وأكد الصدر، في بيان، أن العراق تحول إلى "مرتع للإرهاب والمليشيات وانتشار الفقر والمرض، وانتهكت سيادته أرضا وجوا، وفتحت حدوده على مصراعيها أمام من هب ودب حتى أصبح ساحة للصراعات السياسية والتدخلات الخارجية وتصفية الحسابات بين الخصوم".
وطالب بـ"جدولة خروج القوات الأميركية بشكل منظور وفعلي على الأرض"، مبينا أن "هذه الجدولة لن تتحقق ما لم يتم إغلاق جميع القواعد العسكرية الأميركية على الأراضي العراقية، وإغلاق مقرات الشركات الأمنية الأميركية، وإنهاء عملها في العراق، وإلغاء كافة الاتفاقيات مع الأميركيين بسبب غياب التوازن، لأنها عقدت في زمن الاحتلال"، مطالبا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"عدم التعامل مع العراق بعنجهية واستعلاء وفوقية"، مضيفا "وإلا قابلناه بالمثل".
وطلب الصدر من جميع دول الجوار العراقي "عدم التدخل في حال رفض المحتل المغادرة". وتابع "إذا تم تنفيذ ما ورد أعلاه فسيكون تعاملنا (مع أميركا) على أساس أنها دولة غير محتلة، وإلا فهي دولة معادية للعراق إذا خالفت الشروط والمدة المحددة".
وتعهد الصدر الالتزام من جانبه بعدة أمور، منها وقف مؤقت لـ"المقاومة" حتى خروج آخر جندي أميركي، ومعاقبة كل من يخرق الهدنة السياسية، ودمج مليشيات "الحشد الشعبي" بوزارتي الدفاع والداخلية.
وشدد زعيم التيار الصدري على ضرورة قيام السلطات العراقية بحماية البعثات الدبلوماسية لجميع الدول، ومنع الانتهاكات ومحاسبة الفاعلين، مطالبا بأن تكون الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو منظمة التعاون الإسلامي وسيطا أو مشرفا على هذا الاتفاق.
ونصح حكومة تصريف الأعمال برئاسة عادل عبد المهدي بـ"الأخذ بهذه المقترحات من أجل حفظ سيادة البلاد، وإبعاد العراق عن الصراعات الداخلية والخارجية".
وعلى صعيد متصل، تظاهر الآلاف من أنصار "التيار الصدري" والقوى السياسية والفصائل المسلحة، الجمعة، في منطقة الجادرية ببغداد للمطالبة بخروج القوات الأميركية.
وشارك سياسيون وقادة مليشيات في التظاهرة التي نظمت بحماية القوات العراقية وعناصر الفصائل المسلحة.
وقال المتحدث العسكري باسم مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية جعفر الحسيني إن "هذه التظاهرة تريد أن تقول كلمة واضحة ضد الاحتلال الأميركي، وهي أن عليه الرحيل من العراق"، مؤكدا، خلال مقابلة متلفزة من ساحة التظاهر، أن "هذا الاحتجاج يمثل الخطوة الثانية لإخراج الأميركيين بعد الخطوة الأولى التي تمثلت بقرار البرلمان والحكومة".
وخاطب الأميركيين بالقول: "لدينا خيارات متعددة"، مشيرا إلى "امتلاك الفصائل المسلحة خيارات وأساليب لإخراج القوات الأميركية".
وتابع: "من حقنا استخدام كل الخيارات"، مبينا أن "إصرار الأميركيين على البقاء سيدفعنا باتجاه اتباع أساليب أخرى لا يمكن لأحد منعنا من استخدامها"، ولفت إلى وجود خيارات عدة حاضرة لدى "المقاومين"، من بينها "القوة العسكرية"، مضيفا أن "نتائج ردودنا الحتمية سيترتب عليها إخراج الأميركيين من العراق والمنطقة".