صدر أول عدد من الصحف الإيرانية في العام الإيراني الجديد يوم أمس السبت، بعد انتهاء العطل الرسمية بمناسبة عيد النوروز أو رأس السنة الشمسية التي يحتفل بها الإيرانيون في 21 مارس/آذار من كل عام. وكان للاتفاق النووي المعلن عنه ليل الخميس الحصة الأكبر من مساحة كل الصحف. واختلفت الصحف في معالجة الملف. فبينما كانت أغلب الصحف تحتفل بالاتفاق، وتعتبره خطوة إيجابية ستنعكس على الشعب الإيراني، بدت الصحف المحافظة أكثر تحفظاً، طارحة علامات استفهام حول رفع العقوبات عن إيران.
فرحة الشعب
أفردت معظم الصحف الإيرانية صفحاتها للفرحة التي عمت الشوارع بعد إعلان إيران ومجموعة 5+1 عن هذا الاتفاق، إبان خوض جولة مفاوضات صعبة في لوزان السويسرية. وركزت على الاستقبال الشعبي للوفد المفاوض برئاسة وزير خارجية البلاد محمد جواد ظريف، حيث رددت الحشود في مطار مهر أباد الواقع غربي العاصمة طهران شعارات "يعيش ظريف ويحيا روحاني".
معظم الصحف اعتبرت أن إيران استطاعت أن تنال مكاسب كثيرة على طاولة الحوار، فقد احتفظت طهران بحقوقها النووية الأساسية؛ وهذا بعد استغناء الغرب عن مطلب تفكيك المنشآت النووية الإيرانية التي ستبقى عجلتها تدور، بموجب اتفاق لوزان، حتى وإن تم التوافق على الحد من بعض نشاطاتها. كما سمح الغرب لإيران باستكمال تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وإن كان هذا بنسبة ضئيلة لا تتجاوز 3.67 في المائة. والامتياز الأهم هو التوافق على إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران في حال وفائها بتعهداتها النووية، وهو ما اعتبرته الصحف اعترافاً بحقوق البلاد تم انتزاعه من فم الغرب. وهذ النقطة تحديداً التي ستنعكس بشكل مباشر على الشعب الإيراني الذي عانى من هذه العقوبات المفروضة منذ سنوات.
إقرأ أيضاً: الاتفاق النووي: احتفالات وغضب و... تغريد
محمد جواد ظريف البطل
صحيفة "إيران" الحكومية نشرت في صدر صفحتها الأولى صورة لوزير الخارجية الإيراني مع نظرائه من الدول الكبرى، وإلى جانبهم منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوربي فيدريكا موجريني. وذكرت أن كل العالم متفائل باتفاق إيران مع الغرب.
وكتبت هذه الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان "ربيع الاعتدال" بأن الرئيس حسن روحاني استطاع أن يوفي بوعوده أمام الإيرانيين الذين انتظروا لأكثر من ثمانية عشر شهراً لسماع أخبار مفرحة من هذا القبيل. كما توقعت من تصريحات المسؤولين الإيرانيين المختلفة، أن تطور طهران علاقاتها الإيجابية والبناءة مع كل الأطراف في الشرق والغرب، وهو ما سيصب لمصلحة البلاد من نواح عدة.
صحيفة "شرق" الإصلاحية نشرت صورة لظريف ولرئيس "هيئة الطاقة الذرية الإيرانية" علي أكبر صالحي؛ والذي خاض المفاوضات التقنية والفنية مع وزير الطاقة الأميركي ارنست مونيز، وهما يضحكان في الصورة فرحاً بالإنجاز النووي. وكتبت الصحيفة أن انتهاء أزمة النووي بالكامل سيكون مطلع يوليو/تموز المقبل.
