الطائرات المسيّرة... سلاح حوثي يؤرق السعودية مجدداً

30 اغسطس 2020
فشل الحوثيون في اختراق الحاضنة المأربية (فرانس برس)
+ الخط -

تحوّلت الطائرات المسيّرة من دون طيار التابعة للحوثيين إلى همّ يقضّ مضاجع السعودية، مع ظهور المتحدث العسكري للتحالف السعودي الإماراتي، مرات عدة في الأسابيع الأخيرة، للإعلان عن اعتراض أو تدمير طائرة "مفخخة" أُطلقت من الأراضي اليمنية. ويوم الخميس الماضي، أعلن التحالف أن الحوثيين شنّوا أكثر من 5 هجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية على منطقة نجران، جنوبي السعودية. وادّعى أن تلك الهجمات استهدفت "أعيانا مدنية بطريقة ممنهجة وليست عسكرية". ووفقاً لخبراء، فإن الهدف من الهجمات الحوثية شبه الدائمة، هو تنفيذ الوعيد السابق بالقدرة على الوصول إلى مناطق سعودية حساسة، في حال لم يرفع التحالف السعودي الإماراتي يده عن معارك مأرب.


محافظ مأرب يهدّد الحوثيين من محاولة اجتياحها

وعاود التحالف السعودي، خلال اليومين الماضيين، شن غارات على مواقع حوثية مفترضة في أطراف مأرب بعد انحسار نسبي خلال الأسبوع الماضي، وهو ما أوجع الحوثيين وجعلهم يتكبدون عشرات القتلى والجرحى، وفقاً لبيانات القوات الحكومية الموالية للشرعية. ويعتمد الجيش الوطني بشكل كبير على الضربات الجوية في حماية مأرب من الهجمات الحوثية المزدوجة الآتية من الجوف ونهم والبيضاء. وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية لـ"العربي الجديد" إن الحوثيين دفعوا بمئات المقاتلين في سبيل إسقاط معسكر ماس الاستراتيجي على حدود المحافظة النفطية، لكن جميع الأنساق الهجومية تمت إبادتها بغارات جوية. وأشار المصدر إلى أن عودة الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية، هدفها تخفيف الضغط عن مأرب فقط، لأنه لا يتم الإعلان عن غالبيتها من قبل الجماعة، ولا تستهدف مناطق عسكرية ذات أهمية داخل المملكة، بل مجرد إيصال رسائل. ويستميت الحوثيون في سبيل الوصول إلى منابع النفط والغاز في محافظة مأرب منذ أكثر من 3 أشهر، مع تحوّل الجبهة إلى بؤرة استنزاف لهم وللقوات الحكومية التي خسرت العشرات من الضباط خلال الأسبوعين الماضيين بهجمات حوثية، آخرها التي أودت، فجر أول من أمس الجمعة، بحياة 6 مجندين، وإصابة أكثر من 30 أثناء سقوط صاروخ باليستي على أحد مساجد معسكرات الجيش الوطني.


يعتمد الجيش الوطني على الضربات الجوية لصدّ الحوثيين

ودفع الاستبسال الحوثي، محافظ مأرب المعيّن من قبل الشرعية، سلطان العرادة، للخروج في تصريحات هي الأولى من نوعها، أعلن فيها أن محافظته "أبعد على الحوثيين من عين الشمس"، وذلك بعد ساعات من الهجوم الدامي يوم الجمعة. وحاول الحوثيون مغازلة قبائل مأرب، طيلة الأشهر الماضية، من أجل التمهيد لاجتياح سلس. ووفقاً للمحافظ العرادة، فقد سعوا إلى "تنفيذ محاولات فاشلة لاختراق الحاضنة المأربية من خلال توزيع هبات وإتاوات واتصالات وترغيب وترهيب ولم ينجحوا". وذكر المحافظ، في بيان نشرته وكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة الشرعية، أن هناك رجالاً تسلّموا من الحوثيين سلاحاً ومالاً، ومنهم من قتل في معارك الدفاع عن مأرب. وأضاف العرّادة "يجب على الحوثي أن يفهم أننا أبعد من عين الشمس وأبعد من أن نسلّم لمليشيا، وأطمئن من خلالكم الجميع بأن مأرب تعيش في خير وأمن واستقرار، ورجال الجيش البواسل على مشارف حدود محافظة صنعاء والجوف والبيضاء".

وأثار التصريح النادر للعرادة، استياء الحوثيين. وقال القيادي في الجماعة، المعيّن نائبا لوزير الخارجية في الحكومة غير المعترف بها دولياً، حسين العزي، إن العرادة "يكذب ثم يكذب، حين يظن أنه يستطيع منع اليمنيين من مأرب اليمنية أو يهدد بحجبها عن أهلها ويمنها، في الوقت الذي يفتحها للغرباء وتوطين القاعدة وداعش"، حسب تعبيره. وكانت السلطات الأمنية الحوثية قد ادّعت، الأسبوع الماضي، أن عناصر "القاعدة" و"داعش" التي كانت في البيضاء، قد فرّت صوب مأرب والمحافظات الجنوبية، وأنهم سيقومون بملاحقتها، في موقف اعتبرته الحكومة الشرعية بأنه تبادل مشبوه للأدوار بين الطرفين.

ويتزامن التصعيد الحوثي الأخير في مأرب وصوب الأراضي السعودية، مع تصريحات جديدة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ذكر فيه أن "مفاوضات السلام اليمنية وصلت لمراحل متقدمة"، حسب تعبيره. وأعرب المسؤول الأممي، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن وإحلال السلام، وذلك بعد أيام من زيارة قام بها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى إيران، في مسعى منه لإقناع طهران بالتوسط لدى الحوثيين بالقبول بالإعلان المشترك.