عمّق مانشستر سيتي من جراح بطل الدوري الإنجليزي لكرة القدم تشلسي، إثر تحقيقه الفوز عليه في قمة الجولة الثانية من البطولة بنتيجة 3-0، والتي كان مسرحها ملعب الاتحاد، والذي شهد إضافة مدرج جديد يتّسع لستة آلاف متفرج، ليصبح ثامن أكبر الملاعب في إنجلترا والثالث في البريمييرليغ.
سيطرة للسيتي وتقدّم مستحقّ:
بداية المباراة كانت إنذاراً قوياً من جانب أصحاب الأرض، حيث ضرب الإسباني ديفيد سيلفا دفاعات تشلسي بتمريرة سحرية، وصلت إلى الأرجنتيني أغويرو، لكن تسديدته وجدت الحارس أزمير بيغوفيتش، الذي شارك مكان الحارس الأساسي تيبو كورتوا بسبب الطرد الذي تلقاه الأخير في الجولة الماضية، وصلت الكرة بعدها إلى خيسوس نافاس إلا أنه لم يعرف طريق الشباك. تألق البوسني بيغوفيتش استمر حيث وقف سداً في مناسبتين أيضاً أمام المهاجم الأرجنتيني أغويرو، حيث تصدى لكرتين أرضيتين قويتين لينال الثناء من الجماهير وزملائه وحتى لاعبي السيتي.
وبعد دقائق من الصراع في الوسط، نجح أغويرو في فك شيفرة الحارس البوسني في الدقيقة 31، وذلك بعد تبادله الكرة مع زميله الإيفواري يايا توريه، ليطلق تسديدة يسارية زاحفة سكنت شباك البلوز، ليعلن السيتي إصراره على التقدم في اللقاء. وقبل 4 دقائق على نهاية الشوط الأول، شهد اللقاء أخطر هجمات تشلسي، وذلك بعد أن أطلق الإسباني سيسك فابريغاس تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، لكن كرته لم تكن دقيقة باتجاه الخشبات الثلاث. وكاد المدافع مانغالا أن يضيف الهدف الثاني لأصحاب الأرض والجمهور، بعد أن ارتقى لكرة طولية من ركلة حرة لُعبت إلى داخل الصندوق، لكن كرته تهادت بعيداً عن الشباك.
وفي نظرة فنية على مجريات الحصة الأولى، نجحت كتيبة مانويل بيلغريني في فرض أسلوبها على نسق المباراة، حيث دخل المدرب التشيلي اللقاء بنظام 4-2-3-1 ليبسط سيطرته على أرضية الميدان، حيث تسبب جناحا السيتي بمشاكل كبيرة للصربي ماتيتش، ما أرهق أيضاً العمق الدفاعي للبلوز، خاصة في ظل تأخر فابريغاس عن التغطية الدفاعية، في حين كان السيتي يضغط على حامل الكرة معتمداً على لعبة الدفاع المتقدم، وكان العامل الأهم هو سرعة لاعبي الأطراف ومساندة توري لرأس الحربة أغويرو، الذي كان يخرج لاستلام الكرة من خارج منطقة الجزاء.
الطرف الأفضل تفوّق ثانيةً:
انطلاقة الشوط الثاني كانت أيضاً نارية من السيتي، لكن الهجمة الأولى الخطيرة مرّت برداً وسلاماً على رجال البرتغالي جوزيه مورينيو، الذين حاولوا بعد ذلك استعادة زمام الأمور، وهز شباك الدولي الإنجليزي جو هارت، لكن دفاعات مانشستر بقيت صامدة ومتماسكة بقيادة قائد الفريق البلجيكي فينسينت كومباني، ثم أتبعها زملاؤه بهجمة مميزة، لكن الكرة وصلت في النهاية إلى يديّ بيغوفيتش، الذي أمسك بتسديدة توريه بكل ثقة. وبعد تبديل راميريس ودخول غواردادو كاد صاحب الهدف الأول أغويرو قريباً من قتل المباراة بتسديدة قوية من خارج المنطقة، لكن كرته أضاعت طريق الشباك.
خطورة تشلسي في الفترة الثانية من القمة النارية كانت في الدقيقة 69، على أثر هجمة مرتدة سريعة، إذ وصلت الكرة إلى دييغو كوستا، الذي تواجد داخل منطقة الجزاء، فراوغ المدافعين ومررها إلى إدين هازراد الذي حاول التسجيل، لكن هارت كان في الموعد وأنقذ مرماه من هدف محقق. وبعدها هبط نسق المباراة قليلاً، إلى أن ضرب كومباني شباك البلوز بهدف ثانٍ من رأسية أشعلت أرضية ملعب الاتحاد. وحاول توريه إضافة الهدف الثالث لكن بيغوفيتش كان بالمرصاد وذاد عن مرماه بشكل رائع. واختتم البرازيلي فيرناندينيو مهرجان الأهداف بعد إطلاقه قذيفة قوية سكنت شباك بيغوفيتش، بعد خطأ دفاعي قاتل.
الطرف الأفضل في المباراة استحق الفوز، فمانشستر سيتي في الـ45 دقيقة الثانية عرف كيف يصارع تشلسي، وذلك عبر إغلاق المناطق والاعتماد على السرعة، إضافة إلى ذلك غابت اللمسة الأخيرة لدى مهاجمي البلوز بالإضافة إلى افتقار معظم اللاعبين للتركيز والمستوى المعهود، لا سيما هازارد الذي لم يتمكن من اختراق الدفاعات العاتية للسيتي. بدوره أثبت بيلغريني أنه جاهز لاستعادة اللقب هذا الموسم، عبر التحضير من الخلف، والاعتماد على الأجنحة بشكل أساسي في عملية الاختراق لإيصال الكرة إلى رأس الحربة، أو تمرير الكرة إلى اللاعب المنطلق من الخلف.
اقرأ أيضاً: لماذا يصر مورينيو على التعاقد مع بابا الأفريقي؟