وقال ممثل السيستاني في كربلاء، عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة، إن البصرة تعد مورداً مهماً للعراق، وليس من المقبول، ولا من الإنصاف، أن تكون من أكثر مناطق البلاد حرماناً، موضحاً أن المحافظة هي الأولى من ناحية التضحيات، وأن شوارعها لا تزال تحتضن صور قتلى الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأشار الكربلائي الى أن ما حدث في البصرة كان نتيجةً لتراكم الفساد، داعياً المسؤولين العراقيين إلى التعامل بجدية مع حاجات المواطنين، والعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه بصورة عاجلة، ووضع برنامج مدروس لحلّ بقية المشاكل.
وشدّد ممثل السيستاني على ضرورة اتباع سياسة حازمة تجاه الفاسدين، ومنع استحواذهم على موارد العراق بطرق ملتوية، مطالباً بالاستعانة بالخبرات من أجل الوصول الى حلول جذرية للأزمات الراهنة.
وخاطب الكربلائي المتظاهرين بالقول "يرجى من المواطنين عدم اتباع وسائل غير سلمية في التعبير عن احتجاجاتهم، وعدم السماح لغير المنضبطين بالتعدي على الأموال العامة أو الشركات المتعاقدة مع الحكومة العراقية، لأن أي ضرر يصيبها سيعوض من أموال الشعب نفسه".
إلى ذلك، حاصر مئات المتظاهرين ميناء أم قصر بمحافظة البصرة، ومنعوا مرور الشاحنات إليه وفقاً لمصدر في شرطة البصرة قال لــ"العربي الجديد" إن القوة المسؤولة عن أمن الميناء أرسلت وفداً للتفاوض مع المحتجين، لكن دون جدوى.
وأشار إلى قيام المحتجين بإطلاق شعارات مناوئة للحكومة وسياساتها التي وصفوها بالفاسدة في البصرة، مبينين أنهم لن يغادروا أماكنهم ما لم تتم تلبية جميع مطالبهم.
في هذه الأثناء، تحاول الحكومة العراقية امتصاص النقمة الشعبية ضدها في محافظة البصرة.
ووجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي وصل إلى البصرة صباح اليوم الجمعة، بحلّ مشكلة الحراس الأمنيين الذين يعملون في الشركات النفطية. وذكر بيان لـ"خلية الإعلام الحكومي" أن هذا القرار صدر بعد لقاء العبادي مع مدير شرطة نفط الجنوب.
وكانت مصادر محلية بالبصرة قد أشارت في وقت سابق اليوم إلى أن نطاق التظاهرات اتسع الليلة الماضية ليشمل مناطق جديدة، لافتة إلى تجمع مئات المتظاهرين أمام مجلس مدينة الزبير (غرب البصرة)، وتلويحهم باقتحام مبنى المجلس، في حال لم تتم الاستجابة إلى مطالبهم.