وأضاف السيسي، في احتفال لعيد العمال، اليوم الأحد، أن مصر "تمضي على مسارات متوازية" بدعوى "تعويض ما فاتها، واللحاق بركب التقدم"، منوهاً إلى أن التحديات التي واجهت مصر خلال السنوات الماضية "تنوء بحملها الجبال، وما كان لها الصمود أمامها إلا بفضل الله، وصلابة معدن شعبنا، وتكاتفه في الشدائد".
ووجه السيسي التحية لـ"كل عامل على أرض مصر، وكل مواطن شريف مكافح يدرك قيمة العمل، ويقدرها، ويبذل الجهد الصادق والدؤوب من أجل أسرته ووطنه، بهدف بناء مستقبل أفضل، ونشر الخير والنماء"، مستطرداً: "عملنا إجراءات اقتصادية صعبة جدا، ماكنتش ممكن ماتتعملش، وإلا كانت التحديات التي ستنجم عنها صعبة جداً".
وتابع: "الذين تحملوا نتائج هذه الإجراءات هم الناس البسيطة، وعمال وعاملات مصر، وكان سبب هذا التحمل ده حاجتين، أولها نجاح البرنامج، ثم صورة مصر أمام العالم كله"، على حد زعمه، مشيداً بدور العمال خلال فترة ولايته الأولى، و"مساهمتهم بحفر قناة السويس في سنة واحدة، وعمل محطات الكهرباء في عامين، وشبكة الطرق التي ما زال يجرى استكمالها".
وزاد في كلمته: "الشغل الكثير اللي حصل بيأكد حاجة واحدة.. إن اللي في مكاني مايقدرش يعمل حاجة من غيركم.. أنتم عمال وعاملات مصر تقومون بهذا الدور، وبقولكم هاتتعبوا معايا أكتر"، مطالباً العمال بالاهتمام بالانتخابات النقابية المقبلة، و"العمل على اختيار الأصلح لها".
وخاطب الرئيس المصري العمال، بقوله: "إذا كنتم عايزين نطلع قدام في كل مجال اختاروا كويس.. واختاروا اللي عنده منطق سليم، وإنصاف، وأمانة، لأنه لما ينصفك هاينصف مصر.. والانتخابات النقابية مش أمر بسيط، وده صوتكم.. وفي كل انتخابات أوعوا تستهينوا بالموضوع ده، وبعدين تقولوا إحنا ظلمنا أنفسنا!".
وأضاف أن "من حمى مصر هو شعب مصر، وكل بيت مصري بسيط قدم ابنه إلى الجيش أو الشرطة بغرض حماية بلده.. فالشعب هو من قدم التضحيات من أجل هذا الوطن"، مدعياً أن مهمته الأساسية على مدار السنوات الأربع الماضية كانت تتمثل في "تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها، واستعادة الاستقرار الضروري لمواصلة التقدم".
وقال السيسي: "لا حل لمشكلاتنا إلا من خلال المواجهة الواقعية لها، ولم يكن ممكناً أن نستمر في الحلول الوقتية، والمسكنات العابرة، تاركين المشكلات تزيد وتتعقد.. ولذلك، لم أتردد لحظة في اتخاذ القرارات اللازمة، لوضع قواعد متينة وحقيقية، تتيح لنا واقعاً مختلفاً، وتُحقّق آمالَنا في دولةٍ حديثةٍ متطورة".
كذلك، اعتبر أن حجم التقدم لشهادات "أمان" الخاصة بالعمال "متواضع جداً، لأن هناك شركات كبيرة تؤمن على عامليها، وبالتالي لم يتقدموا بها"، مسترسلاً "أنا ما أقدرش أتكلم في النقطة دي، والكلام ليا، وللدولة، والقطاع الخاص، ولكل من يهمه الأمر، بأن نتقدم بمعدلات أكبر من التي تحققت حتى الآن".
وأعرب السيسي عن تطلعه بسرعة لانتهاء مجلس النواب من إصدار قانون العمل الجديد، الذي "يهدف لتحقيق الأمان والاستقرار الوظيفي لعمال القطاع الخاص، وتعزيز أصحاب الأعمال "الشرفاء" لدورهم في حل مشكلات العمال، وصون حقوقهم، والاضطلاع بمسؤولياتهم الاجتماعية تجاه العمال، وتجاه الوطن".
وكرم السيسي 10 من قدامى النقابيين، "ممن أثروا العمل النقابي بفكرهم وعملهم لخدمة العمال"، بمنحهم وسام العمل من الطبقة الأولى، فضلاً عن اثنين من العاملين المحالين على المعاش بوزارة القوى العاملة، بشأن "إسهامهما في مسيرة العمل، وخلق بيئة لاستقرار علاقات العمل طوال شغلهما لوظيفتهما".
من جهته، زعم وزير القوي العاملة، محمد سعفان، أن "السيسي نجح في استعادة الدولة، وتثبيت دعائمها"، مضيفاً "لا ننسى دور رجال الجيش والشرطة في استعادة أرض سيناء، وقريباً سنحتفل بإعلان أرض سيناء خالية من الإرهاب".
وقال سعفان إن "الانتخابات النقابية العمالية ستتم على مرحلتين في مايو/ أيار المقبل"، منوهاً إلى أن "مصر لم تدرج هذا العام في قائمة المخالفات الصادرة من منظمة العمل الدولية، على خلاف العام الماضي".
وتابع أن "وزارته تسعى بكل أجهزتها إلى إيجاد علاقات عمل عادلة ومتوازنة بين العامل وصاحب العمل، ليحصل كل طرف من خلالها على حقوقه، ويلتزم بأداء واجباته من خلال قانون جديد تم وضعه يضمن الأمان، والاستقرار داخل منظومة العمل"، حسب تعبيره.