ضغوط وأعباء كبيرة تواجهها مديريات الصحة الحرة في كل من إدلب وحماة مع استمرار القصف المتزامن مع هجوم بري لقوات النظام على المنطقة منزوعة السلاح، وارتفاع معدل الإصابات والنزوح نحو مناطق الريف الشمالي في إدلب باتجاه المخيمات.
وتعليقاً على هذه التحديات والصعوبات التي تواجه مديريات الصحة، قال معاون مدير صحة إدلب، الدكتور مصطفى العيدو، لـ"العربي الجديد": "الوضع صعب وخاصة في المناطق الجنوبية، كون العديد من المشافي والمراكز الصحية فيها خرجت عن الخدمة بسبب القصف، وحولنا بقية المشافي والمراكز لخط أول إسعافي مهمته التضميد والتبريد والتحويل للمشافي الداخلية، التي تتحمل عبئاً كبيراً خصوصاً في شمال وشمال غرب إدلب، بعد أن وصلها عدد كبير من النازحين وبينهم الحالات الناتجة عن قصف المدن، إضافة إلى أن الرعاية الصحية الأولية أصبح فيها شلل شبه كامل لا سيما في مناطق جنوب إدلب".
وأوضح مدير إدارة السلامة في منظمة "أوسوم"، الدكتور أحمد الدبيس، لـ"العربي الجديد"، "هناك خطة بين مديرية صحة حماة ومديرية صحة إدلب لتغطية الثغرة الطبية التي حصلت بعد استهداف 15 منشأة طبية من مشافٍ ومراكز رعاية صحية في الريف الشمالي لحماة وريف إدلب الجنوبي، بسبب انعدام الرعاية الصحية الأولية في المنطقتين، وانعدام الخدمة الطبية الإسعافية في كفرنبل وحزارين الشيخ مصطفى، وترملا، وبعربو، إضافة لريف حماة الشمالي الذي تم تهجير معظم أهاليه".
وتابع الدبيس: "الخطة المشتركة هي إقامة خمس وحدات جراحية بقطاع الصحة عموماً، وهذه الوحدات تقدم الإسعاف للإصابات الرضية الحربية بمناطق جنوب إدلب، لكن القصف واستمراريته وعدم وجود أماكن آمنة يهدد افتتاح هذه الوحدات الجراحية، فضلاً عن التخوف من استخدام أسلحة شديدة الانفجار وأحياناً خارقة للتحصينات".
وأضاف الدبيس: "مديرية صحة حماة تحاول الآن العمل على هذه الوحدات الجراحية، والتي كانت موجودة أصلاً في حماة، ويعاد نشرها في ريف إدلب الجنوبي، التي تؤمن الخدمة قبل وصول الكوادر الإسعافية أو طواقم الإسعاف إلى المشافي الكبرى، وتكون بمثابة فلتر أو مركز فرز وإعطاء العلاج الأولي، الذي يمكن أن يكون تثبيت كسر أو تعاملاً مع نزف أو غير ذلك، وبعدها تحويل مباشر إلى المشافي، فالخطة هي نظام إحالة".
وبالنسبة للخدمات التي يقدمها مشفى باب الهوى في الوقت الحالي قال الدبيس: "يقدم خدمتين الأولى خدمة الرعاية الصحية الأولية في العيادات الخارجية وهي عيادات تخصصية تعمل على مدار الأسبوع عدا يوم الجمعة، باستثناء العناية القلبية التي تعمل على مدار الساعة بدون عطل. أما الثانية فهي خدمة العمليات الباردة والعمليات الحارة، وهناك ضغط كبير جداً عليها، باعتبار أن التجمع السكاني الأكبر أصبح في الشمال، والخزان البشري أغلبه في المخيمات إضافة للمدن الحدودية مثل سرمدا والدانا وقاح وحارم.
ولفت إلى أن الضغط الأكبر عليه كونه المشفى الأكبر الذي يضم العدد الأكبر من التخصصات ويحتوي على الأدوات الاستقصائية من أجهزة وخدمات أخرى مساعدة. وبيّن أن "الضغط حتى الآن يمكن استيعابه مع خفض عدد الخدمات الباردة مقابل الساخنة التي نطلق عليها الإصابات الرضية الحربية التي لها أولوية، والحالات الأكثر تعقيداً والتي يصعب التعامل معها يتم تحويلها إلى تركيا".
وأكدت مديرية صحة حماة اليوم الأحد، أن جميع منشآتها الطبية خرجت عن الخدمة بسبب استهدافها مباشرة من قوات النظام والطيران الروسي، أو لصعوبة الوصول إليها بسبب انقطاع الطرقات المرصودة من الطيران والصواريخ الأرضية.
وعُلّق الدوام في 14 مشفى و22 مركزاً صحياً في مناطق ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، إضافة لاستهداف 13 منشأة طبية استهدافاً مباشراً، مع تأكيدات أن عدد المستفيدين من هذه المراكز والمشافي قارب على المليون شخص.