الصويرة المغربية تهتز على إيقاعات "كناوة": فسحة ساحرة للموسيقى

21 يونيو 2019
تستمر فعاليات المهرجان إلى يوم الأحد (اللجنة المنظمة)
+ الخط -

اهتزت شوارع وأزقة مدينة الصويرة المغربية، مساء أمس الخميس، على إيقاعات فرق موسيقية مختلفة في كرنفال احتفالي افتتحت به فعاليات الدورة الـ22 من "مهرجان كناوة موسيقى العالم" التي تستمر إلى يوم الأحد، تحت شعار "دعوة للسفر وفسحة ساحرة للموسيقى".

وانطلق الكرنفال الاحتفالي الذي يعد تقليداً راسخاً يسعى هذا الحدث الفني والثقافي إلى الحفاظ عليه من "باب دكالة" انتهاء بـ"ساحة مولاي الحسن"، حيث نصبت المنصة الرسمية لبدء السهرات مباشرة بعده، وجالت أكثر من 20 فرقة موسيقية بزّيها التقليدي وأعلامها الملونة عازفة على الطبول وناقرة على القراقب (آلات نحاسية)، وأبدعت في خلق فرجة موسيقية عبر رقصات من عمق التراث الأفريقي، وأهازيج شعبية كناوية نالت إعجاب واستحسان عشاق الجمهور الذي تابع الحفل.

ومن بين الفرق المشاركة في الكرنفال فرقة "أولاد سيدي حمو" من مدينة مراكش التي تحرص على المشاركة في هذا الموكب الافتتاحي لمدة فاقت 20 سنة، كما أوضح رئيسها، المعلم عبد الكبير مرشان، في تصريح صحافي.

وقال وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج: "لا بد أن نثمن (مهرجان كناوة موسيقى العالم) بالنظر إلى الدور الذي يقوم به في التعريف بهذا الموروث الثقافي والفني، وحمايته ونقله إلى الأجيال".

وأشار الأعرج في تصريحات صحافية، خلال موكب الافتتاح الذي حضره إلى جانب مجموعة من الشخصيات بينها الرئيس المؤسس لـ "جمعية الصويرة" موغادور أندري أزولاي ومديرة المهرجان نائلة التازي، إلى أن "وزارة الثقافة والاتصال في المغرب وضعت ملفاً لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، لإدراج فن كناوة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية".

(العربي الجديد)

وفي إطار المزج بين موسيقى الأجداد "تكناويت" والموسيقى الأفروكوبية، انطلق الحفل الرسمي للمهرجان من منصة مولاي الحسن بإقامة فنية جمعت المعلم حسن بوسو، نجل الراحل المعلم حميدة بوسو، الذي تلقى عنه أسرار وقواعد هذا الفن، مع عبقرية الأنغام الكوبية وتقاليد هافانا أدونيس بانتر كالديرون، مع فرقته أوسين ديل مونتي التي أنشئت عام 2012 على يد أدونيس بانتر كالديرون، الرائد في الإيقاع الأفرو-كوبي، وتضم مجموعة من جيل الشباب الصاعد من المغنين والراقصين من هافانا وسفراء الموسيقى من أكثر الطقوس المقدسة الأفروكوبية.

وقالت أمينة التي كانت تتابع هذا المزج الفني لـ "العربي الجديد": "أعشق موسيقى كناوة، وأحرص كل عام على التنقل من مدينتي (الدار البيضاء)، إلى مدينة الفن والرياح (الصويرة) لحضور هذا المهرجان، وعدم تضييع أي تفاصيل منه، بدءاً بالموكب الافتتاحي الذي يجعل كل المدينة ترقص، وانتهاء بالسهرات على اختلافها وتنوعها"، مشيرة إلى إعجابها الكبير بهذا الصدى الذي تلقاه موسيقى كناوة عبر العالم.


وترسيخاً للبعد الأفريقي، تواصل حفلات الافتتاح جمع المعلم عمر حياة وعازف الغيتار وكاتب الأغاني الشهير موه كوياتي، إذ قدما لوحات فنية وأغاني حركت قلوب عشاق مدينة الصويرة، وتأججت بصعود المعلم عبد الكبير مرشان رفقة نجله هشام المنصة.

أما "دار اللوبان" فكانت على موعد مع المعلمين سعيد بولحيماس ومحمد بموزوغ. وفي "دار الصويري" نظمت أيضاً "الليلة الرباطية" مع المعلم فتح الله شوقي ورشيد لدهص ومحجوب الكوشي وعبد الرزاق مستقيم.

يذكر أن "مهرجان كناوة موسيقى العالم" يعتبر أحد أهم الأحداث الفنية على الأجندة الثقافية المغربية والدولية، لاحتفاله بهذا التراث الذي يشكل أحد مقومات الهوية والثقافة المغربية، بالإضافة إلى رمزيته في الدلالة على العيش المشترك في ظل التنوع العرقي والثقافي في المغرب.

المساهمون