وتتزامن هذه الخطوة مع الزيارة المرتقبة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى ألمانيا، غداً الأربعاء، ولا سيما بعد الضجة التي أثيرت حولها نتيجة رفض رئيس البرلمان الألماني، نوربرت لامرت، لقاء السيسي احتجاجاً على أوضاع حقوق الإنسان المتردية، فضلاً عن دعوات لإلغائها وموقف عدد من الصحف الالمانية، التي كانت قد اعتبرت أن أحكام الإعدام الصادرة بحق المعارضين المصريين هي مجرد أحكام صورية وهدفها النيل من العلمانيين والاسلاميين في آن.
ويتعمّد النظام إظهار أن مصر تتعرض لموجة شديدة من الإرهاب لتبرير عمليات القمع الشديدة غير المسبوقة، والقتل العشوائي والتضييق على حرية الرأي والتعبير، والاعتقالات للناشطين والرافضين للانقلاب. كما يصرّ النظام على إظهار أن ما يحدث في مصر "إرهاب" وليس في إطار الخلاف أو الصراع السياسي، لضمان بقائه في الحكم من خلال التأثير على الشعب وتظهير نفسه على أنه يحمي مصر من مخططات لزعزعة الاستقرار.
إقرا أيضاً: شخصيات ومنظمات دولية: أوقفوا التعامل مع الانقلاب في مصر
إلا أن السبب الأهم في إشاعة هذا الجو وإسناد تلك المهمة للإعلام المصري، المعروف بعلاقاته مع أجهزة أمنية واستخباراتية، التوجه إلى الدولة الأجنبية ولا سيما قبل زيارة السيسي إلى ألمانيا، التي تتحضر الجالية المصرية فيها للمشاركة في تظاهرات منددة بحضور السيسي وأخرى مؤيدة.
ويقول القيادي في حزب الحرية والعدالة، أحمد رامي، إنّ "بثّ أجواء وجود مليشيات وعسكرة الثورة، هو أحد سيناريوهات ضمان بقاء السيسي لفترة طويلة بزعم حرب الإرهاب الذي يصنعه ويتم الترويج له عبر أذرعه الإعلامية".
بدوره، يشدد القيادي في الجبهة السلفية، مصطفى البدري، على أنّ "هذا النظام اعتاد إبراز الرافضين له على أنهم إرهابيون وكأنهم هم الذين اعتدوا على قوات الجيش والشرطة".
ويضيف البدري في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن العالم أجمع قد رأى بعينه اعتقال القيادات، ومنها الرئيس المنتخب محمد مرسي ورئيس حزب الحرية والعدالة محمد سعد الكتاتني قبل أي أحداث دموية، وعلى الرغم من ذلك حكم عليهم بالإعدام في أمور سخيفة أو حصلت خلال فترة اعتقالهم". ويوضح أن "النظام الحالي هو الإرهاب الحقيقي في مصر، وتلطّخت يده بدماء الآلاف من المصريين، ومحاولته إبراز وجود جماعات إرهابية داخل مصر هي مما يعرف الجميع كذبه وتلفيقه".
في المقابل، يلفت خبير أمني، اشترط عدم ذكر اسمه، إلى أن نشر أخبار تتعلق بتفجيرات وأعمال عدائية ضد الشرطة والجيش بشكل موسع، لا يمكن تفسيرها إلا بوجود هدف خفي للأجهزة الأمنية ولنظام السياسي منها. ويقول الخبير لـ"العربي الجديد" إنه "دائماً ما تعلمنا خلال العمل في الأجهزة الأمنية، أنه من الضروري عدم إشاعة جو من الخوف وإظهار أن الدولة في موقف سيئ أمام الإرهاب حتى مع نشر الأخبار".
ويشير الخبير الأمني إلى أن "إظهار مواجهة مصر للإرهاب موجود ولكن ترتفع وتيرته في أوقات وتختفي في أوقات أخرى"، موضحاً أن: مقدمي البرامج التلفزيونية والصحف تارةً يؤكدون أن مصر آمنة ولن يجد الإرهاب سبيلاً إليها، وتارة ينشرون حالة من الخوف من الإرهاب الذي يجتاح مصر وأن الجميع لا بد له من الوقوف خلف السيسي للقضاء عليه تماماً".
اقرأ أيضاً: ألمانيا تستعد لفتح ملف حقوق الإنسان أثناء زيارة السيسي