الصورة أم التفصيل؟

26 أكتوبر 2016
أحمد معلا/ سورية
+ الخط -

في عالم الفكر العربي الراهن وثقافته وسياساته، وحتى في علم اجتماعه، يستولي على الأذهان تفصيل من هنا وآخر من هناك، من صورة كبيرة تتجاوز في أبعادها النّظر الحسير إن حسر، والنّظر المحتال إن تحايل.

هذه الصورة الكبيرة تُخفى عن الأنظار، عمداً أوغفلة، لأنها بأبعادها هي التي تفسّر التفاصيل، ومن دونها ستبدو التفاصيل بلهاء غامضة وغير مفهومة.

تقول أبعاد هذه الصورة إن الوطن العربي يتعرّض مع مطلع القرن الحادي والعشرين إلى هجوم ثقافي واقتصادي وعسكري بل ومعماريّ أيضاً، على يد غرب، بأقنعة أو من دون أقنعة، يعتقد أن فرصته التاريخية في استعمار الأرض عادت، كأنّه يكرّر صفحات من تاريخ بالٍ، بعضها شهده الوطن العربي بأسماء الفرنجة، وبعضه بأسماء بلدان معاصرة قريبة.

لغته التدمير، تدمير مقومات حياة أمة، والاستيلاء على ثرواتها ومواقعها الاستراتيجية الحاكمة بين شرق قادم هي جزء منه وغرب آفل.

يبدو أن هذا الغرب الذي مسَح جغرافية الثروات الطبيعية في هذا الوطن، بحراً وأرضاً، في الماضي القريب، يدخل في سباق على الموارد، بينه وبين بعضه، وبينه وبين شرق ناهض يقضّ مضاجعه.

بهذه الصورة يمكن أن يفسّر ما يحدث الآن هنا وهناك، وليس بتفاصيل غايتها التعمية والتضليل.


المساهمون