تعليق السيستاني جاء عقب مخاوف وتحذيرات أطلقها سياسيون عراقيون، حذروا من مغبة جرّ العراق نحو حرب بالنيابة بين واشنطن وطهران.
ونقل موقع المرجع تصريحات عن مصدر مسؤول في مكتب المرجع قوله إن "المرجعية الدينية العليا إذ تدين هذا الاعتداء الآثم الذي استهدف جمعاً من المقاتلين المنضوين في القوات العراقية الرسمية، وأدّى إلى استشهاد وجرح عدد كبير منهم، فإنها تشدّد على ضرورة احترام السيادة العراقية وعدم خرقها بذريعة الردّ على ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف".
وشدد على أن "السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها"، داعياً الحكومة إلى "ذلك، والى العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية".
وقصفت القوات الأميركية، ليل أمس، مقار لـ"كتائب حزب الله"، أحد أبرز المليشيات الموالية لإيران في البلاد، رداً على قصف قاعدة أميركية بكركوك ومقتل متعاقد أميركي فيها.
حراك إيراني
وأجرت طهران حراكاً دبلوماسياً اليوم، عبر سفيرها في العراق، الذي التقى بالرئيس العراقي برهم صالح، حيث بحث الجانبان القصف الأميركي.
وبحسب بيان رئاسي، فإن الجانبين أكدا على أن "بقاء العراق مستقراً مستقلاً هو دعامة أساسية للأمن والتفاهم الإقليمي، وساحة لتلاقح المصالح الدولية".
وشددا على "أهمية دعم استقرار العراق واحترام الإرادة الوطنية العراقية في الإصلاح دون التدخلات الخارجية".
ودعا صالح إلى "ضرورة تأمين حماية البعثات والسفارات والقواعد العسكرية العراقية والقوات الدولية المساندة لجهود العراق بمواجهة الإرهاب".
في غضون ذلك، اعتبر المجلس الوزاري للأمن الوطني القصف الأميركي "خرقاً للسيادة العراقية"، وأنه "سيدفعنا باتجاه مراجعة علاقاتنا وسياقات العمل أمنياً وسياسياً وقانونياً، بما يحفظ سيادة البلد".
وقال المجلس في بيان صدر عقب اجتماع طارئ عقده مساء اليوم، بشأن تداعيات القصف، إن "الحكومة العراقية إذ تدين هذا العمل، وتعده خرقاً لسيادة العراق، وتجاوزاً خطيراً على قواعد عمل قوات التحالف، ومنها القوات الأميركية، بالانفراد بعمليات دون موافقة الحكومة العراقية، فضلاً عن كونه استهدافاً لقوات عراقية ماسكة لجبهة مهمة على الحدود ضد "داعش"، وهو ما يعرض أمن وسيادة العراق للخطر، ويهدد أيضاً أمن الجميع دون استثناء".
وشدد أن "حماية العراق ومعسكراته والقوات المتواجدة فيها والممثليات هي مسؤولية القوات الأمنية العراقية حصراً، وهي التي تقرر الحاجة إلى الاستعانة بشركائها لا أن يقوم الآخرون، ومهما كانت المبررات، بشكل منفرد وبالضد من إرادة الدولة العراقية ومصالحها العليا"، معبراً عن رفضه لأن "يكون العراق ساحة اقتتال أو طرفاً في أي صراع إقليمي أو دولي".
وأشار إلى أن "هذا الاعتداء الآثم المخالف للأهداف والمبادئ التي تشكل من أجلها التحالف الدولي يدفع العراق إلى مراجعة العلاقة وسياقات العمل أمنياً وسياسياً وقانونياً، بما يحفظ سيادة البلد وأمنه، وحماية أرواح أبنائه، وتعزيز المصالح المشتركة".
روسيا: تبادل الضربات غير مقبول
إلى ذلك، اعتبرت روسيا، الإثنين، أن القصف الصاروخي على قاعدة عسكرية في العراق والرد الأميركي، الذي تلاه بضربات جوية، هو أمر "غير مقبول".
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنها "تعتبر تبادل الضربات بين (كتائب حزب الله) والولايات المتحدة في العراق وسورية غير مقبول ويأتي بنتائج عكسية"، داعية "كل الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ إجراءات أخرى يمكن أن تزعزع بقوة استقرار الوضع العسكري والسياسي" في المنطقة.