الطفل الفلسطيني المحرر خالد الشيخ: بأي ذنب اعتقلت

16 ابريل 2017
تجربة الاعتقال علمته كثيراً (تويتر)
+ الخط -
في قسم 13 بسجن عوفر الإسرائيلي غربي رام الله وسط الضفة الغربية، المخصص للأسرى الأطفال، بدأت حكاية الطفل الأسير المحرر، خالد حسام الشيخ (17 عاما)، بالتعرف على تجربة الأسر الجديدة في حياته والقديمة في حياة والده الأسير المحرر، حسام الشيخ، إذ يشير خالد إلى معاناته من برد الشتاء ونقص الأغطية ووسائل التدفئة، والتي زادت مع إدخال معتقلين جدد إلى القسم الذي يتسع لنحو مائة معتقل فقط.


في ثمانينيات القرن الماضي، اعتقل حسام الشيخ والد خالد وكان عمره حينها 16 عامًا، واعتقل سبع مرات وأمضى في الاعتقال 4 سنوات لنشاطه في الانتفاضتين الأولى والثانية، ولم يكن يدرك أن الأيام ستمر ويصبح ابنه خالد أسيراً محرراً، ويدخل قاعة محكمة الاحتلال الإسرائيلي بصفته والد أسير.


الغرفة رقم 10 بقسم 13 من سجن عوفر كانت مداداً لشريط ذكريات الطفل خالد، في حياة الاعتقال الصعبة، وهي غرفة غير صالحة للعيش وبلا تدفئة، وكثيراً ما كانت تنقصه الملابس لحرمان عائلته من إدخالها له، ما يضطره لشرائها من الكنتينا "بقالة السجن" بأسعارها الباهظة، أو يستعير ملابس زملائه الأسرى الذين لم يبخلوا عليه بالعطف والمساعدة، خصوصاً أنه كان يعاني في أسره من فقر الدم، فكانوا يهتمون بنوعية طعامه لتقوية دمه، يقول خالد لـ"العربي الجديد".


عاش خالد يوميات الاعتقال وعرف مصطلحات ومفاهيم جديدة خاصة بالأسرى، منها "الأسرى الأشبال" والعدّ ثلاث مرات في اليوم، والتفتيش اليومي الذي يعيق استقرار الأسرى، ومفهوم البوسطة (مركبة نقل الأسرى) والمحاكم وغيرها كثير. ولم يكن خالد في فترة اعتقاله الأخيرة يحس بألم السجن كثيراً، إذ كان معه في السجن أسرى أطفال يقضون أحكاماً تصل إلى 14 عاماً.


كان خالد يقضي أوقاته في زيادة مهاراته بكرة الطائرة وكرة الطاولة، ويقرأ قصصاً بوليسية وقصصاً من واقع القضية الفلسطينية، وكان بعض المدرسين من الأسرى يخصصون أوقاتهم لتدريس الأسرى الأطفال المناهج الدراسية. ويدرك خالد أنه استفاد من تجربته، وصنع له السجن أصدقاء وإخوة جدداً من مختلف مناطق الضفة الغربية، وهو لم ينسهم ويصر على إكمال تعليمه، فهو الآن في صفه الدراسي الثاني عشر "التوجيهي".






معاناة خالد الأساسية كما بقية الأسرى، حرمان عائلته من زيارته، إذ كان يراهم في جلسات محاكمته، ولم يسمح لهم بزيارته إلا بعد موعد الإفراج عنه. وكانت عائلته قلقة عليه بسبب ضعف دمه الشديد قبل اعتقاله. ولم يفحص دمه وهو في السجن وكان يعطى أدوية لا يعرف نوعها وطبيعتها، وبعد الإفراج عنه تابع خالد علاجه وأصبح بصحة جيدة.



حملة تضامن مع الأسير خالد الشيخ قبل تحريره (تويتر) 



ويؤكد خالد في رسالة وجهها عبر "العربي الجديد"، أن العالم يجب عليه أن يعرف ما يمارسه الاحتلال بحق الأطفال الأسرى، ويقول: "ما ذنب طفل ذهب للتنزه في بلدته أن يعتقل من قبل قوة خاصة من جيش الاحتلال!".


وما زالت لحظات اعتقال خالد يوم 25 من ديسمبر/ كانون الأول 2014، منقوشة في ذاكرته، حينما ذهب للتنزه برفقة أحد أصدقائه في أرض زراعية قريبة من جدار الفصل العنصري المحاذي للبلدة، والتنكيل به إلى أن أفرج عنه في 16 من أبريل/ نيسان 2015.





لحظة الإفراج عنه، من أمام سجن عوفر غرب رام الله، كانت عائلة خالد بانتظاره، بعد اعتقاله بتهمة رشق جنود الاحتلال استمر نحو 4 أشهر علاوة على دفع العائلة غرامة مالية (500 دولار)، في حين خالد عاش لحظة الفرح والألم. ويقول: "كانت لحظات سعيدة جداً، لحظات مفرحة أن ترى أهلك بعد كل هذا الحرمان، وتمكنت من احتضانهم"، أما الألم الأكبر فهو أن تترك خلفك أصدقاء عشت معهم في السجن لا يزالون يكابدون الألم.