السيدة العجوز.. هل حان وقت العُرس الأوروبي؟

25 مارس 2015
+ الخط -


هل هناك مقاييس لتقييم الفرق الكبيرة؟ يقول المدرب ليبي أن الإجابة تدور حول ثلاثة عوامل للحكم على جودة الأباطرة، أولها التكتيك، الذي لا يقتصر على التشكيلة الأساسية وحسب، بل من الممكن أن يلعب الفريق بتشكيلة واحدة قادرة على أداء أكثر من خطة واستراتيجية داخل الملعب في آن.

ويأتي بعد ذلك الجانب التقني، المتمثل في قدرات كل لاعب، الناحية الإيجابية والسلبية لديه، وهل يستطيع اللاعب أن يؤدي دوره الكامل داخل الملعب أم لا. وفي النهاية عقلية الفريق الفائز، الذي يرغب في حصد كل البطولات التي يلعب للفوز بها، ولا يضع في حساباته أي أعذار أو حجج، في سبيل الوصول إلى منصات التتويج.

وفريق يوفنتوس الحالي تنطبق عليه هذه المقومات محلياً، وبالتحديد في بطولة الكالتشو الإيطالي، الدوري الذي يتسيّده زعيم تورينو بالطول والعرض منذ فترة ليست بالقليلة، لكن علامات الاستفهام تزايدت خلال السنوات الماضية، حول قدرة الفريق على تحويل الدفة إلى القارة العجوز، حتى صارت الأمور أسهل هذا العام، ووصل الفريق إلى ربع النهائي، ليواجه أسهل المنافسين في دور سيقوده في الغالب إلى نصف نهائي ذات الأذنين. ويبقى السؤال، هل الفريق قادر على مباغتة الكبار.

مرونة غير عادية
"لا يهم أبداً اسم الخطة أو المسمى الخاص بالتكتيك، كل هذه الأمور تعتبر فرعية بالنسبة للنظام العام الذي يبني عليه المدرب فريقه". لذلك لم يتغير أداء اليوفي في سيجنال ايدونا بارك، بعد اصابة بول بوجبا وخروجه. حول أليجري الخطة سريعاً إلى ما يشبه ثلاثي دفاعي، خماسي وسط، ثنائي هجومي، أي أقرب لـ 3-5-2، بعد أن كانت 4-1-2-1-2.

ورغم غياب بيرلو ثم إصابة بوجبا، فإن اليوفنتوس لم يواجه مشاكل، لأنه يملك مجموعة قادرة على التكيف مع أي خطة، وتتلون فنياً وفق ظروف كل مباراة، وهذا الأمر يُحسب بشدة لعمق الفريق الذي يساعده في مثل هذه المواقف الصعبة. فماركيزيو لاعب وسط شامل، يستطيع شغل دور "الريجستا" بامتياز، ويجيد الحفاظ على الكرة تحت ضغط، وبالتالي عاد بضعة خطوات للخلف، ليتحول من المركز 8 بالملعب إلى المركز 4، المسؤول عن بناء الهجمات من الثلث الأول في الملعب.

أما الفرنسي الشاب بوجبا، فإنه وسط يتحرك في كل مراكز الوسط تقريباً، 4،6،8 وأيضاً المركز 10 كصانع لعب صريح، بسبب مجهوده الدفاعي الوافر وأدائه الهجومي الأنيق، رفقة الأرجنتيني بيريرا، الاسم الجديد المميز جداً كلاعب وسط هجومي على الطريقة الإيطالية "تريكوارتيستا"، مع قدرة على التحول لأسفل الأطراف.

فيدال أيضاً لاعب غير قابل للتصنيف، إنه "البوكس" الذي يبدأ المباراة أمام دفاعه، ثم تجده في القنوات الأمامية بين دفاعات المنافس، على طريقة القادمين من الخلف، لذلك يمتاز الفريق الايطالي بنخبة من أفضل لاعبي الوسط، تساعده على اللعب بأكثر من خطة دون التأثر بغياب أو إصابة لاعب أو اثنين.

