الطفلة بانا العابد لـ"العربي الجديد": سأعود مجدداً إلى حلب

27 ديسمبر 2016
هدفها إيصال معاناتهم للعالم (طاهر محمد/Getty)
+ الخط -


تحوّلت "الأيقونة الحلبية" إلى مستخدم شهير لوسائل التواصل الاجتماعي، بسبب تغريداتها على "تويتر" وعكست بشكل طفولي بريء، واقع أهالي حلب وما عانوه من قصف وتجويع وحصار، قبل أن يتم تهجيرهم إلى ريف حلب الغربي أو محافظة إدلب، شمالي غرب سورية.

في مقابلة خاصة مع "العربي الجديد"، قالت الطفلة الهاربة من حلب، بانا العابد، والتي اشتهرت بأيقونة حلب: "سأستمر في التغريد على تويتر حتى أوصل معاناة الأطفال، ويعلم العالم كم تعذبنا وقصفت بيوتنا وجعنا وبردنا، قبل أن يتم تهجيرنا من بيوتنا"، مضيفة أنها غردت اليوم باللغة الإنكليزية "أنا طفل بدي احكي شي"، ولما سألناها عن الشيء الذي ستحكيه، أجابت "أنقذوا أطفال حلب".

وتابعت بانا: "سأعود إلى مدينتي حلب حينما يتوقف القصف، وسأدرس اللغة الإنكليزية لأوصل صوتي ومعاناتي للعالم كله".

وتذكرت الطفلة ذات السبع سنوات كيف تركت مدرستها "بسمة وطن" مرغمة بمدينة حلب، جراء قصفها من قوات بشار الأسد والطيران الروسي، بعد شهر من عامها الدراسي، لكنها ستعود للتعليم بتركيا لتروي للعالم ماذا جرى، وكيف تهجرت وأسرتها قسراً من حلب التي غادرتها في 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري إلى تركيا، بعد أن تهدم بيتهم وخرجت وأهلها من تحت الأنقاض، إثر رحلة خطر وعذاب وملاحقة من نظام بشار الأسد الذي رأى في "تغريدات الطفلة بانا خطراً" .

ووثّق موقع "تويتر" حساب الطفلة بالعلامة الزرقاء، بعد أن حظيت بأكثر من 329 ألف متابع، إثر مساعدة أمها لها بتوثيق حالتها وما عانته، عبر تغريدات وصور.


وقالت أم الطفلة بانا، السيدة فاطمة، "كان صوت بانا وتغريداتها، تصويرا لحالة الطفولة والمدنيين بمدينة حلب التي حوصرت لأشهر عدة، ولاقت تغريداتها تعاطفا دولياً لأنها كانت صادقة وبسيطة وطفولية".

لاقت تغريداتها تعاطفاً دولياً (العربي الجديد)


وحول كيف بدأت شهرة الطفلة بانا، أضافت السيدة فاطمة لـ"العربي الجديد": بدأت القصة بنقل صورة من أمام مدرستها بحي الشعار بحلب وكتابتها عن الجوع والحصار وحق الطفولة، وبدأ الاهتمام والتعاطف معها لتلاقي تغريداتها انتشاراً واهتماماً عالياً، مشيرة إلى "أننا كأسرة، أنا ووالد بانا المحامي، ننقل معاناة المدنيين ولم يكن لنا علاقة بأحد".

شكلت الطفلة بانا هاجساً للنظام (آدم ألطن/Getty)


وتابعت أم الطفلة بانا: بعد دخول قوات الأسد إلى أحياء حلب الشرقية، فوجئنا بأن بانا قد شكلت هاجساً للنظام وتم تعميم اسمها وصورتها، لتتم ملاحقتنا بعد أن عرفوا مكان سكننا الجديد الذي لجأنا إليه بعد قصف منزلنا وتهديمه، لذا لم نجرؤ على الخروج والمجازفة لأن صور بانا معممة على الحواجز وأمن الأسد، رغم محاولاتنا الفاشلة لمرتين، إلى أن سنحت الفرصة عبر التبادل، فتخفينا خشية معرفتنا وذهبنا بالباصات الخضراء إلى ريف مدينة إدلب، ومن ثم دخلنا بمساعدة وزير الخارجية والرئيس أردوغان إلى الأراضي التركية، بعد أن ناشدت وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، عبر رسالة على "تويتر"، لمساعدتنا بالخروج من حلب المحاصرة، فجاء رد الوزير في تغريدة أيضا متعهداً بإخراجنا وجميع المحاصرين إلى مناطق آمنة.

وسألنا فاطمة عن عودة الطفلة بانا للمدرسة وصحة ما قيل عن منحهم الجنسية التركية، فاكتفت بالقول: "لم تلتحق بانا بالمدرسة بعد، لأن وصولنا لتركيا حديث، ونحاول الآن تدبر السكن والعمل، وقد تم وعدنا بمنحنا جنسية تركية".

استقبل أردوغان أيقونة حلب (الأناضول/Getty)


واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء الماضي، بعد وصول العائلة إلى تركيا بيومين، الطفلة السورية، التي كتبت على حسابها على "تويتر": "سعداء لمقابلة الرئيس أردوغان". كما كتب أردوغان "بنتنا من حلب بانا العابد أسعدتنا كثيرا حين زارتنا في المجمع الرئاسي برفقة عائلتها. تركيا إلى جانب السوريين دائما".