السوريون في أوروبا يدفعون ثمن التطرّف

07 ديسمبر 2014
لاجئون سوريون في ألمانيا(Getty)
+ الخط -
ما تفعله حالة التشدّد الذي تمارسه بعض الجماعات "الجهادية" في سورية، ونشره عبر أثير الفضاء التواصلي لتصل إلى كل مكان في الغرب، باتت مؤثراته لا تنحصر في النطاق الجغرافي الذي تفعل فيه تلك الجماعات. 

كثير من السوريين الذين دفعت بهم ظروف بلادهم إلى الهجرة وطلب اللجوء في بلدان أوروبية تنعكس عليهم ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). 

فكثير من طالبي اللجوء السوريين ممّن وصلوا إلى بلاد يشارك بعض الجهاديين منها في القتال في صفوف "داعش" باتت السلطات هناك تتريث في البت بطلباتهم، وهي تجري فحصاً دقيقاً وطويلاً لحالات وصلت مع اشتداد المعارك في الشمال السوري. 

وفي تصريحات تخص "العربي الجديد"، قال موظفون يعملون في منظمات مساعدة اللاجئين جرى الاتصال بهم في عدد من الدول، أجمع هؤلاء على أن "السلطات الأمنية بدت حذرة في التعامل مع مناطق جغرافية معيّنة في سورية، خشية أن يكون تنظيم الدولة الإسلامية يستغل وصول السوريين وحصولهم على اللجوء ليرسل بعض مقاتليه إلى تلك الدول".
 
وأشارت تلك المصادر إلى أن النرويج والدانمارك وألمانيا وبلجيكا وهولندا "بدأت منذ صيف نهاية الماضي بعملية تدقيق كبيرة في هوية طالبي اللجوء، وتقوم بعملية غربلة وتثبُّت من أن هؤلاء فعلاً سوريين أولاً وليسوا من الجماعات المتشددة". 

وفي حالة النرويج، كان الأمر واضحاً منذ ظهور "داعش"، حيث وبشكل يتخذ صفة صريحة ومبطنة أحياناً، "برفض منح اللجوء لمؤيدي النظام السوري من ناحية ولمَن حمل السلاح في سورية من الناحية الثانية، وخصوصاً من الإسلاميين"، وذلك بحسب تلك المصادر. 

وفي هولندا أيضاً، وبحسب ما ذكره بعض طالبي اللجوء، فإن "السؤال عن هل سبق لطالبي اللجوء المشاركة في العمليات القتالية، أصبح من أكثر الأسئلة وروداً في المقابلات التي تُجرى مع هؤلاء اللاجئين، وبدأ يتحوّل إلى سؤال مركزي في تلك المقابلات".

ويقول هؤلاء السوريون: "إن تنظيم داعش لم يساهم فقط في القفز على ثورتنا، بل ألحق بسمعتنا ومحاولة إيجاد مأمن لعوائلنا أفدح الأخطار، وما نخشاه هو انتشار الظن بأن السوريين يؤيدونه".


المساهمون