الشباب اليمني إلى أين؟

22 اغسطس 2019
+ الخط -
الشباب اليمني، سواء في الداخل أو الخارج، وأخص بالذكر، الصحافيين زملاء المهنة والكتاب والمثقفين والنخبة، والذين كنا نعول عليهم في ترميم النسيج الاجتماعي والتوعية بخطر الدعوات للنعرات والتمييز، ترى أن قليلا جدا منهم كانوا على مستوى المسؤولية، فكل القوى الداخلية، والمدعومة خارجيا، سواء من السعودية أو من الإمارات أو إيران، باعت الوطن من دون استثناء لمصالح شخصية متعددة.
نرى حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مليئة بالعنصرية والحقد والتمييز وتفتيت النسيج الاجتماعي، بدلا من ترميمه، فهناك من يكيل المديح لشخصيات معروفة بالفساد والإفساد موجودة وبقوة في مناصب مهمة، سواء مع الشرعية أو مع ما يسمّى أنصار الله أو المجلس الانتقالي، وأيديهم ملطخة بالدماء، ونرى للأسف أنهم يدافعون عنهم وبقوة واستماتة.
هناك ثلاث رسائل أكتبها:
أولا، إن كانت المصالح الشخصية طغت وأعمت قلوبكم قبل عيونكم، فأرجوكم لا ترتدوا غطاء الوطنية وحبكم للوطن فهذا نفاق قبيح. عار عليكم ادعاؤكم حب الوطن وأنتم تعلمون أن جميع الأحزاب والمكونات السياسية التي تنتمون أصلا لها مع نكران بعض منكم لذلك، غارقة في الدم اليمني، بل حتى القوى الخارجية الداعمة لهم، لم تتوقع من اليمني أصلا بيع وطنه بحفنة من المال، فما بالك بالنخبة، وأخص منهم الصحافيين زملاء المهنة والحرف. هناك وطنيون نعم، ولكن لا صوت لهم لعدة أسباب واضحة لنا جميعا.
ثانيا، رسالتي إليكم إن لم تكونوا على قدر من المسؤولية، فأوقفوا التطبيل، فنحن لم نر، منذ عهد النظام السابق، إلا التطبيل ثم التبجيل. ألا يكفينا مدح حكامنا ومسؤولينا، فهم من أوصلوا البلاد إلى أسوأ كارثة حلت على يمن الإيمان والحكمة؟
ثالثا، سنحاسب على هذا الوطن الذي فرطنا فيه جميعا، أمام الله وأمام أجيال ستأتي وترى ما عاثوا فيه الذين قبلهم وذبحوا اليمن السعيد من الوريد إلى الوريد.
أخيرا، دعوة من القلب إلى الشباب اليمني: دعونا نتكاتف. لنكن على كلمة واحدة نبدأ بها من مواقع التواصل الاجتماعي، تقوم على نبذ العنف وترميم النسيج الاجتماعي وعدم صب الزيت على النار.
زملاء الحرف والإعلام الملغم بالتأجيج وزيادة الصراع، كفى، وليكن هناك ميثاق شرف بين من يحبون الوطن بكل معنى الكلمة، وأن نقف صفا واحدا ضد من وقفوا مع أي طرف كان، سواء في الداخل والخارج، فمنهم زملاء وأصدقاء جعلوا من أنفسهم أبواقا للآخرين. فهذا أقل ما يمكن أن نفعله إن كنا نحب الوطن.
المصالح ستذهب حتما، ولكن الوطن لن يعود إن استمررنا على هذا النحو والانزلاق إلى الأسوأ، وليسأل كل صحافي وكل شاب يمني ماذا قدم للوطن؟ اسأل نفسك ستجد الإجابة حتما، وسأجيبكم على هذا السؤال. حتى الآن لم أقدم شيئا، وأتمنى أن أقدم شيئا لوطن تربيت وعشت بين أحضانه، لكنني فخور، في الوقت نفسه، إنني لم أكن قلما أو صوتا لأي طرف كان، على الرغم من كل المغريات.
8F50649A-A59D-46EB-BE11-BD0CCDFB3689
8F50649A-A59D-46EB-BE11-BD0CCDFB3689
رضوان حبيش
صحفي وناشط مستقل. شاب بسيط أحبّ الحياة والعيش في سلام ووئام، وأتمنى أن أرى الوطن العربي من المحيط إلى الخليج دون حدود مغلقة وسياج من القوانين والعراقيل التي تعمل على زيادة التفرقة رغم ما نراه من تجمعات وتكتلات واتحاد بين دول العالم. عبارتي وحكمتي في الحياة التي أعيشها بتفاصيلها الجميلة والقاسية هي "ابتسم في وجه كلّ ما يقع عليه ناظريك وتراه جميلا، وازرع بذور الابتسامة كلّ صباح، ستجني المحصول في الدنيا قبل الآخرة".
رضوان حبيش