الشمال السوري: كورونا يقلق أهالي سرمدا.. ولا التزام بوسائل الوقاية

16 يوليو 2020
لا يشعر بعض السكّان بضرورة الإلتزام بالإجراءات الوقائية(وكالة الأناضول)
+ الخط -


يثير خبر تسجيل ثلاث إصابات بفيروس كورونا في بلدة سرمدا، بالريف الشمالي من إدلب،  شيئاً من القلق لدى الأهالي. ففي حين بدأ عدد من الأشخاص اتباع الإجراءات الوقائية، ولو بشكل نسبي، هناك أشخاص لا يأخذون الأمر على محمل الجد.
لم تتغيّر الحركة في سوق سرمدا، فهو كعادته مكتظ بالناس، لكن مع ذلك، هناك شيء مختلف، بحسب أبو عبد الرحمن حسن (41 عاما)، الذي يعمل في محل تجاري في السوق. إذ يقول: "لفت نظري في الشارع، وجود عدّة أشخاص من فئات عمرية مختلفة، يرتدون كمّامات طبية، ومنهم أيضا من يرتدي قفازات. وقبل أيام فقط، كان يتحوّل من يرتدي كمّامة إلى مثار لسخرية الناس، بل حتى جاري في المحل، الذي كان يسخر من  وسائل الوقاية من فيروس كورونا، أصبح يرى اليوم أنّ من يرتدون الكمّامة  يتصرّفون بمسؤولية، وقد يرتديها هو نفسه، ابتداءً من الغد".
وتابع حسن: "شاهدت أيضاً، على غير عادة، عددا من جيراني في السوق يعقّمون أيديهم والطاولات وأمام محالهم، ويطلبون من الناس أن يحافظوا على مسافة تباعد معينة بين بعضهم".
لكن مسألة التعقيم ووسائل الوقاية، مثل الكمامات والقفازات، ليست في متناول الجميع بسبب أسعارها المرتفعة، في وقت تعتبر فيه البدائل محدودة جدا، بحسب أم محمد الحمود (34 عاما). وفي حديثها مع  "العربي الجديد"، أضافت أم محمد، وهي ربة منزل، أنّ "الناس يتحدّثون عن وجود إصابات بفيروس كورونا، لكنني لم أشعر بأنّ ذلك ترك أثره على حياتنا اليومية، فما زال الأطفال يمضون معظم يومهم مع رفاقهم في الشارع أو السوق، وما زلنا نتبادل الزيارات الصباحية مع الجيران والأقارب".

 

 

وتابعت: "مسألة السلام باليد والتقبيل تختلف من شخص إلى آخر، فمن جاراتي من تطلبن عدم التقبيل، ومنهنّ من يقلن إنّ كورونا لن يقدّم أو يؤخّر ساعة الموت، وإنّ هناك من عاشوا تحت القصف، لن يخشوا اليوم من الفيروس".
لم تحسم أم محمد وعائلتها مسألة الالتزام  بالإجراءات الوقائية بعد، لأسباب كثيرة، على رأسها الأسباب الاجتماعية. إذ توضح أنّ "هناك من يعتبر أنّ عدم المصافحة، هو اتهام للشخص الآخر بعدم النظافة، قد يصل إلى حد الإهانة الشخصية. حتى مسألة التباعد الاجتماعي، يرفضها الكثير من الناس".
من جانبه، قال أبو أسعد الحمصي، وهو مقيم في سرمدا، "طوال الفترة الماضية، كان الناس غير مبالين بالفيروس، لكن الآن أعتقد أنهم يشعرون بالخوف قليلاً، فهناك أشخاص أصبحوا يحاولون التقليل من المخالطة، والمصافحة والتقبيل، خاصة بين الرجال، والناس تترقّب حالياً إن كانت الأعداد ستتزايد".
وأضاف حتى "الاهتمام بالنظافة ازداد اليوم، وهناك تعقيم من المنظمات والأهالي". وهو يعتقد أنّه في حال تسجيل إصابات إضافية بالفيروس، ستزيد الناس من التزامها  بالاجراءات الوقائية.  
بدوره، قال المدير الطبي في مستشفى الإمام في سرمدا، حسن القد، لـ"العربي الجديد": "حتى  الآن، المجتمع غير مكترث بالإصابات التي تمّ تسجيلها، الأمر الذي يشكل صعوبة في منع انتشار الفيروس".
وحذّر القد مما قد تحمله الأيام القادمة، قائلاً "إذا أخذنا الاحتياطات اللازمة، فأنا أتوقع زيادة في أعداد الإصابات، وإن ارتفعت فنحن مقبلون على كارثة صحية بكل ما للكلمة من معنى، فالدول ذات الأنظمة الصحية المتطوّرة وإمكانيات طبية هائلة، فشلت في السيطرة على هذه الجائحة، فكيف سيكون الوضع هنا، حيث لا نمتلك مقومات الصحة الأولية".
وشدّد الطبيب على عدّة نصائح، منها "عدم التجمع أو التواجد في أماكن مزدحمة، واستخدام وسائل الوقاية الشخصية من كمّامات وقفازات، والإكثار من غسل اليدين، والتباعد  الاجتماعي، إذ يجب على الأقل ترك مسافة متر بيننا وبين الشخص الآخر". 
يشار إلى أن مديرية الصحة الحرة في إدلب، أفادت عبر صفحتها على موقع فيسبوك، في وقت سابق، بأنّ عدد الإصابات بفيروس كورونا ارتفع في مناطق "الشمال السوري المحرر"، ليصل إلى 11 بعد تسجيل 3 إصابات جديدة في بلدة سرمدا، وذلك بعد نحو أسبوع من تسجيل الإصابة الأولى في مستشفى باب الهوى لطبيب سوري قادم من تركيا.

المساهمون