السيسي يستغل الأطفال سياسيا.. تكرار الجريمة

25 فبراير 2016
وقف الأطفال في البرد نحو ساعتين (العربي الجديد)
+ الخط -
أعادت صور الفتيات المرتعشات في ملابس راقصات البالية، خلال افتتاح مشروع القناة الجانبية لشرق بورسعيد، أمس، إلى الأذهان، عشرات وقائع استغلال الأطفال سياسيا، والتي كان أشهرها وأكثرها فجاجة، واقعة استغلال أطفال دار للأيتام، وإلباسهم ملابس صيفية، في شتاء 2014، ليحملوا صور الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، أثناء فترة ترشحه للانتخابات الرئاسية.

وبالأمس، أثار اختيار الشركة المنظمة للافتتاح، فتيات ارتدين ملابس راقصات البالية، في ظل انخفاض درجات الحرارة في مصر، حالة استياء جديدة وسخط عدد من الحضور.

وانتظر الأطفال ما يزيد على ساعتين على باب الخيمة التي سيقام بها الاحتفال، ومع برودة الجو في مدينة بورسعيد على ساحل البحر المتوسط، بدأ الأطفال في التذمر من الرعشة التي سرت في أجسادهم النحيلة، فما كان من الشركة المنظمة إلا أن أدخلتهم خيمة الاحتفال لتخرجهم مجددا بعد فترة قصيرة.​

وصنّف مدير الائتلاف المصري لحقوق الطفل، هاني هلال، ملف انتهاكات الأطفال، إلى عدة مستويات: أولها، هو الحماية التشريعية، والتي تراجعت إلى الحدّ الذي وصل بعدد من المسؤولين عن أوضاع الطفولة في الحكومة الحالية، إلى المطالبة بتعديل تشريعي لتغليظ العقوبات على الأطفال يصل إلى حد الإعدام، رغم مخالفة ذلك للاتفاقيات الدولية التي وقّعت عليها مصر، معتبرا أن استجابة الحكومة لمثل هذه النداءات تمثل ردة غير عادية في الملف الحقوقي، وانتهاكًا صريحًا للقوانين الدولية والوطنية، على حد تعبيره.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015، استنكرت الجمعية المصرية لرعاية الأحداث، استخدام الأطفال في الدعاية الانتخابية للبرلمان، في عدد من محافظات الصعيد، خلال الجولة الأولى للانتخابات، واعتبرته بمثابة جرائم اعتداء على حقوق الطفل.

وهددت "الجمعية" في تقرير لها برفع عدد من القضايا أمام المحاكم، والتقدم ببلاغ رسمي إلى اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية "كجهة رسمية مشرفة على الانتخابات"، لإبلاغها بخطورة الأمر، واحتمال دخول هؤلاء الأطفال في عدد من الخلافات بين المرشحين في دوائر الصعيد، التي تطغى عليها النزعة القبلية.

وتداول نشطاء على "فيسبوك" صوراً لأطفال دون السن القانونية يشاركون في عدد من الحملات الانتخابية، ويرتدون "تيشرت" عليه رموز الأحزاب وصور مرشحين، ويوزعون "بوسترات" وأوراقاً لمرشحين مقابل مبالغ مالية، كما أن هناك أطفالاً أقارب للمرشحين، وأطفال شوارع يتم استغلالهم. كذلك طالب النشطاء المجلس القومي للطفولة والأمومة بالقيام بدوره والعمل على مواجهة تلك الظاهرة.

وفي ذكرى اليوم العالمي للطفولة، أصدرت وحدة رصد انتهاكات المرأة والطفل في المرصد المصري للحقوق والحريات- منظمة مجتمع مدني مصرية- تقريرها عن واقع الانتهاكات التي ترتكب بحق الأطفال المتهمين في قضايا سياسية في مصر منذ 30 يونيو/حزيران 2013، وحتى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2014.

وقال التقرير الذي كان تحت عنوان "أطفال الاعتقال"، أشارت فيه إلى اعتقال 2170 طفلا على مدار العام، ما زال من بينهم 370 طفلا داخل أماكن الاحتجاز المختلفة، فيما قتل 217 طفلا طوال الأشهر الأحد عشر، ووقعت انتهاكات بحق 948 طفلا، من بينهم 78 حالة عنف جنسي ضد الأطفال.


استغلال الأطفال للدعاية للسيسي في 2014 (العربي الجديد)



اقرأ أيضا:انتهاكات بحق 339 طفلاً مصريّاً خلال سبتمبر