السوريون والانتخابات التركية

24 مايو 2015
حوالي 2 مليون لاجئ سوري في تركيا (الأناضول)
+ الخط -
ليس غريباً أن يدخل السوريون في تركيا إلى بازار الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل، إذ لا يمكن إهمال وجود ما يقارب المليونَي لاجئ سوري في تركيا، بما يشكله هذا العدد من ضغط على البنية التحتية في المدن ومنافسة للمواطنين في فرص العمل. لكن الغريب أن يدخل بعض الصحافيين والكتاب العرب السوريين عنوة في شأن تركي داخلي لطالما تجنبوه.

أول من بدا وكأنه يهاجم اللاجئين السوريين هو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كلجدار أوغلو، الذي خسر الحزب في زعامته لحد الآن ثلاثة استحقاقات انتخابية واستفتاء دستوري. وفي محاولته لجذب أصوات الناخبين المنزعجين من التواجد السوري، يؤكد كلجدار أوغلو، في كل منطقة يزورها تضم عدداً كبيراً من السوريين وآخرها مدينة مرسين، بأنه "سيعيد السوريين إلى بلادهم". لكن تتكرر الجملة في السياق التالي: "عندما نصل إلى الحكم سنجلب السلام إلى الشرق الأوسط، ولن نتدخل في الشأن الداخلي لأي بلد، ومن ثم سنقول لأخوتنا السوريين عودوا إلى بلادكم".

حزب الشعب الجمهوري ذاته هو من أصدر تقريراً في نهاية الشهر الماضي، قيّم خلاله الخسائر التركية بسبب الحرب في كل من سورية والعراق، ووضع عدداً من المقترحات لم تشر إلى فكرة ترحيل أو طرد السوريين، وتشمل التالي: تسريع تسجيل السوريين لدى السلطات التركية، زيادة ميزانيات البلديات التي تشهد تركزا للاجئين السوريين وتسريع الاستثمارات في مجال الصحة والتعليم في تلك المناطق وتطوير وسائل نقل بديلة، زيادة الاستثمار في مجال العقارات في المناطق المزدحمة كمدينتي عنتاب وكلّس، مكافحة التهريب بشكل فعال، والبحث عن فرص اقتصادية جديدة للأتراك في كل من الاقتصادين السوري والعراقي".

إلى هنا تبدو الأمور اعتيادية، لكن الغريب هو أن يدعي بعض الصحافيين والكتاب العرب، في إطار الضرب بحزب العدالة والتنمية أن الأخير يستخدم السوريين في الحشود الانتخابية، بل ويسهل لهم الحصول على الجنسية ليصوتوا له إلى غير ذلك من الافتراءات التي لا تمت إلى الواقع بصلة، ولا تؤذي إلا اللاجئين الذين وصلوا بهم الرعب العام الماضي إلى درجة أن معظمهم لم يخرج من منزله في يوم التصويت على الانتخابات الرئاسية.
المساهمون