شدد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على أهمية مشاركة المصريين في الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في مارس/ آذار المقبل، بقوله "أوعى تسيب حقك لغيرك، وانزل عشان ضميرك يبقى مستريح، قول اللي أنت عايزه.. دستور 2014 اتعمل بشكل متقدم، ومتطور، عشان يحقق آمال المصريين".
وأضاف السيسي، في كلمة له بمؤتمر "حكاية وطن"، لاستعراض حصاد فترته الرئاسية، اليوم الجمعة: "في ناس بتقول مش عاجبنا أداء مجلس النواب، وبتقول فين التشريع والرقابة؟ هذا لا يليق.. يا ريت كل واحد يشوف دوره، وينفذه بجدارة، وكفاءة.. والانتخابات كانت حرة، و50% من النواب الحاليين جُدد".
واعتبر السيسي ما حدث في أحداث 30 يونيو/ حزيران كان "إرادة للشعب"، وأن تحركه لضبط الأمن في الشارع كان بـ"شرعية شعبية"، من خلال خروج المصريين لتفويضه بمحاربة "الإرهاب المحتمل" في 26 يوليو/ تموز 2013، مشيداً بموقف السعودية خلال ذلك التوقيت، وتعاملها مع المجتمع الدولي لدعم مصر.
واستشهد السيسي بما فعله العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز، ووقوفه إلى جانب نظامه، بإصدار بيان قوي رافض للمساس بمصر، واصفاً موقف المملكة مع مصر بـ"الشريف"، بالنظر إلى دور وزير الخارجية السعودي الراحل، الأمير سعود الفيصل، وسفره إلى العاصمة الفرنسية، باريس، لدعم مصر خارجياً.
وقال السيسي إن "مؤسسات الدول التي تُهدم لا تعود مرة أخرى، وإن ظلت موجودة، فلا تستطيع القيام بعملها، بدليل الأوضاع في دول أخرى.. انظروا لأفغانستان، وما تعانيه منذ 40 عاماً، والصومال بقالها 25 سنة.. هدم المؤسسات يفتح الباب أمام كل العناصر الأخرى، وما تحقق لدينا في ظل الظروف اللي عاشتها مصر عظيم جداً"، على حد زعمه.
وعن علاقته "الجيدة" مع المسيحيين، قال إن "تعامله مع الأقباط ليس من قبيل السياسة، وإنما من مبعث ديني يأمر بمعاملتهم مثل المسلمين، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم"، متابعاً "معاملتي مع أشقائي المسيحيين ده هو دينّا الحقيقي العظيم جداً.. اللي إحنا أسأنا ليه، وخليناه بالصورة اللي انتم شايفينها.. وأنا حاطط ربنا في كل تصرفاتي، ومعاملاتي معاكم!".
وقال الرئيس المصري إن طائرة وزيري الدفاع والداخلية ضربت من مزارع شمال سيناء، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأضاف السيسي "إحنا بنشيل بيوت الناس، رغم انهم حابين يكونوا موجودين هناك، وده لأننا مش قادرين على الناس دي.. لو حد سقط خطأ، بيتم التعويض، وهايبقى فيه جهد لعودة الدولة بسيناء".
وأضاف السيسي "إحنا بنشيل بيوت الناس، رغم انهم حابين يكونوا موجودين هناك، وده لأننا مش قادرين على الناس دي.. لو حد سقط خطأ، بيتم التعويض، وهايبقى فيه جهد لعودة الدولة بسيناء".
وتابع: "مطار العريش اتفقل خلال السنوات الثلاث الأخيرة، عشان ماحدش يقرب للأهالي، وبنعمل حرم أمن للمطار حتى يعود بلا تهديد.. لازم الدولة تعود، وكتير من أهلنا هناك معذورين، ولسه ما بدأناش استخدام العنف الشديد، والقوة الغاشمة الحقيقية للقضاء على الإرهاب، وهاتشوفوا ده الفترة الجاية".
وزعم السيسي أنه "مافيش بيت طلعت منه طلقة في سيناء، وخلينا القوات تشيله، ومافيش مزرعة طلعت منها طلقة، وخلينا القوات تشيلها.. ولن نسمح باستمرار هذه الأوضاع، وإحنا غاشمين في استخدمنا للقوة أوي عشان مش هانسمح بشيء آخر هناك.. أهلنا في سيناء لازم يساعدونا بجد، عايز سيناء تبقى مع مصر".
