حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، من ملاقاة لبنان "مصير سورية" على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها حالياً للمطالبة بالتغيير.
وقال السيسي "المنطقة العربية تعاني من تسلسل في الأزمات بشكل مستمر، وكل أزمة أصبح يترتب عليها أزمة أخرى... وما نراه في لبنان هو تداعي نتيجة بعض القرارات، ولكن ماذا إذا تطور الموقف أكثر من ذلك؟ ولاقى لبنان مصير سورية التي نزح الملايين من أراضيها"؟
وقال السيسي "المنطقة العربية تعاني من تسلسل في الأزمات بشكل مستمر، وكل أزمة أصبح يترتب عليها أزمة أخرى... وما نراه في لبنان هو تداعي نتيجة بعض القرارات، ولكن ماذا إذا تطور الموقف أكثر من ذلك؟ ولاقى لبنان مصير سورية التي نزح الملايين من أراضيها"؟
وأضاف السيسي، على هامش جلسة "تعزيز التعاون بين دول البحر المتوسط" ضمن فعاليات "منتدى شباب العالم"، اليوم الأحد، أن "لبنان يستضيف نحو مليوني لاجئ من سورية جنباً إلى جنب مع مواطنيه، ولكن ما هو الموقف إذا تعقدت الأزمة الحالية بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة؟ ورأينا نزوحاً من لبنان -لا قدر الله- إلى دول أوروبا أو إلى بعض دول الجوار"؟
وزعم السيسي أن "الجيوش الوطنية ليس لها أهواءً أو مصالح سوى حماية الوطن، بوصفها المسؤولة عن الأمن والاستقرار داخل بلدانها، لقطع الطريق على أي دور للمليشيات المسلحة والمتطرفة"، مستطرداً "هناك بعض الدول التي تسعى لتنفيذ أجندتها في دول أخرى، والدولة الوحيدة التي نجت من المصير الصعب الذي يواجهه العديد من دول الجوار هي مصر".
وبدأ اللبنانيون، في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انتفاضة غير مسبوقة، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتوجّه الحكومة إلى فرض ضرائب جديدة.
وقدّم رئيس الحكومة سعد الحريري في 29 أكتوبر/تشرين الأول استقالته، إلى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، مشيراً إلى أنها تأتي بعدما وصل إلى طريق مسدود، ونزولاً عند رغبة الشعب اللبناني، الذي خرج في تظاهرات حاشدة غير مسبوقة، ضدّ الفساد والسرقة والأزمة الاقتصادية المستفحلة.
وقدّم رئيس الحكومة سعد الحريري في 29 أكتوبر/تشرين الأول استقالته، إلى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، مشيراً إلى أنها تأتي بعدما وصل إلى طريق مسدود، ونزولاً عند رغبة الشعب اللبناني، الذي خرج في تظاهرات حاشدة غير مسبوقة، ضدّ الفساد والسرقة والأزمة الاقتصادية المستفحلة.
وتابع السيسي: "ما حدث في ليبيا خلال السنوات الماضية جعلها أسيرة للمليشيات المسلحة والإرهابية في العاصمة طرابلس، ولا يصح أن نظل نعالج تلك الأمور من خلال مصالح كل دولة، لأن الهدف من الجيش الوطني هو حفظ الاستقرار والأمن داخل الدول، وعدم السماح بوجود قوة أخرى تتسبب في حالة من عدم الاستقرار، أو أن يحدث تنازع للاستقرار داخل الدولة نتيجة تنفيذ أجندة خارجية".
وزاد قائلاً: "لا بديل عن استعادة الدولة الوطنية لمكانتها مرة أخرى، وقلت هذا الكلام منذ 5 سنوات، وحذرت من أن النتائج ستكون كارثية على الجميع... وليبيا أصبحت معبراً للهجرة غير الشرعية، وتعاني من وجود قوى أخرى تنازع الاستقرار داخلها، فالحكومة الليبية بلا إرادة حرة حقيقية خلال السنوات الماضية... وأسيرة للمليشيات المسلحة والإرهابية في طرابلس، وهذا أقوله بمنتهى الصراحة!"، على حد تعبيره.
وواصل السيسي: "من مصلحة الجميع أن يعود الاستقرار مرة أخرى للإقليم بغض النظر عن المصالح الخاصة... وأمن مصر القومي مرتبط بشكل مباشر من الموقف في ليبيا، وكان الأولى بنا التدخل بطريقة مباشرة في ليبيا، خاصة أننا نملك القدرة على ذلك، ولكننا لم نفعل احتراماً للأوضاع في ليبيا... وقلنا يجب الحفاظ على الأخوة مع الشعب الليبي، لأنه لن ينسى تدخلنا بشكل مباشر في أمنه".
واستكمل في حديثه: "الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية خلال السنوات العشر الأخيرة أوجدت حالة من عدم التوازن الأمني في الإقليم... وكان هناك أنظمة قائمة، وحدثت حالة من العبث بها، وهو ما شهدنا آثاره في سورية وليبيا ومصر ودول الساحل والصحراء... ومطالبة مصر بعودة الدولة الوطنية لم تكن انحيازاً لأي طرف، وإنما من أجل عودة الاستقرار إلى المنطقة".
وادعى السيسي أن "مصر لديها ضيوف، وليسوا لاجئين، بغض النظر عن عددهم، سواء كانوا 5 ملايين أو 6 ملايين... والدولة المصرية نجحت في منع خروج أي مركب للهجرة غير الشرعية منذ سبتمبر/أيلول 2016 بسبب عودة الدولة الوطنية، واستعادة قدرتها بعد فترة من عدم الاستقرار عقب أحداث (ثورة) 2011"، متابعاً "نحن نجمع بين إدارة الدولة واستعادة قدرتها في ما يخص مكافحة الهجرة غير الشرعية".
وأردف بالقول: "الدولة المصرية وافقت على تواجد اللاجئين داخل أراضيها، ولا مشكلة إذا كانت النتيجة أن يواصلوا حياتهم في مصر، لأننا لن نتحمل أمام أنفسنا، وأمام التاريخ والإنسانية، أن نكون السبب في قتلهم، أو جمعهم في معسكرات... ومن غير المقبول أن يتم التعامل مع هؤلاء اللاجئين بشكل سلبي، لأن لهم تجارة وأشغالا وشركات في مصر على أفضل ما يكون".