وكتب رئيس التحرير أحمد غلامي أن المهمة الآن باتت أصعب من قبل، فيجب البدء بكتابة تفاصيل هذا الاتفاق الإطاري، وصياغة بنود الاتفاق النهائي الذي من المفترض أن يعلن عنه خلال ثلاثة أشهر وحسب. قائلاً إنه يتوجب على الوفد الإيراني المفاوض تكثيف العمل لضمان تحقيق الإنجازات والمكاسب. وأضاف أن حكومة روحاني استطاعت الإعلان عن اتفاق على عكس الرئيسين السابقين، الإصلاحي محمد خاتمي والمحافظ محمود أحمدي نجاد. فكلاهما خاضا مفاوضات نووية مع الغرب، لكن روحاني تبنى خطاباً متوازناً معتدلاً في الداخل والخارج، وحتى في تشكيلة وفده المفاوض. والأهم أنه لم يركز على قضايا تقنية، بل صب اهتمامه على ضرورة بناء جسر الثقة بين إيران والأطراف المقابلة، وهو ما توج جهوده في بنود اتفاق إطاري.
تشاؤم المحافظين
لكن كان لدى بعض الصحف المحافظة وجهات نظر أخرى، وخاصة الصحف المحسوبة على الخط المتشدد. فصحيفة "كيهان" كتبت بالخط العريض أن "النووي ذهب والعقوبات ستبقى". واعتبرت هذه الصحيفة أن الوفد المفاوض قدم تنازلات كبيرة على طاولة الحوار مع السداسية الدولية، من دون أن يضمن حتى آلية إلغاء العقوبات المفروضة على البلاد.
واعتبرت الصحيفة أن الطرف الأميركي مخادع، ونشرت من جديد كلام المرشد الأعلى علي خامنئي في اليوم الأول من العام الإيراني الجديد والذي جدد عدم ثقته بواشنطن، وأكد ضرورة عدم تقبل الإيرانيين إملاءات الدول الكبرى، ودعا أيضا لتحصين البلاد ضد العقوبات والتهديدات والمؤامرات، رغم أنه دعم الوفد المفاوض في ذات الوقت.
"كيهان" بيّنت في تقرير خاص، المكاسب والخسائر التي ستنالها إيران من اتفاق من هذا النوع، فكتبت أن الاتفاق على تشغيل ألف جهاز طرد مركزي فقط في منشأة فردو التي ستتحول لمؤسسة علمية بحثية، والتوافق على تشغيل 5000 جهاز آخر في منشأة نتانز حصراً، أمر لا يصب لصالح إيران في وقت تمتلك فيه آلاف الأجهزة الأخرى من النسل الجديد.
كما انتقدت "كيهان" بند إلغاء العقوبات، معتبرة أنه غير واضح المعالم، وتوقعت إلغاءها تدريجياً وليس فورياً، وسيكون هذا خلال عشر سنوات وهي مدة الاتفاق النهائي. وأضافت أن هذا الامتياز سيمنح لإيران بناء على تقارير غير مضمونة أساسا من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
صحيفة "رسالت" المحافظة وإن كان لحنها أخف وطأة من سابقتها، لكنها كتبت تحت عنوان "الثقة بالشيطان ممنوعة" أنه لا يجب الثقة بأميركا التي خرجت فور الإعلان عن البيان المشترك من لوزان لطمأنة حلفائها في المنطقة والعالم من هذا الاتفاق، بل وسوقت لنيتها بإخضاع إيران، ولهذا لا يجب فتح باب الثقة بالشيطان الأكبر.
وبغض النظر عن تفاصيل الاتفاق الإطاري، وخلافات السياسيين في الداخل لكن الاقتصاد الإيراني هو النقطة الأبرز من بين كل هذه النقاط، وهي النقطة التي تعني الشارع بالدرجة الأولى، فأفردت صحيفة "دنياي اقتصاد" مساحة كبيرة من عدد السبت للتوقعات الإيجابية المستقبلية والتي ستنعكس على السوق الإيرانية.
فاعتبرت "دنياي اقتصاد" أن الإعلان عن اتفاق وإن كان ليس نهائياً، لكنه كفيل بتحقيق الاستقرار في السوق بالحد الأدنى، فستسقر العملة المحلية أمام الدولار، وهي التي فقدت قبل سنوات ثلث قيمتها؛ وهو ما أثر على سوق الصادرات والواردات التي ستنتعش هي الأخرى بإلغاء الحظر المالي والمصرفي، وتوقعت الصحيفة ارتفاع مؤشر النمو الاقتصادي وكل هذا سيسبب الارتياح للإيرانيين.
