الطفل.. رمز استقلال بروكسل

06 سبتمبر 2014
بروكسل مدينة صغيرة مقارنةً بعواصم أُخرى (Getty)
+ الخط -

حين يزور أحدكم بروكسل، عليه اتباع نصائح التسوق والسياحة المعروفة. هذه أمور مقدور عليها، فبروكسل مدينة صغيرة قياساً إلى عواصم مثل باريس وبرلين. فيما يخص الطعام، الطبق الأشهر في بروكسل هو "المول" أو بلح البحر، ثم الشوكولاته البلجيكية، إضافة إلى الجعة. تستطيع بكل سهولة تأمين حاجتك من الهدايا عبر خيارات الشوكولاته الكثيرة، التي تكاد تضاهي في تنوعها، تعدد خيارات الجبنة الفرنسية.
أما من حيث الأماكن التي يُنصح بزيارتها، فعلى الأقل يمكنك العبور من ساحة مبنى الاتحاد الأوربي والتقاط بعض الصور، ثم الذهاب إلى الساحة الكبيرة "لا غراند بلاس" التي تكاد تكون مركز المدينة. هناك تجد الكثير من المطاعم لتناول (بلح البحر) وشراء الشوكولاته، وهي ليست بعيدة كثيراً عن القصر الملكي الذي ربما ترغب بزيارته. تستطيع أن تسير من القصر حتى الساحة، إذا كان الجو لطيفاً، ثم يبقى القليل المهم من بروكسل، الذي لا بد من رؤيته، لأن أكثر الأمكنة جمالاً، هي المتاحة في الشوارع والطرقات والساحات، خصوصاً إن كنت من هواة الفنون الحديثة، فجدران بروكسل تحقق لك متعة بصرية عبر رسومات هائلة.
هكذا تقريباً تكون قد مسحت المدينة ومعالمها في يوم واحد، ولكن لحظة، هل رأيت الرجل الذي يبول؟ إذن أنت لم ترَ بروكسل بعد.
ففي محلات بيع الهدايا التذكارية، تدهشك باريس مثلاً بالتنوع، بطاقات وتماثيل وميداليات وأطباق، تحمل رموز المدينة، من برج إيفل إلى كاتدرائية نوتردام إلى كنيسة القلب المقدس إلى قوس النصر إلى طواحين الهواء في مونمارتر.
في بروكسل، يصدمك رمز واحد تقريباً، يتكرر على مقترحات الهدايا التذكارية: صبي يبول! علينا إذن العودة إلى بداية هذا الكلام، لتصبح زيارة الصبي الذي يبول في أولويات مشروع السياحة والتعرف على المدينة. وحين تقرر الذهاب لرؤية هذا التمثال في قلب المدينة، في حي سان جاك قريباً من الساحة الكبيرة، يدهشك صغر التمثال محاطاً بقضبان معدنية تحميه من السرقة، إضافة إلى ورود يضعها السياح حوله، ويلتقطون معه الصور، فمن هو هذا الولد الذي تحول إلى رمز المدينة؟
حكايات أصل الولد كثيرة ومتعددة، منها أنه يرمز إلى ابن قائد معركة رانسبوك، وكان الطفل نائماً فوق شجرة، حين بال فوق جنود الأعداء، وفعل مثله جنود بلجيكا، أو أنه طفل شرير كان يبول في كل مكان، حتى فعلها على جدار بيت الساحرة، التي لعنته وحوّلته إلى تمثال. ومهما كان تنوع القصص، يجدر القول إن تمثال الصبي منحوت منذ عام 1641، وأنه سُرق عدة مرات، ونجا من الدمار الذي تعرضت له بروكسل عام 1695، وثمة من يعتقد أن هذا الصبي يعدّ رمزاً لاستقلالية التفكير لدى سكان بروكسل الأصليين.

المساهمون