الضربات الأميركية تُفقد "النصرة" جماعة "خرسان"

25 سبتمبر 2014
فقدت الجبهة ثمانين عنصراً (رامي السيد/ فرانس برس)
+ الخط -
لا تقتصر خسائر جبهة "النصرة" على عشرات المقاتلين الذين قضوا نتيجة الضربات التي شنّتها القوات الأميركية في سورية، بل تشمل أيضاً فقدانها جماعة "خرسان"، بعدما طالتها الغارات أيضاً، وفق ما أعلن مدير العمليات في هيئة الأركان الأميركية المشتركة، وليم مايفل.

ويرتبط إطلاق أكثر من 40 صاروخ "توماهوك"، من سفن حربيّة في الخليج والبحر الأحمر، استهدف معظمها جماعة "خرسان"، وفق مايفل، بأنّ "الجماعة لم تكن تركّز على قتال النظام السوري أو مساعدة الشعب السوري، بل سعت إلى ترسيخ جذور لها في سورية، من أجل شنّ هجمات ضد الغرب".

ويشير المسؤول الأميركي إلى أنّ المجموعة عملت على "اختبار عبوات ناسفة ومتفجرات وتطوير خطط لهجمات خارجية"، لافتاً إلى أنّ "الولايات المتحدة استهدفت معسكرات تدريب تابعة للجماعة، ومراكز للقيادة والسيطرة وصنع المتفجرات والذخائر، فضلاً عن استهداف ثمانية مقرات لها، غربي حلب".

وكانت مصادر إعلامية قد أشارت، أول من أمس، إلى مقتل قائد جماعة خرسان، محسن الفضلي، مع زوجته وابنته، في هجمات شنّتها الولايات المتحدة على المقرات العسكرية، الواقعة إلى الشرق من قرية كفردريان، في ريف إدلب الشمالي.

ويتحدّر الفضلي من أصول كويتية، بحسب ما كشفت عنه مصادر في الجبهة، لـ"العربي الجديد"، وتولّى قيادة مجموعة صغيرة تابعة لـ"النصرة"، تضمّ نحو عشرين مسلحاً، بينهم عناصر من الخرسانيين، الذين تعود أصولهم إلى أفغانستان وباكستان، فضلاً عن مجموعة من السوريين من عناصر الجبهة. واللافت أن المجموعة التي يقودها الفضلي، هي من أضعف الجماعات تمويلاً في الجبهة، ولا تملك إمكانيات مادية كافية لتوسيع عملها.


ونشرت جبهة "النصرة"، عبر صفحات إخبارية تابعة لها، على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً للمقرات التي جرى تدميرها إثر قصفها بصواريخ "توماهوك" الأميركية، شرقي قرية كفردريان، في ريف إدلب الشمالي. كما أعلنت أن هذه المقرات تابعة للجبهة، وليس لجماعة خرسان.

من جهته، يؤكّد الرجل الثاني في "النصرة"، أبو ماريا القحطاني، أنّ "المقرات التي تمّ استهدافها في ريف المهندسين الثاني، غربي حلب، تابعة لجبهة النصرة، وأنّ الهجمات الأميركية عليها أدت إلى مقتل أبو يوسف التركي، أحد أشهر قناصي الجبهة.

وبحسب مصادر "النصرة"، فإن التركي كان مسؤولاً عن معسكرات تدريب القناصين وطواقم المدفعية، وتعرّض في الفترة الأخيرة، لأكثر من خمس محاولات اغتيال من قبل تنظيم "الدولة الاسلامية"، إثر رفضه الالتحاق به، وانحيازه لـ"النصرة"، على الرغم من عروض كبيرة قدمها إليه.

وتجاوز عدد قتلى "الجبهة" الثمانين قتيلاً، بينهم عشرون مقاتلاً، كانوا قد عادوا قبل يومين من جبهات القتال ضد "داعش"، في مدينة مارع، في ريف حلب الشمالي، وقتلوا إثر استهداف مقرات جبهة "النصرة" في منطقة ريف المهندسين الثاني في ريف حلب الغربي، وفقاً للمصادر.

وتضمّ جماعة "خرسان" مجموعات صغيرة متفرّقة بين كتائب جبهة "النصرة"، وتسمى بـ"الخرسانيين"، نسبة إلى إقليم خرسان، الذي يمتدّ على دولتي أفغانستان وباكستان.

وتُعدّ تسمية المجموعات المقاتلة في التنظيمات الجهاديّة، نسبة إلى المكان الذي قدمت منه، تقليداً جهادياً متبعاً. فالمقاتلون الذين تعود أصولهم إلى الجزيرة العربية، يقال لهم "الجزراويون"، والمقاتلون الذين تعود أصولهم إلى أوزبكستان، يقال لهم "الأوزبكيون".

وتتبع المجموعات التي أطلق عليها اسم "الخرسانيين" أو "جماعة خرسان"، لجبهة "النصرة"، وتحديداً لقاطع حلب الغربي، وهي لا تملك راية مستقلة أو قيادة مستقلة، بل ترفع راية "النصرة"، وتنشط تحت قيادتها وتعمل ضمن كتائبها.

دلالات
المساهمون