الدفاع والهجوم
"إصابة لاعب وخروجه في مباراة كبيرة؟ لا مشكلة، مشاركة بارزالي ستحل كافة المعضلات"، يتحدث النجم القدير زامبروتا عن الحلول الدفاعية التي يتقنها الفريق الإيطالي، مشيراً إلى أن موقعة الأبطال أثبتت بالدليل القاطع سهولة الجمع بين فكرتي رباعي وثلاثي الدفاع في نفس المباراة، بوجود أسماء بقيمة بونوتشي، كيليني، بارزالي، لعبوا معاً لفترات طويلة، ومن الممكن الاستفادة بقدراتهم في مباريات الشامبيونز.

ومن الدفاع الوسط إلى الخط الهجومي الأخير، حيث يتواجد الثنائي يورينتي/ موراتا وتيفيز، في تجربة لا نشاهدها كثيراً هذه الأيام في الملاعب الأوروبية، فريق يلعب باثنين من المهاجمين بالثلث الهجومي الأخير. فكرة الثنائي الهجومي التي يلعب بها اليوفي تفيده كثيراً في مباريات عديدة، وجود تيفيز وموراتا في الأمام، كل مهاجم بجوار الآخر، مع التحرك المستمر في مسافات قريبة يجعل دفاع الخصم مرتبك في أغلب الأوقات.

يقول أريجو ساكي عن الأباتشي الأرجنتيني "تيفيز لاعب من طينة روبرتو باجيو، صحيح أنه أقل مهارة، لكنه من النوعية التي تحمل فريقها على عاتقها في المباريات المصيرية"، ودور كارليتوس هذا الموسم عبقري بحق، لأنه لا يكتفي بتسجيل الأهداف بل يصنعها لنفسه، ليتحول إلى مهاجم متكامل ولاعب وسط إضافي عند الحاجة، في سبيل السيطرة والحيازة على المنتصف، من 4-4-2 إلى 4-5-1 يهدف أليجري.

الخوف من؟
خطة 3-5-2 القديمة كان بها بعض المشاكل، خصوصاً على مستوى الفراغات الكبيرة أسفل الأطراف، أو المساحات الواقعة بين الظهير المتقدم والمدافع الثالث، لذلك تتطلب هذه الأمور مجهودا شاقا جداً من الظهيرين الـ Wing backs بسبب المسافة الكبيرة التي يقطعها بين الدفاع والهجوم.

ولكن هذه المشاكل قلت بعض الشيء بعد التحول إلى خطة رباعي الدفاع، وأصبح إغلاق الملعب عرضياً أمرا أكثر سهولة، خصوصاً مع الانتشار المثالي للاعبي الوسط الذين يمتازون بمرونة الحركة وقوة التمركز في وبين الخطوط، وهذا ما تم إنجازه أمام دورتموند ذهاباً وإياباً.

لكن لا يزال اليوفي فريقا داخليا بعض الشيء، أو كما يعرف تكتيكياً بالـ Inside، أي يلجأ لاعبوه إلى مركزية اللعب بشكل ما، بمعنى الاعتماد على بناء الهجمة وتخطيط الهجوم من عمق الملعب. ورغم أن بوجبا، بيريرا، أسماء تجيد التحول إلى الأطراف، إلا أنها في النهاية ليست أجنحة صريحة، لتبقى المشكلة الحقيقية في إمكانية ضرب الظهيرين باللاعبين البارعين في القطع الخاطف من الطرف إلى العمق.

لذلك إذا واجه خصم قوي على الأطراف Outside team مثل بايرن ميونخ، فإن هذه المواجهة ستكون صعبة وقاسية على يوفنتوس، لأن البافاري يلعب على الأطراف أفضل من الجميع، كذلك فريق قوي في المرتدات كريال مدريد أو أتليتكو مدريد، ووضح هذا الأمر بوضوح خلال مرحلة المجموعات، حينما فشلت السيدة العجوز في الفوز على كتيبة سيميوني في مباراتين.

المساهمون