الطريق إلى الرياض

26 مايو 2017
+ الخط -
عندما يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني في القاهرة، فهو لقاء ضمن سلسلة لقاءات تجري لتباحث المسائل وتنسيق المواقف على أرضية ثابتة، قاسمها المشترك هو سابقة بلديهما في التعامل مع إسرائيل ودبلوماسيتهما الطليعية تحت عنوان السلام الذي قامتا بتوقيعه مع الجارة اللدودة التي تسعى دوما لسلام الأنظمة والحكومات والتطبيع مع الشعوب دون تقديم ما يلزم تقديمه من حد أدنى تجاه حقوق الفلسطينين الذين اختاروا طريق أوسلو باعتباره طريق السلامة وإقامة الدولة المنشودة .
دائما ما تلتقي القيادتان المصرية والأردنية لأنهما صاحبتا السبق والعمل الطليعي في إبرام اتفاقات السلام مع الجانب الإسرائيلي، فبدأت مصر مبكراً من مباحثات الكيلو 101 وزيارة أنور السادات الكنيست الإسرائيلي ثم كامب ديفيد ثم اتفاقية السلام في مارس/ آذار 1979، وتلتها الأردن بتوقيعها اتفاقية وادي عربة في 1994، إذ تنص المادة 4 فقرة أ، على ضرورة التعاون في مجال الأمن والعلاقة المبنية على الثقة المتبادلة لتطوير المصالح المشتركة، بغرض إقامة بنيان إقليمي من الشراكة في السلام .
إذن، التنسيق قائم والمشاورات مستمرة بين مصر والأردن، في فبراير/ شباط، وفي 28 مارس، وفي 4 أبريل، وفي 17 مايو/ أيار الحالي، والأماكن عمان وواشنطن والقاهرة، ووجهات النظر متطابقة حول مختلف الملفات من قضايا إقليمية ومستجدات المنطقة المتلاحقة، والأمل معقود على كسر الجمود الذي ران طويلا على عملية السلام، فالسلام قائم الآن على الجمود والثبات، ويرغب العرب قيامه على التحرك والعدل، فعدم تحرّك القضية الفلسطينية يزيد موجات الحنق والكراهية ويفجر قنابل العنف وألغام عدم الاستقرار نتيجة تعنّت إسرائيل بسبب عمليات الإستيطان المستمرة التي لا تلتهم، فقط، ما تبقى من أراض فلسطينية، بل تلتهم فرص التعايش وتقضي على الأمل في الإستقرار والسلام .
يبدو أنّ الكل مشغول في لملمة الأوراق وتحضير الأرض وتهيئة المناخ لصفقة القرن في ورش عمل تحضيرية استعداداً لليلة الحفل الكبرى، ومسرحها الرياض حيث القمة العربية الإسلامية الأميركية، التي قد تتمخض عن حلف ناتو عربي، يضم مصر والأردن والسعودية والإمارات ترعاه الولايات المتحدة وتمدّه إسرائيل بالمعلومات الإستخباراتية لدحر الإرهاب ومواجهة المد الفارسي .
لكن السؤال: هل سيستطيع العرب دفع نتنياهو لقبول حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية؟
D5C2955D-3637-43C9-BD92-DB9A172AFFDE
D5C2955D-3637-43C9-BD92-DB9A172AFFDE
طارق البرديسي (مصر)
طارق البرديسي (مصر)