وأُجريت الدراسة في الفترة الواقعة بين منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 ومنتصف إبريل/ نيسان الماضي، وشملت 800 شاب، مقسّمين بالتساوي بين ذكور وإناث، تراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً، وموزّعين حصصياً بنحو متماثل، بالنسبة إلى مكان إقامتهم. فشملت الدراسة مناطق سيطرة المعارضة ومناطق النظام السوري، بالإضافة إلى الشباب السوري الموجود في تركيا ولبنان والأردن وأوروبا.
وفضّل 74.4 بالمائة من الشباب، وجود تشريع مدني للحياة الاجتماعية، موحّد، لجميع السوريين، ودعم 84.3 بالمائة منهم حصول أولاد المرأة السورية على الجنسية السورية، إذا كانوا من أب غير سوري.
ونظر الشباب السوري بمرونة تجاه القضايا الدينية، على اعتبار أنّها خيار شخصي، ورأت النسبة الأكبر من الشباب (84.3 في المائة) أنّ من حق جميع الأديان والطوائف والقوميات، ممارسة شعائرها بحرية، وبحرية الاعتقاد الديني. وأظهرت نسبة كبيرة من الشباب (68.9 بالمائة) تحفّظاً من بعض القضايا الاجتماعية والأسريّة، كتزويج البنت لنفسها، بمعزل عن أهلها، بعد بلوغ سن الرشد، واعترض 45.1 بالمائة من الشباب على منع تعدّد الزوجات في الدستور السوري الجديد، ولم يفضّل سوى 46.4 بالمائة من الشباب السوري تطبيق الشريعة الإسلامية على المسلمين، في جوانب الحياة الاجتماعية.
وتحفّظ الشباب من مسألة اختلاط الذكور بالإناث في المدارس، خصوصاً في الصفوف المتقدّمة، ولم يفضل سوى 25.1 بالمائة، من الشريحة المستطلعة آراؤها، الاختلاط في المدارس الثانوية.
وأيّد 79.1 بالمائة منهم إقرار الحقوق الثقافية للقوميات والإثنيات المختلفة، وعبّر 56.3 بالمائة منهم عن دعمهم وجود مدارس باللغة الخاصة بالمكونات القومية الأخرى (غير العربية).
وفضّل 80 بالمائة من الشباب، حيادية الجامعات عن أي حزب سياسي، وبدا تفكيرهم إيجابياً حول حرية الإعلام وحرية الرأي والتعبير، إذ أيّد 93.1 بالمائة منهم حرية الإعلام بشتّى أنواعها، وعبّر 94.8 بالمائة عن رغبتهم في وجود صحـف مسـتقلة.
وأظهرت نتائج الدراسة تمسّك 78.1 بالمائة من الشريحة المُستطلعة آراؤها، بوحدة سورية دولة وشعباً، وتمسّك 56.6 بالمائة منهم، باسم الدولة، "الجمهورية العربية السورية".
فيما أيّد 92.1 بالمائة أن يكون مبدأ المواطنة هو هوية الدولة السورية مستقبلاً، القائم على مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون وبناء المؤسسات، والابتعاد عن الطائفية والمذهبية، مع الحفاظ على وحدة سورية الجغرافية، بحدودها المتعارف عليها ما قبل عام 2011، بنسبة 78.1 بالمائة. وعبّر 92 بالمائة منهم عن رغبتهم في أن تكون دولتهم المستقبلية دولـة تضمـن الحقـوق لجميـع المواطنيـن، بغـضّ النظـر عـن جنسـيتهم وقوميتهـم وأديانهـم، ورفض 69 بالمائة قيام دولة كردية مسـتقلة على الأراضي السورية.
وحبّذ أكثر من نصف الشباب المستطلعة آراؤهم (54.4 بالمائة) النظام البرلماني لمستقبل سورية، وعبّر 84 بالمائة عن رغبتهم في التزام الدولة السورية المستقبلية الشرعية الدولية لحقوق الإنسان. وجاء نمط حكم اللامركزية الإدارية في طليعة الخيارات المفضّلة، بنسبة 39.5 بالمائة، وعبّر 62 بالمائة من المستطلعة آراؤهم، عن تفضيلهم خيار أن يكون رئيس الجمهورية سورياً، بغضّ النظر عن دينه ومذهبه وقوميته، وقال 28.9 بالمائة إنهم يفضّلون أن يكون رئيس دولتهم امرأة.
وفي ما يخصّ الوضع الحالي في سورية، توقّع الشباب أن يستمرّ الصراع الدائر حالياً بنسبة وصلت حتى 72 بالمائة، وتوقّعت نسبة 58.9 بالمائة منهم حدوث ثورة جديدة، نتيجة تدهور الوضع المعيشي. فيما اعتقد 55 بالمائة أن يكون هناك حكومة مشتركة بين المعارضة والنظام السوري. كذلك توقّع الشباب السوري، بنسبة غير مرتفعة (48.9 بالمائة)، أن يسقط النظام السياسي في سورية بعد عشر سنوات، وأن تنشأ سورية جديدة، ودستور جديد، وأن تُجرى انتخابات برلمانية ورئاسية.
وتوقّع ما نسبته 39 بالمائة من الشباب السوري سيطرة التيار الإسلامي على سورية المستقبل، كذلك توقّع نصف أفراد العيّنة تقسيم سورية نتيجة المزاج العام السلبي، وبسبب استمرار الصراع وعدم التوصّل إلى حلّ.
وفي المجال الاقتصادي، اعتبر 62.9 بالمائة من الشباب، أنّ نموذج الاقتصاد المشترك العام والخاص، هو الأمثل لسورية المستقبل.
أمّا بخصوص إعادة إعمار سورية، فقد كانت النسبة الأعلى من عيّنة الدراسة (45 بالمائة) تتوقع إعادة إعمار سورية بمشاركة عربية ودولية، مقابل 21.6 بالمائة توقّعت إعادة الإعمار بمشاركة روسية - صينية.