ومضى قائلا: "اتخذنا إجراءات لاستعادة قوى الدولة الشاملة، حيث تطورت القدرة العسكرية للجيش المصري، وأصبحت مختلفة تماماً عما كانت عليه في السابق.. وده عشان نحمي بلدنا، والسلام اللي قولت عليه.. ليبيا فناء خلفي لنا، وأي حد في وضعنا كان هايقوم بعمل عسكري فيها، طبقاً لحسابات السياسيين والاستراتيجيين.. لكننا تعاملنا بشكل مختلف، دون تقصير في أمننا القومي.. ومن يقترب من حدودنا، فنحن جاهزون له".
وقال السيسي إن "مصر لم تكن لديها أي معلومات أو خريطة عن تطور الجماعات الإرهابية خلال السنوات الماضية، وأنا يومين، وهامشي أروح عند ربنا.. عينك يا مصري على بلدك، أوعى بلدك تروح منك.. خلوا بالكو منها، ولا يجب السماح بالنيل من مصر مهما يكن.. بعد الثورة ناس خرجت من السجون، وأخدت عفو، وفيه ناس شهيتها الاعتداء على الآخرين، وإنها تقتل وتفجر".
وزاد في حديثه: "فيه بؤرة إرهابية موجودة في سيناء، لكن كان فيها نسب كبيرة من الشر والأسلحة والمتفجرات، وتم تدريبها بحيث يستنزفونا لأكثر من 3 سنوات.. حد قال بنتكلف كام شهرياً عشان ده، مش بتكلم في فلوس، بتكلم عن ولاد مصر.. شباب من الصعيد والريف والقاهرة، هناك من 12 أو 13 ألفًا ما بين مصاب يعود، ومصاب لا يعود، ولازم نخلي بالنا من اللي فقد جزء من جسمه، ولا عينه، كل دا جرح في جسم مصر.. عشان كده مصرين على القضاء على الإرهاب، وماندفعش أثمان بالشكل ده تاني".
واستطرد قائلاً: "عشان نفض الارتباط بين سيناء وقطاع غزة، كان لازم نشيل مباني، لأنه فيه أنفاق تمتد لأكتر من 3 كيلومتر.. في مصر بنكافح الإرهاب بجد، يعني مش بوشين، لأ بوش واحد.. من سنتين قطعنا الفاصل للحفاظ على بلدنا، وخلصنا 1.5 كيلو (إشارة لتهجير الأهالي)، وسبب التجرؤ على مصر هو حدوث ثورتين.. مكانة مصر وهيبتها تتراجع عند أول مظاهرة تطلع".
وعن تفاقم أزمة سد النهضة، قال السيسي: "الدولة أدارت الموضوع من خلال تفهم الآخرين، وإحنا عايزين يكون عندهم تنمية، ويكون عندهم كهرباء، ويعيشوا.. تفهمنا ده مقابل عدم المساس بحصة مصر من مياه النيل.. وسنعمل على أكبر برنامج لمعالجة مياه الصرف الزراعي والصناعي في مصر، لإعادة استخدام المياه بشكل آمن بتكلفة تتراوح من 120 إلى 150 مليار جنيه".
وواصل السيسي: "لما تتخلوا عن رئيس الجمهورية مش هايبقى عنده سياسة مستقلة، لما تتخلوا عن الدولة مش هايبقى عندها سياسة مستقلة.. إحنا أقوياء بيكم أنتم يا مصريين، ولدينا علاقات متوازنة مع الجميع.. حافظوا على هويتنا، بعد ما مؤسساتنا رجعت بشكل كويس.. لكن لسه ماوصلتش لقدرتها اللي أنتم مستنينها.. كل ما نأهل، ونعلم، كل ما إمكاناتنا تزيد".
واختتم السيسي قائلاً إن "دور السينما في الحفاظ على البلاد، وتنميتها بشكل أكبر.. والسينما الحقيقية عليها أجر وثواب لا أحد يتخيله، حينما تدعو إلى الفضيلة، والقيم، والمبادئ"، معرباً عن ألمه من تداول أي ألفاظ بذيئة بوسائل الإعلام، أو أي حديث "مالوش لازمة"، حتى مع كل الدول المختلفة مع مصر، وتسيء إليها.