الشرطة تغشّش أبناءها في امتحانات الثانوية المصرية

تورطت قوات الشرطة في تسهيل عملية الغش لطلاب الثانوية العامة، ومنهم أبناء بعض القيادات الأمنية، ما أثار غضب أولياء الأمور. ووقعت حادثتا غش، تورط فيهما بعض أمناء الشرطة في لجان الثانوية العامة خلال أسبوع واحد.

مرت الحادثة الأولى من دون تحقيق، وكشفها أحد المراقبين بمحافظة أسيوط، جنوبي مصر، يوم السبت الماضي. حيث تمت الاستعانة بمخبري شرطة لتوصيل الاجابات داخل اللجان، عن طريق القفز فوق الأسوار، لأبناء المسؤولين، ومن بينهم ضباط شرطة.

والواقعة الثانية، حدثت اليوم الخميس، وأبلغ عنها بعض أولياء الأمور إذ أكدوا السماح للشرطة المتمركزة أمام اللجان بدخول بعض الأفراد داخل المدرسة أثناء امتحانات الثانوية، لتسهيل عملية الغش لبعض الطلاب.

حدثت الواقعة الأولى في "مدرسة ممتاز نصار" بأسيوط، وأذاعها المراقب على الهواء في اتصال تليفوني على قناة "دريم" الفضائية، خلال برنامج يقدمه الإعلامي وائل الابراشي. قال المراقب: عندما حررت محضر غش تم حفظه في الأدراج من رئيس اللجنة. مضيفاً: رئيس اللجنة قال لي، يا بني لا نريد فضائح، نريد أن نكمل بقية حياتنا على خير.

أما الواقعة الثانية فحدثت في "مدرسة المنيرة الإعدادية" بالقصر العيني في القاهرة، القريبة جداً من مقر وزارة التربية والتعليم، ما أصاب أولياء الأمور بالغضب، خاصة مع استمرار وقائع الغش من دون تدخل من الوزارة، أو الجهات الحكومية.

وعند مواجهة رئيس امتحانات الثانوية العامة، محمد سعد، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم الخميس، بالواقعة الثانية، اكتفى بالرد "ألغينا امتحان إحدى الطالبات، وما زلنا نحقق في الواقعة"، ورفض الاسترسال في الحديث عن اسم الطالبة أو حتى الحديث عن المتورطين فيها.

وأضاف مصدر أمني، أنه تم مخاطبة وزارة الداخلية لتغيير ضباط الشرطة المسؤولين عن تأمين مدرسة "المنيرة".

وكان طلاب الثانوية العامة (النظام الحديث) أدوا ثلاثة امتحانات، لثلاث شعب، هي العلمي علوم، والعلمي رياضة، والأدبي. كما أدى طلاب الثانوية العامة (النظام القديم) امتحان اللغة الأجنبية الثانية.

ورصدت غرف العمليات نحو 20 واقعة غش إلكتروني، وعدم القدرة على إغلاق صفحات التواصل الاجتماعي، التى استمرت للأسبوع الثاني على التوالي بتسريب الامتحانات وإجاباتها النموذجية.

 ورغم تأكيد وزير التعليم على التواصل مع وزير الداخلية والنائب العام الخميس الماضي، فإن إحدى الصفحات المسؤولة عن الغش وتستخدم "هاشتاج" معروف، أغلقت ثم عادت الى الظهور خلال هذا الأسبوع.