دعت منظمة الصحة العالمية أكثر من 30 بلدا إلى اعتماد إطار جديد للقضاء على داء السل بحلول العام 2050، خلال اجتماع تنظمه في 4 و5 يوليو/تموز في روما.
وطالبت المنظمة 33 دولة سجلت أقل معدلات الإصابة بالمرض، أن يساعدوا في دعم باقي دول العالم لخفض معدلات الإصابة إلى أقل من عشرة في كل مليون نسمة بحلول عام 2035، مع التأكيد أن الهدف الأساسي هو القضاء على المرض تماما بحلول عام 2050.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد وضعت إستراتيجية لدحر السل، تهدف إلى الحد من العبء العالمي الناجم عن المرض بحلول عام 2015، وذلك بضمان حصول جميع المرضى، بمن فيهم المصابون بحالات السل المقاوم للأدوية مثلاً، على خدمات التشخيص الجيدة وخدمات العلاج. كما تسعى الإستراتيجية إلى دعم وضع أدوات جديدة وفعالة للوقاية من السل والكشف عنه وعلاجه. وذلك في إطار خطة عالمية لدحر السل بين عامي 2006-2015، من خلال "شراكة دحر السل".
وحسب تقديرات الصحة العالمية خلال عام 2011، فقد سجلت حالات جديدة للإصابة بمرض السل بلغ عددها 8.7 مليون حالة وتوفي 1.4 مليون شخص.
ويسجل المرض أكثر من 95 في المائة من حالات الوفاة بسبب السل في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتعد المجتمعات الفقيرة والفئات المستضعفة الأشد إصابة بهذا المرض المنقول بالهواء، غير أن الجميع معرض لخطر الإصابة به، ويعتبر في عداد الأسباب الثلاثة الأولى لوفاة النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و44 سنة؛ وسُجِلت نصف مليون إصابة و64 ألف حالة وفاة لدى الأطفال حسب التقديرات خلال عام 2011.
وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية، التي أعلنت السل تهديداً طارئاً عالمياً منذ عام 1993، إلى أن الإصابة بالمرض انخفضت بنسبة خمسة في المائة على مدار العقد الأخير، فقد تم إنقاذ 20 مليون حياة في الفترة ما بين 1995 و2011.
غير أن عدد حالات السل المقاوم للعقاقير بلغ 630 ألف حالة عام 2011، وأنه يمكن أن يصيب ما يربو على مليوني شخص على مستوى العالم بحلول 2015.
والسل هو مرض معدٍ ينتشر عبر الهواء، شأنه شأن الأنفلونزا العادية، ولا ينقله إلاّ الأشخاص الذين يصيبهم المرض في الرئتين، فحينما يسعل هؤلاء الأشخاص أو يعطسون أو يتحدثون أو يبصقون، فهم يفرزون في الهواء الجراثيم المسبّبة للسل والمعروفة باسم "العصيّات"، ويكفي أن يستنشق الإنسان قليلاً من تلك العصيّات ليُصاب بالعدوى.
ويمكن للشخص المُصاب بالسل النشط، إذا تُرك من دون علاج، أن ينقل العدوى إلى عدد من الأشخاص يراوح معدلهم بين 10 أشخاص و15 شخصاً في العام، غير أن أعراض المرض لا تظهر بالضرورة لدى كل مَن يُصاب بتلك العصيّات، فالنظام المناعي يقاوم تلك العصيّات التي يمكن أن تظل كامنة لمدة أعوام بفضل احتمائها داخل رداء شمعي، وعندما يضعف النظام المناعي لدى المصاب بتلك العصيّات تتزايد احتمالات إصابته بالمرض.
ومن أعراض الإصابة بالسل العرق خلال الليل والسعال المستمر وفقدان الوزن وظهور دم في البصاق. ويعتبر بعضهم مرض السل من الماضي، لكنه تطور على مدار السنوات العشر الماضية ليصبح واحداً من أكبر مصادر التهديد للصحة العامة عالمياً مع ظهور سلالات جديدة مقاومة للعقاقير. وكان يطلق على المرض في الماضي اسم "الوباء الأبيض"، لقدرته على إصابة ضحاياه بالنحافة والشحوب.