في ردّ فعل من روسيا، على الضربة الأميركية في سورية، قرّر الكرملين، إلغاء لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في وقت أكّد الأخير، أنّ واشنطن "ستتصدّى لكل من يرتكب جرائم ضد الأبرياء".
وقال المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، للصحافيين، اليوم الإثنين، إنّ: "تيلرسون لن يلتقي بالرئيس بوتين، عندما يزور موسكو هذا الأسبوع".
وتعليقاً على الضربات الصاروخية الأميركية على سورية، الأسبوع الماضي، قال بيسكوف، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ "هذا التصرّف يوضح عدم استعداد واشنطن على الإطلاق للتعاون بشأن سورية".
واعتبر أنّ الدعوات المتكررة لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد "لن تساعد في حل الأزمة"، على حد قوله، مضيفاً أنّه "ليس هناك بديل آخر لمحادثات السلام في جنيف وأستانة".
ومن المقرر، بحسب بيسكوف، أن يلتقي تيلرسون بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
ويتمتّع تيلرسون، المدير التنفيذي لشركة "إكسون موبيل"، بعلاقات جيدة مع موسكو، ويحظى بصداقة حميمة مع بوتين، الذي كان منحه وسام "أمر الصداقة" عام 2013، وهي مكافأة معنوية تمنحها موسكو للرعايا الأجانب، تقديراً لأعمالهم وجهودهم الهادفة إلى تحسين العلاقات مع روسيا الاتحادية وشعبها.
والثلاثاء الماضي، قُتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام على بلدة خان شيخون بريف إدلب، شمالي سورية، وسط إدانات دولية واسعة.
وبعيد الهجوم، قصفت الولايات المتحدة، الجمعة، بصواريخ من طراز "توماهوك"، قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص وسط سورية.
وألغى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي كان من المقرّر أن يزور نظيره الروسي، في موسكو قبل اجتماع مجموعة السبع، اليوم الاثنين، زيارته في اللحظة الأخيرة، قائلاً إنّ الهجوم الكيماوي "غير الوضع بشكل أساسي".
وأكد أنّه بدلاً من ذلك، سيعمل مع الولايات المتحدة وغيرها من دول المجموعة "لبناء دعم دولي منسق لوقف إطلاق النار على الأرض وعملية سياسية مكثفة".
أما تيلرسون، فلم يعلن حتى الآن إلغاء زيارته الأولى كوزير للخارجية إلى روسيا، وحضر اليوم الاثنين، إلى إيطاليا للمشاركة في اجتماع مجموعة الدول السبع، حيث من المقرر أن يتوجه بعدها إلى موسكو.
واليوم، أكد تيلرسون، أنّ الولايات المتحدة "ستتصدّى لأي شخص يرتكب جرائم ضد الإنسانية".
وقال للصحافيين، أثناء إحياء ذكرى مذبحة ارتكبها النازي في إيطاليا عام 1944، وفق ما أوردت "رويترز"، "سنكرّس أنفسنا مجدداً لمحاسبة كل من يرتكب جرائم ضد الأبرياء في أي مكان في العالم".
وكان وزير الخارجية الأميركي، قد انتقد روسيا "لأنّها لم تمنع" النظام السوري من شنّ الهجوم الكيميائي، على بلدة خان شيخون. وقال لقناة "سي بي إس" الأميركية، أمس الأحد، إنّه "لا يوجد دليل يشير إلى أنّ روسيا شاركت في الهجوم"، مضيفاً أنّ "روسيا وافقت على ضمان تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، وأدى فشلها في ذلك إلى وقوع الهجوم".
ورأى أنه "سواء كانت روسيا متواطئة أو خُدعت من النظام السوري، فإنها قد فشلت في الوفاء بالتزاماتها إزاء المجتمع الدولي".
(العربي الجديد)