الطلاب يقاومون الانقلاب بالكوسة والبخور

26 ابريل 2014
+ الخط -

 

 

في مشاهد تؤكد قدرة الشباب المصري على الإبداع في مواجهة النظام القائم وسطوته على إرادة الشعب المصري، تشهد الجامعات المصرية العديد من الفعاليات الاحتجاجية الإبداعية، للخروج عن الجو المألوف في التعبير عن الغضب الطلابي من عنف الأجهزة الأمنية وسوء إدارة الجامعات في معالجاتها لقضايا الطلاب، وتقديم مواعيد الامتحانات وتأجيل الدراسة، وطلب عودة الحرس الجامعي.

تتميز فعاليات الإبداع الاحتجاجي بقدرتها الفائقة على جذب قطاعات واسعة من الطلاب، ورسم الابتسامة على الوجوه العابسة من الدماء التي لا تتوقف في الشارع المصري، بل داخل الجامعات نفسها على يد قوات الأمن المصرية ضد الطلاب الرافضين عودة الحرس الجامعي ومناوئي الانقلاب العسكري.

تتصدر الكوسة المشهد في جامعة الإسكندرية، حيث وقف طلاب وأساتذة جامعة الإسكندرية يتابعون "تظاهرات الكوسة" التي ابتدعها رافضو الانقلاب في جامعة الإسكندرية للتعبير عن رفضهم ترشح وزير الدفاع المستقيل، عبد الفتاح السيسي، لرئاسة الجمهورية.

وتعبر "الكوسة" في ثقافة المصريين عن الفساد والمحسوبية داخل المؤسسات الحكومية، وهي تشير إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة مسرحية هزلية، الجميع يعلم أن مشهدها الأخير سينتهي بإعلان فوز عبد الفتاح السيسي، الذي رشحه الجيش بعد سطوته على مؤسسات الدولة المنتخبة وتدعمه قوى دولية على رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل.

الطلاب رفعوا ثمار الكوسة، وطافوا الحرم الجامعي وهتفوا ضد الانقلاب العسكري وهزلية الانتخابات الرئاسية، ولم تخل هتافاتهم أيضا من التهكم على نزاهة الانتخابات وشفافيتها وتنوعت بين "كوسة دي ولا انقلاب"، و"هايكوسوا الانتخابات للسيسي"، وقد لاقت الفعالية تفاعلاً كبيراً من جانب الطلاب.

هذه المرة، أراد طلاب جامعة حلوان أن يلفتوا الأنظار إلى احتجاجاتهم الرافضة لترشح، عبد الفتاح السيسي، لرئاسة الجمهورية، فقرروا أن تكتسي فعالياتهم ثوباً جديداً، فأعلنوا تنظيم حملة تحت شعار "مولد سيدك السيسي"، ارتدى الطلاب "الجلابيب" وأمسكوا أعواد البخور، ثم أخذوا يهتفون ضد الانقلاب العسكري، ويطالبون بعودة مكتسبات ثورة 25 يناير.

وفي مشهد أشبه كثيراً بما يحدث في الموالد الشعبية التي تتميز بها مصر، يجتمع الطلاب في ساحة الحرم الجامعي وهم يرتدون الجلابيب ويحملون أعواد البخور ثم يهتفون "حي حي. السيسي دوره جي" و"مدد يا انقلاب مدد. عبد الفتاح خرب البلد".

لون آخر من الإبداع، يلجأ إليه بعض الطلاب، فينظمون مناظرات ساخرة في أحيان أخرى، حيث يجسدون مسرحية الرئاسة؛ ويتقمصون أدوار المرشحين عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي، وسط حضور كبير من الطلاب الذين يلجأ بعضهم إلى تصوير تلك الفعاليات وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي معرض تعليقه على تلك الفعاليات، يقول المتحدث الرسمي لطلاب ضد الانقلاب إبراهيم جمال، لـ"العربي الجديد": إن الشعب المصري بطبيعة الحال يحب السخرية، ومعروف عنه أنه ابن "نكته"، لذلك فالطلاب يحاولون التنويع في وسائل الاحتجاج لديهم من خلال الطابع الهزلي لتوضيح حقيقة حكم العسكر بطريقة تجذب الأنظار، كأن ينظموا تظاهرات بالطراطير أو مسرحيات هزلية يجسد فيها الطلاب أدوار شخصيات سياسية وإعلامية تدعم الانقلاب.

المساهمون