الصحة العالميّة تدعو إلى توعية الحجاج حول "كورونا"

03 يوليو 2014
تتزايد المخاوف من كورونا مع اقتراب موسم الحج (Getty)
+ الخط -

يستعدّ ملايين المسلمين للتوجه إلى الأراضي المقدسة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لكن العلماء يدعون إلى توعية هؤلاء الحجاج بمخاطر متلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط "ميرس" المعروفة باسم "كورونا"، والتي أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ظهور 824 إصابة بها منذ العام 2013. ووفقاً لما ذكرته المنظمة، فقد توفي 40 في المائة من الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض في المستشفيات.

وقال مساعد المدير العام لشؤون الأمن الصحي والبيئة في منظمة الصحة العالميّة الدكتور كيجي فوكودا إن نسبة 40 في المائة تعدّ أعلى بكثير من معدلات الوفيات العادية بالنسبة إلى فيروس. وأضاف: "آمل أن يكون لدينا في غضون العام المقبل أو نحو ذلك، مستوى آخر من الفهم في ما يتعلق بهذا الفيروس وكيفيّة إيقافه". وأشار فوكودا إلى أنه وعلى الرغم من عدد الوفيات الكبير، إلا أن العلماء واثقون أن الفيروس يبطئ ويمكن احتواؤه بسهولة.

وأوضح: "لدي شعور قوي جداً بأننا نعرف كيف نوقف هذه الفيروس بالعديد من الطرق. لو نظرنا إلى كل هؤلاء الناس الذين نعرف أنهم أصيبوا به، فمن المحتمل أن غالبيّة هؤلاء المصابين بالعدوى كان يمكن منع الفيروس عنهم بمكافحة العدوى، بشكل أساسي".

لكن فوكودا لفت إلى أن منظمة الصحة العالميّة ما زالت لا تفهم كيفيّة انتقال العدوى، وهو ما يشير إلى مدى الصعوبة التي تواجه العالم في إيقاف الفيروس في وقت قريب. وسأل "ما الذي يفعله الناس حتى يصابوا بالعدوى؟ كيف هم معرّضون للفيروس وهكذا؟ بعد ذلك في المستشفيات، نعرف أن ثمّة إمكانيّة لنقل العدوى في المستشفيات، لكن كيف يحدث هذا؟ هل ينتقل بشكل أساسي من مريض إلى شخص آخر من خلال الهواء أو هل يحدث من خلال الأسطح البيئيّة؟". وشدّد على أن "ثمّة أشياء خطرة نريد أن نفهمها".

وكانت غالبيّة حالات الإصابة قد سجّلت في السعوديّة. ويُعتقد أن الإصابة بالفيروس تتمّ بشكل رئيس من خلال الاتصال مع الإبل. لكن فوكودا أشار إلى احتمال وجود حيوانات أخرى تقوم بدور "مستودع" للفيروس، وهذا أمر تتعيّن دراسته. في الوقت نفسه، حمّل الدول في الشرق الأوسط مسؤوليّة السيطرة على العدوى.

وقال فوكودا إن السعوديّة حسّنت إلى حد كبير من جهود المراقبة لديها، مذ أثارت الزيادة الأخيرة في عدد الحالات في إبريل/نيسان الماضي، مخاوف بشأن قدرة المملكة على منع انتشار العدوى ومراقبته. وأضاف أن زيادة الحالات ناجمة كما يبدو عن اختلاط المصابين في المستشفيات مع آخرين سليمين قبل أن يتمّ تشخيصهم على النحو الصحيح وعزلهم. وأوضح أن المرض انحسر الآن بفضل جهود الوقاية الأفضل التي يعدّ غسل الأيدي أحد أبسطها وأكثرها فعالية. وتابع: "على الأقل في السعوديّة، مستوى الاهتمام بتعزيز مكافحة العدوى قوي جداً. إنهم يبذلون جهوداً جبّارة. وما نأمله من الدول الأخرى في المنطقة هو أن يبذلوا الجهود نفسها لتعزيز مكافحة العدوى".

لكنه شدّد على الحاجة إلى المزيد من الجهود قبل بدء موسم الحجّ عندما يتوجّه ملايين الناس من كل أنحاء العالم إلى المملكة، وبالتالي يتعيّن أن يتم إطلاع الحجاج -لا سيما أولئك الذين يعانون من مشاكل صحيّة- على هذا التهديد، ويتعيّن كذلك وضع إجراءات للوقاية ابتداءً من الآن.

ولفت فوكودا إلى أن "الحج الذي سيكون في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، سيشارك فيه ملايين الناس. ودائماً ثمّة من يجلب معه العدوى أو ينقلها. لذلك أجرينا مناقشات مركزة، ليس مع المملكة العربيّة السعوديّة فقط، وإنما مع عدد من الدول التي تأتي منها أعداد كبيرة من الحجاج أيضاً".

وقد بدأت مجموعات بحثيّة بتطوير مصل خاص، لكن الأمر قد يستغرق أعواماً حتى تصل إلى نتيجة. ومن المزمع أن تجتمع لجنة خبراء طارئة من منظمة الصحة العالميّة في نهاية الصيف في خلال الاجتماع السابع لها، لمناقشة موضوع "ميرس".

وأوضح فوكودا أنه إذا ما استمرّ معدل التفشي على ما هو عليه حالياً، فربما لا تغيّر اللجنة حكمها الإجمالي بأن الموقف خَطرٌ، لكنه لن يصل إلى مستوى طوارئ الصحة العامة التي تشكل مبعث قلق دولي.

ويحتل تفشي وباء "إيبولا" في غرب أفريقيا أولويّة أكبر من "ميرس". وتقول منظمة الصحة العالميّة إن المرض أودى بحياة 467 شخصاً في آخر تفشٍّ له في غينيا وليبيريا وسيراليون، وكذلك يرتفع عدد الوفيات في كل من الدول الثلاث.

وفي بيان أصدرته الثلاثاء في الأول من يوليو/تموز الحالي، قالت منظمة الصحة العالميّة إن 759 شخصاً أصيبوا في غينيا وليبيريا وسيراليون.

وقد وصف فوكودا الموقف بالخطير، لكنه ليس خارج نطاق السيطرة. وقال إن المنظمة تدعو الدول إلى تكثيف الجهود من أجل استقرار الموقف خلال "الأسابيع العديدة المقبلة".

وأضاف "القول بأن الأمر خارج السيطرة، يعطي انطباعاً بعدم وجود حلول. هذا فيروس توجد له حلول واضحة جداً. مرّة أخرى، هذا فيروس يمكن إيقاف انتقاله. يمكن إيقافه في المجتمعات. يمكن إيقافه في المستشفيات. ما نقوم به معروف".

وبرهن تفشّي "إيبولا" الأخير، أنه أكثر فتكاً من ذلك التفشي الذي أودى بحياة 254 شخصاً في الكونجو في العام 1995.

المساهمون