في وسعي للتوقّف عن التفكير في الرحيل والطلاق". يضيف: "أعجز عن اتخاذ موقف واضح وصريح لأنّني أخشى من تأثير الطلاق على أطفالي. وفي كلّ يوم، أفكّر في التضحية من أجلهم، لكنّني لم أعد أطيق هذه الحياة وبتّ أشعر بأنّني سوف أنهار وأدخل في حالة من الاكتئاب لو استمررت في هذا الزواج".
يتابع نبيل: "بحثت كلّ الحلول، ووجدت أنّ الرحيل من دون التسبب بأذى لزوجتي أو لأطفالي هو تمنّ صعب المنال، لكنّني سوف أحاول القيام بذلك بأكبر قدر مستطاع من السلام. أظنّ أنّني في آخر مراحل التفكير، وقد توصّلت إلى القرار الذي مهما يبدو قاسياً اليوم، إلا أنّه ربّما يكون الحل الأفضل لنا جميعاً في وقت لاحق". ويشير إلى أنّه سوف يتمكّن من رؤية أطفاله مرّتَين في الأسبوع على أقلّ تقدير، وسوف يسدّد كلّ ما يترتب عليه من نفقات. ويؤكد: "لا أنكر أنّني سوف أشعر بالألم لأنّني لا أكره زوجتي، لكنّني فقدت كلّ المشاعر الحميمة تجاهها. وقراري سوف يوجعها بالتأكيد مثلما سوف يؤثّر على أطفالي".
اقــرأ أيضاً
يشدّد بانشيك على أنّ الطلاق قد يكون ضرورياً للبعض، لكن ينبغي أن نأخذه بالاعتبار بعد استنفاد كلّ الخيارات الأخرى، لأنّه عملية صعبة تحمل ألماً وحزناً ومن الممكن أن تخلّف ضحايا. هؤلاء الضحايا هم الأطفال الذين يتوجّب علينا التأكّد من أنّهم على ما يرام، لأنّ الطلاق قد يقوّض إحساسهم بالاستقرار والأمان.
يُعَدّ الزواج نيّة للبقاء مع الشريك مدى الحياة، بيد أنّه مع ارتفاع معدّلات الطلاق نرى بوضوح أنّ هذا الطموح يفشل أحياناً. ويذكر بانشيك في مقاله أنّ الوعد بالزواج قادر على شفاء جراحنا، ويشجّعنا كذلك على فضح أنفسنا أمام الشريك والكشف عن ضعفنا. الأمر الذي يعني أنّه يصير مسؤولاً عن علاجنا.
لكنّ تلك العلاقة الحميمة الخاصة قد تنقلب علينا، لا سيّما عندما ينتقدنا الشريك أو حين نشعر بأنّه لا يرغب فينا أو يرفضنا. ويؤلمنا هذا الإحساس بشدّة. ودرجة الألم الذي يتسبّب فيه الشريك، من الممكن أن تصل إلى حدّ لا يطاق، فيصير الشريكان في موقعَي الدفاع والهجوم. ويشعران بأنّ العلاقة تدهورت، لكن ثمّة من يتحمّل البقاء في زواج غير سعيد، بسبب الالتزام بالعهد الذي قطعه، وثمّة من يقاتل للبقاء في العلاقة، إذ إنّه غير مستعد للتخلي عمّا قضاه مع شريكه.
ويسأل بانشيك عن كيفية أخذ الأطفال بالحسبان لدى اتخاذ أيّ قرار خاص بالعلاقة. ويوضح أنّه لا يوجد للأسف مسار واضح يؤدّي إلى النتيجة الصحيحة في هذه المسائل. وكلّ علاقة تعتمد على الظروف الشخصية والاستنتاجات التي يتوصّل إليها كلّ طرف بعد كثير من التفكير. أمّا الأطفال، فكلّ واحد يثمّن بقاء والدَيه معاً على الرغم من الألم الذي قد يعانيه كلاهما في العلاقة.
نبيل (40 عاماً) يعيش في لندن وهو متزوّج وأب لثلاثة أولاد، يقول: "إنّه القرار الأصعب الذي أؤجله منذ سنوات". ويوضح لـ"العربي الجديد" أنّ "زواجي تعيس وأشعر بأنّه لا أمل في إصلاحه، بعدما حاولت كلّ ما في وسعي للتوقّف عن التفكير في الرحيل والطلاق". يضيف: "أعجز عن اتخاذ موقف واضح وصريح لأنّني أخشى من تأثير الطلاق على أطفالي. وفي كلّ يوم، أفكّر في التضحية من أجلهم، لكنّني لم أعد أطيق هذه الحياة وبتّ أشعر بأنّني سوف أنهار وأدخل في حالة من الاكتئاب لو استمررت في هذا الزواج".
يتابع نبيل: "بحثت كلّ الحلول، ووجدت أنّ الرحيل من دون التسبب بأذى لزوجتي أو لأطفالي هو تمنّ صعب المنال، لكنّني سوف أحاول القيام بذلك بأكبر قدر مستطاع من السلام. أظنّ أنّني في آخر مراحل التفكير، وقد توصّلت إلى القرار الذي مهما يبدو قاسياً اليوم، إلا أنّه ربّما يكون الحل الأفضل لنا جميعاً في وقت لاحق". ويشير إلى أنّه سوف يتمكّن من رؤية أطفاله مرّتَين في الأسبوع على أقلّ تقدير، وسوف يسدّد كلّ ما يترتب عليه من نفقات. ويؤكد: "لا أنكر أنّني سوف أشعر بالألم لأنّني لا أكره زوجتي، لكنّني فقدت كلّ المشاعر الحميمة تجاهها. وقراري سوف يوجعها بالتأكيد مثلما سوف يؤثّر على أطفالي".
يشدّد بانشيك على أنّ الطلاق قد يكون ضرورياً للبعض، لكن ينبغي أن نأخذه بالاعتبار بعد استنفاد كلّ الخيارات الأخرى، لأنّه عملية صعبة تحمل ألماً وحزناً ومن الممكن أن تخلّف ضحايا. هؤلاء الضحايا هم الأطفال الذين يتوجّب علينا التأكّد من أنّهم على ما يرام، لأنّ الطلاق قد يقوّض إحساسهم بالاستقرار والأمان.