تتزايد التسريبات في الساعات الماضية حول احتمال استضافة السويد القمة المحتملة بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في مايو/أيار المقبل، بعد الإعلان، مساء الجمعة، عن أن وزير خارجية كوريا الشمالية، ري يونغ هو، سيحضر إلى استوكهولم "في أقرب وقت ممكن" للالتقاء بنظيرته مارغوت فالستروم.
وتفيد المعلومات الآتية من استوكهولم أن العرض السويدي لاستضافة القمة جاء في سياق زيارة رئيس الوزراء ستيفان لوفين إلى واشنطن خلال الأيام الماضية، وخصوصاً أن السويد من الدول الأوروبية القليلة التي أبقت على سفارتها وعلاقاتها مع بيونغ يانغ منذ عام 1975، ولا تزال السفارة السويدية تمثل المصالح الأميركية والكندية والأسترالية في كوريا الشمالية.
وبحسب ما تسرب اليوم السبت، فإن زيارة الوزير الكوري الشمالي إلى المملكة الاسكندنافية "لم تكن مجدولة سابقاً، وربما تأتي في سياق التخمين حول مكان انعقاد القمة المحتملة"، وفقا لما تذكر صباح اليوم صحيفة "داغنس نيوهتر" السويدية.
وفي لقاء ترامب مع رئيس وزراء السويد ستيفان لوفين شكر الرئيس الأميركي السويد "على مساعدتها، بما فيها المفاوضات التي جرت بشأن الطالب أوتو فارمبير". ولا تزال استوكهولم تسعى لإطلاق ثلاثة أميركيين في سجون كوريا الشمالية، أتيح لدبلوماسيين سويديين الالتقاء بهم في أكثر من مناسبة.
ووفق مصادر صحيفة "داغنس نيوهتر" اليوم، فإنه "في الكواليس كان هناك سعي حثيث قبل إعلان كيم جونغ أون عن رغبته بعقد القمة مع ترامب، إذ أدت استوكهولم دورا في التهدئة، وأجريت لقاءات عديدة بين مسؤولين من كوريا الشمالية ودبلوماسيين سويديين في أكثر من مكان في يناير/كانون الثاني الماضي، بما فيها كندا لتخفيف التوتر".
ويتضح اليوم أن زيارة نائب وزيرة كوريا الشمالية هان سونغ رويل في 29 و30 يناير/كانون الثاني الماضي والالتقاء بوزيرة الخارجية فالستروم جاء ضمن السياق نفسه. ويكشف اليوم عن أنه في الفترة الفاصلة بين 19 و21 فبراير/شباط الماضي، تطورت الأمور، ما استدعى قيام فالستروم بنفسها برحلة سريعة إلى سيول للالتقاء بوزيرة الخارجية الكوية الجنوبية، كانغ كيونغ واها وسياسيين من كوريا الشمالية "وهو ما يجب النظر إليه كمقدمة للتطورات الأخيرة بالنبرة الإيجابية بين واشنطن وبيونغ يانغ"، بحسب المصادر السويدية للصحيفة نفسها.
وتكشف مصادر صحافية سويدية اليوم لـ"العربي الجديد" أن هذه الرحلة "غير الاعتيادية لوزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ هو تعني أن مسألة عقد القمة، والدور السويدي فيها، أصبحا أكثر جدية، سواء عقدت على الأراضي السويدية أم لا".
وكانت "واشنطن بوست" قد ذكرت في هذا السياق أن "السويد تعتبر مكاناً مناسباً للقمة، بينما تجري مناقشة انعقادها في منغوليا أو سويسرا".
وبالنسبة للدور السويدي، خلال الأزمات بين الغرب وكوريا الشمالية، فإنه لم ينقطع عن لعب دور الوسيط في أزمات عديدة.
ويتزايد في وسائل الإعلام الأميركية التركيز على إمكانية استقبال استوكهولم للقمة الأميركية الكورية الشمالية، وخصوصاً مع استعادة تاريخ السويد في عقد لقاءات بين الجانبين، وآخرها كان في 2016 على مستوى رفيع في قصر ستيننغا، شمالي استوكهولم، المعروف بضمه وفوداً متصارعة وأعداء حول العالم. وكانت تلك الاجتماعات قد عقدت برعاية "مركز أبحاث السلام"، سيبري.