والكلام عن فايل يطول لأسباب عدة يرتكز بعضها على طفولة اليهودية الناجية من معسكر أوشفيتز، ويتطرق بعضها الآخر إلى نضالها المبكّر الذي دفع الحركة النسوية الفرنسية إلى القمة، وتوّجها بإقرار قانون "الحق في الإجهاض"، ما اعتُبر تحدياً لمعسكر المحافظين الفرنسيين الذين هاجموها بأقسى العبارات إلى حد تشبيهها بـ"هتلر قاتل الأطفال".
صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية وجّهت تحية لناشطة "تجاوزت كل الاصطفافات السياسية والإيديولوجية، ورفضت الالتزام بخطوط مرسومة ليسار هنا ويمين هناك، فكانت مناضلة تحدّت مخيمات النازية، ودافعت عن حقوق المرأة وصولاً إلى تمكينها الحلم الأوروبي ومساهمتها في وضع الدعائم الأساسية لأوروبا السلام بعد سنوات الحرب، عبر ترؤسها أول برلمان أوروبي عام 1979".
Twitter Post
|
وتناولت صحيفة "لو باريزيان" مسيرة طويلة من معارك خاضتها فايل، واعتبرتها "خلاصة لما وجب أن تكونه السياسة اليوم وغداً؛ الإخلاص لمبادئ وقيم الإنسانية من دون الالتفات إلى البطاقة الحزبية".
"لا نوفيل ريبوبليك" وصفت فايل بـ"امرأة خالدة" على صفحتها الأولى، وتساءلت عن مراسم دفن فايل ومدى احتمال استجابة الحكومة الفرنسية لطلب آلاف الموقعين على عريضة تدعو إلى إدخالها إلى مقبرة العظماء (Panthéon)، لتصبح السيدة الثانية التي تدخلها بعد العالمة ماري كوري.
وتصدرت الراحلة عشرات العناوين في الصحف المحلية التي أجمعت على عظمتها وتجاوزها السياسة بمعناها الضيق إلى أفق التعاون والشراكة الدائمة، واصفة إياها بـ "امرأة القلب"، "قدر فرنسي"، "حياة من النصال"، "امرأة القرن"، وغيرها.
بدورها، خصّصت الصحافة العالمية صفحاتها للحديث عن سيدة "غيّرت فرنسا بنضالها"، كما وصفتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
"إلموندو" الإسبانية رأت في فايل "التجسيد الأمثل لقيم الجمهورية الفرنسية"، واعتبرتها "الشخصية الأكثر احتراماً عند الفرنسيين من دون منازع". ولاقتها أسبوعية "إلسفير" الهولندية كاتبة "كانت السيدة الأكثر تأثيراً في الحياة العامة في فرنسا".
ولم تنس الصحافة الأوروبية دور فايل في بناء المؤسسات الأوروبية وتمكينها من تجاوز سنوات الحرب والنزاع، إذ ركّزت "بوليتيكو" و"كورييري ديلا سيرا" على استحضار مواقف فايل من الوحدة الأوروبية والشراكة الفرنسية-الألمانية، ولخّصتها "لا ريبوبليكا" الإيطالية بأفضل طريقة مقتبسة من سيرة سيمون فايل الذاتية (2007)، قولها إن "مساهمتي في بناء أوروبا المؤسسات ونهضتها صالحتني مع القرن الماضي".