إقرأ أيضاً: الإعلام الغربي والاتفاق النووي: مختصر مفيد
فرحة الشعب
أفردت معظم الصحف الإيرانية صفحاتها للفرحة التي عمت الشوارع بعد إعلان إيران ومجموعة 5+1 عن هذا الاتفاق، إبان خوض جولة مفاوضات صعبة في لوزان السويسرية. وركزت على الاستقبال الشعبي للوفد المفاوض برئاسة وزير خارجية البلاد محمد جواد ظريف، حيث رددت الحشود في مطار مهر أباد الواقع غربي العاصمة طهران شعارات "يعيش ظريف ويحيا روحاني".
معظم الصحف اعتبرت أن إيران استطاعت أن تنال مكاسب كثيرة على طاولة الحوار، فقد احتفظت طهران بحقوقها النووية الأساسية؛ وهذا بعد استغناء الغرب عن مطلب تفكيك المنشآت النووية الإيرانية التي ستبقى عجلتها تدور، بموجب اتفاق لوزان، حتى وإن تم التوافق على الحد من بعض نشاطاتها. كما سمح الغرب لإيران باستكمال تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وإن كان هذا بنسبة ضئيلة لا تتجاوز 3.67 في المائة. والامتياز الأهم هو التوافق على إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران في حال وفائها بتعهداتها النووية، وهو ما اعتبرته الصحف اعترافاً بحقوق البلاد تم انتزاعه من فم الغرب. وهذ النقطة تحديداً التي ستنعكس بشكل مباشر على الشعب الإيراني الذي عانى من هذه العقوبات المفروضة منذ سنوات.
Almost all Iran media, right and left, are positive on result of #IranTalks. Big win for Rouhani and moderates.
— Negar نگار (@NegarMortazavi) April 4, 2015
إقرأ أيضاً: الاتفاق النووي: احتفالات وغضب و... تغريد
محمد جواد ظريف البطل
صحيفة "إيران" الحكومية نشرت في صدر صفحتها الأولى صورة لوزير الخارجية الإيراني مع نظرائه من الدول الكبرى، وإلى جانبهم منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوربي فيدريكا موجريني. وذكرت أن كل العالم متفائل باتفاق إيران مع الغرب.
وكتبت هذه الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان "ربيع الاعتدال" بأن الرئيس حسن روحاني استطاع أن يوفي بوعوده أمام الإيرانيين الذين انتظروا لأكثر من ثمانية عشر شهراً لسماع أخبار مفرحة من هذا القبيل. كما توقعت من تصريحات المسؤولين الإيرانيين المختلفة، أن تطور طهران علاقاتها الإيجابية والبناءة مع كل الأطراف في الشرق والغرب، وهو ما سيصب لمصلحة البلاد من نواح عدة.
صحيفة "شرق" الإصلاحية نشرت صورة لظريف ولرئيس "هيئة الطاقة الذرية الإيرانية" علي أكبر صالحي؛ والذي خاض المفاوضات التقنية والفنية مع وزير الطاقة الأميركي ارنست مونيز، وهما يضحكان في الصورة فرحاً بالإنجاز النووي. وكتبت الصحيفة أن انتهاء أزمة النووي بالكامل سيكون مطلع يوليو/تموز المقبل.
وكتب رئيس التحرير أحمد غلامي أن المهمة الآن باتت أصعب من قبل، فيجب البدء بكتابة تفاصيل هذا الاتفاق الإطاري، وصياغة بنود الاتفاق النهائي الذي من المفترض أن يعلن عنه خلال ثلاثة أشهر وحسب. قائلاً إنه يتوجب على الوفد الإيراني المفاوض تكثيف العمل لضمان تحقيق الإنجازات والمكاسب. وأضاف أن حكومة روحاني استطاعت الإعلان عن اتفاق على عكس الرئيسين السابقين، الإصلاحي محمد خاتمي والمحافظ محمود أحمدي نجاد. فكلاهما خاضا مفاوضات نووية مع الغرب، لكن روحاني تبنى خطاباً متوازناً معتدلاً في الداخل والخارج، وحتى في تشكيلة وفده المفاوض. والأهم أنه لم يركز على قضايا تقنية، بل صب اهتمامه على ضرورة بناء جسر الثقة بين إيران والأطراف المقابلة، وهو ما توج جهوده في بنود اتفاق إطاري.
