السيسي يبدأ حملته الدعائية اليوم بمؤتمر رئاسي-عسكري-حكومي

17 يناير 2018
يريد السيسي الظهور بصورة القائد الذي يطالبه الجميع بالترشح(Getty)
+ الخط -

يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسمياً اليوم الأربعاء حملته الانتخابية للترشح لفترة رئاسية جديدة، قبل بدء فترة الدعاية الانتخابية الرسمية بنحو 40 يوماً. وتعقد رئاسة الجمهورية، بالتعاون مع الجيش وعدد من الوزراء، مؤتمراً بعنوان "حكاية وطن" في فندق "ألماسة" المملوك للجيش في ضاحية مدينة نصر، بحجة "حرص السيسي على تفعيل المشاركة الاجتماعية، وتعزيز الحوار مع المواطنين، وبصفة خاصة الشباب، ودورهم في مساندة جهود الحكومة لتنفيذ المشروعات القومية وخطط التنمية الاقتصادية".

المؤتمر، بحسب مصادر حكومية مطلعة، سيتمحور حول استعراض "الإنجازات" التي تمت خلال الفترة الرئاسية الأولى من عهد السيسي، إذ سيتحدث كل وزير، من المجموعتين الخدمية والاقتصادية في الحكومة، عن "كشف حساب الإنجازات" التي تحققت في وزارته أو قطاعه. كما سيتحدث عدد من ممثلي الهيئة الهندسية للجيش وقناة السويس وهيئة الرقابة الإدارية وغيرها من الجهات التي يعتمد عليها السيسي بشكل أساسي في إدارة الدولة. وسيتم تنظيم المؤتمر تحت إشراف مباشر من الدائرة الخاصة بالسيسي، التي تعد اللمسات الأخيرة لإعلان ترشحه رسمياً، إذ أصدر مدير مكتب رئيس الجمهورية ومدير الحملة، اللواء عباس كامل، تعليمات للحكومة بسرعة إصدار كتاب يتضمن "كشف حساب الولاية الرئاسية الأولى". وسيصدر الكتاب عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة الوزراء، وستتولى وزارة الشباب والرياضة توزيعه بالمساهمة مع جهات حكومية أخرى.

ووفقاً للمصادر فإن السيسي لن يتحدث بشكل مباشر خلال حضوره فعاليات هذا المؤتمر عن ترشحه للرئاسة، ولن يوجه خطاب ترشح للمواطنين بالمعنى المفهوم، بل سيكون المؤتمر عبارة عن "عرض مستمر وأحادي الجانب للإنجازات والمشروعات". وسيتحدث السيسي لفترات قليلة للرد على استفسارات المواطنين التي تم تجميعها إلكترونياً في إطار برنامج "اسأل الرئيس"، الذي استمر لمدة 6 أيام خلال يناير/كانون الثاني الحالي. ولن يحضر السيسي جميع فعاليات المؤتمر، الذي يستمر 3 أيام، وسيقام في ختامه حفل شعبي لمطالبته بالترشح للرئاسة في الصالة المغطاة في استاد القاهرة، حيث سيحضر غداً الخميس لقاء القمة المرتقب مع رئيس الوزراء الإثيوبي، هايله ميريام ديسالين، لكن لم يتضح حتى الآن ما إذا كان سيحضر أم سيتجاهل مؤتمر "نصرة القدس" الذي ينظمه الأزهر (تحت رعاية السيسي) في مركز الأزهر للمؤتمرات على بعد خطوات من فندق "ألماسة" اليوم وغداً، وهو المؤتمر الذي سيحضره الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي فضلاً عن شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية وممثلين للدول العربية والإسلامية.


ومن المقرر أن يظهر السيسي في خطاب آخر، بعد تقديم أوراق ترشحه للرئاسة رسمياً، سيقدم فيه ملخصاً للكتاب المذكور عن إنجازاته، كما يدرس مقترحات قدمت له بأن يكون عرض هذه الإنجازات من خلال حوار يجريه معه أحد الإعلاميين الأكثر شعبية، ثم يعلن ترشيح نفسه للرئاسة في خطاب منفصل. "يريد السيسي أن يظهر في صورة القائد الذي يطالبه الجميع بالترشح، أو من يحتم عليه القدر الاستمرار رئيساً للجمهورية، وليس كشخص يلهث وراء الرئاسة" بحسب المصادر، التي تؤكد أن حملات تأييد السيسي في المحافظات انتهت رسمياً من جمع أكثر من 150 ألف توكيل شعبي، وأنها ستستمر في الجمع "بهدف تحقيق رقم قياسي تاريخي يؤكد شعبية السيسي رداً على ادعاءات تراجع الشعبية، وعدم كفاية فترة تجميع التوكيلات المحددة من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات". ويترأس مدير مكتب السيسي لجنة مصغرة تضم المحامي محمد أبو شقة ومنسق الأكثرية النيابية "دعم مصر"، محمد السويدي، وعدداً من ضباط الاستخبارات، ستتولى جمع التوكيلات الشعبية التي تجمعها الأحزاب الموالية للنظام في المحافظات، وعلى رأسها أحزاب مستقبل وطن والمصريين الأحرار، فضلاً عن التزكيات النيابية التي تم تأمينها بالفعل من اليوم الأول لتوفير نماذج التزكيات، إذ قام نحو 500 نائب بتوثيق التزكيات للسيسي، بما في ذلك 3 نواب من 4 يمثلون حزب الحركة الوطنية، الذي يترأسه رئيس الوزراء الأسبق، أحمد شفيق.

ويرى مراقبون أن بدء السيسي حملته الانتخابية الرسمية بمؤتمر حكومي يستغل فيه جميع مؤسسات الدولة للدعاية له، بعيداً عن أنظار الهيئة الوطنية للانتخابات، التي أكدت أن رقابتها على الدعاية الانتخابية قاصرة على الفترة من 24 فبراير/شباط إلى 23 مارس/آذار، دليل حقيقي إضافي على هزلية الانتخابات الرئاسية المرتقبة، وعدم قابليتها للتنافس الجاد الحر، وهو الوصف الذي أطلقه عليها النائب السابق، محمد أنور السادات، والمرشح الرئاسي الأسبق، عبد المنعم أبو الفتوح، اللذان أعلنا، خلال اليومين الماضيين، عدم خوضهما الانتخابات. وقال مصدر سياسي قريب من المرشح المحتمل، خالد علي، إن حملته قدمت حتى الآن 5 شكاوى إلى الهيئة الوطنية للانتخابات عن عمليات دعاية غير مشروعة في الشوارع ووسائل الإعلام، واستخدام المال والوعود الانتخابية المادية لحشد موثقي التوكيلات للسيسي، وأنها ستتقدم بعدد من الشكاوى الإضافية ضد هذا المؤتمر الدعائي الذي سيبدأ اليوم، إلاّ أن الهيئة الوطنية لم تحرك ساكناً حتى الآن. وتحاول حملة خالد علي جاهدة جمع 25 ألف توكيل، بواقع ألف توكيل على الأقل من 15 محافظة، لتأمين متطلبات خوض الانتخابات قبل غلق باب الترشح في 29 يناير الحالي، لكن مصدراً في وزارة العدل قال إن خالد علي جمع حتى الآن بضعة آلاف من التوكيلات، واستطاع تأمين الحد الأدنى للتوكيلات (ألف توكيل) في 3 محافظات، هي القاهرة والإسكندرية والجيزة، لكنه لم يكمل الحد الأدنى في أي محافظة أخرى.