No matter what ... He is a national #hero. @JZarif pic.twitter.com/DJ2i1WgX8L
— Neda Mobara (@Neda_Mobara) April 1, 2015
تشاؤم المحافظين
لكن كان لدى بعض الصحف المحافظة وجهات نظر أخرى، وخاصة الصحف المحسوبة على الخط المتشدد. فصحيفة "كيهان" كتبت بالخط العريض أن "النووي ذهب والعقوبات ستبقى". واعتبرت هذه الصحيفة أن الوفد المفاوض قدم تنازلات كبيرة على طاولة الحوار مع السداسية الدولية، من دون أن يضمن حتى آلية إلغاء العقوبات المفروضة على البلاد.
واعتبرت الصحيفة أن الطرف الأميركي مخادع، ونشرت من جديد كلام المرشد الأعلى علي خامنئي في اليوم الأول من العام الإيراني الجديد والذي جدد عدم ثقته بواشنطن، وأكد ضرورة عدم تقبل الإيرانيين إملاءات الدول الكبرى، ودعا أيضا لتحصين البلاد ضد العقوبات والتهديدات والمؤامرات، رغم أنه دعم الوفد المفاوض في ذات الوقت.
"كيهان" بيّنت في تقرير خاص، المكاسب والخسائر التي ستنالها إيران من اتفاق من هذا النوع، فكتبت أن الاتفاق على تشغيل ألف جهاز طرد مركزي فقط في منشأة فردو التي ستتحول لمؤسسة علمية بحثية، والتوافق على تشغيل 5000 جهاز آخر في منشأة نتانز حصراً، أمر لا يصب لصالح إيران في وقت تمتلك فيه آلاف الأجهزة الأخرى من النسل الجديد.
كما انتقدت "كيهان" بند إلغاء العقوبات، معتبرة أنه غير واضح المعالم، وتوقعت إلغاءها تدريجياً وليس فورياً، وسيكون هذا خلال عشر سنوات وهي مدة الاتفاق النهائي. وأضافت أن هذا الامتياز سيمنح لإيران بناء على تقارير غير مضمونة أساسا من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
صحيفة "رسالت" المحافظة وإن كان لحنها أخف وطأة من سابقتها، لكنها كتبت تحت عنوان "الثقة بالشيطان ممنوعة" أنه لا يجب الثقة بأميركا التي خرجت فور الإعلان عن البيان المشترك من لوزان لطمأنة حلفائها في المنطقة والعالم من هذا الاتفاق، بل وسوقت لنيتها بإخضاع إيران، ولهذا لا يجب فتح باب الثقة بالشيطان الأكبر.
وبغض النظر عن تفاصيل الاتفاق الإطاري، وخلافات السياسيين في الداخل لكن الاقتصاد الإيراني هو النقطة الأبرز من بين كل هذه النقاط، وهي النقطة التي تعني الشارع بالدرجة الأولى، فأفردت صحيفة "دنياي اقتصاد" مساحة كبيرة من عدد السبت للتوقعات الإيجابية المستقبلية والتي ستنعكس على السوق الإيرانية.
فاعتبرت "دنياي اقتصاد" أن الإعلان عن اتفاق وإن كان ليس نهائياً، لكنه كفيل بتحقيق الاستقرار في السوق بالحد الأدنى، فستسقر العملة المحلية أمام الدولار، وهي التي فقدت قبل سنوات ثلث قيمتها؛ وهو ما أثر على سوق الصادرات والواردات التي ستنتعش هي الأخرى بإلغاء الحظر المالي والمصرفي، وتوقعت الصحيفة ارتفاع مؤشر النمو الاقتصادي وكل هذا سيسبب الارتياح للإيرانيين.
إقرأ أيضاً: الإعلام الغربي والاتفاق النووي: مختصر مفيد