وقالت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إنّ أجهزة الأمن السودانية سلمت جهاز المخابرات العامة المصري 5 أشخاص من بين قائمة بمطلوبين قدمتها سلطات القاهرة للمسؤولين في السودان وطلبت تسلّمهم. وأشارت المصادر إلى أنّ المطلوبين الخمسة الذين سُلِّموا أخيراً، صدرت ضدهم أحكام غيابية في قضايا متعلقة "بتنظيم داعش، والتيارات التكفيرية". وبحسب المصادر، فإنّ من بين هؤلاء، شخصاً يدعى مدين إبراهيم، صادراً بحقه حكم غيابي في القضية التي تعرف في مصر باسم "أنصار الشريعة ". ولفتت إلى أنّ الخرطوم لم تسلِّم للقاهرة إلى حدّ الآن أيّاً من قيادات أو أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" الذين شملتهم قائمة المطلوبين المصريين. وأكّدت المصادر أنّ الشخصيات التي سُلِّمَت جميعها تنتمي إلى التيارات الجهادية، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أنّ عملية التسليم جرت في أعقاب لقاءات جمعت أمنيين من البلدين في القاهرة.
وأوضحت المصادر أنّ السلطات المصرية سلّمت الجانب السوداني قائمة بشخصيات جهادية قالت إنهم "يمثلون أولوية كبيرة لها"، مبررةً ذلك بكون هؤلاء يرتبطون بعلاقات بمقاتلين موجودين في سيناء، ضمن تنظيم "ولاية سيناء" الذي يخوض معارك ضدّ الجيش المصري.
وكان مدين إبراهيم الذي سلمته السلطات السودانية للقاهرة، قد صدر بحقه حكم بالسجن 15 عاماً في القضية المعروفة إعلامياً بـ"أنصار الشريعة" في الرابع عشر من أغسطس/آب 2018، بعد أن وجهت إليه اتهامات، كان من بينها الانضمام إلى جماعة أُسست على خلاف الدستور والقانون. وقضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي وقتها، بإعدام ثلاثة أشخاص في القضية ذاتها، فيما حكمت على 4 بالسجن 25 عاماً، وعلى 7 آخرين بالسجن المشدد 15 عاماً.
في السياق، قال مصدر قانوني بفريق الدفاع عن المتهمين في القضية المعروفة باسم "أنصار الشريعة"، المتهم بها مدين، إنّه لا علم لهم بوصول الأخير إلى مصر، مضيفاً: "لم يبلغنا أحد بتسلمه من السودان، أو بمكان وجوده". وتابع المصدر نفسه بأنّ "القضية المتهم بها مدين يشوبها العوار، لكونها اعتمدت على التحريات الأمنية فقط، ولا تتضمن أدلة مادية ضد المتهمين"، لافتاً إلى أنه "على سبيل المثال، فإنّ مدين متهم بالانضمام إلى جماعة محظورة، على الرغم من أنه لم يكن موجوداً في البلاد في الوقت الذي قُدِّمَت فيه القضية للمحكمة، إذ إنه غادر مصر في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 بشكل رسمي، وانتقل إلى السودان الذي دخله أيضاً بشكل رسمي، ولم يكن هارباً".
يذكر أنّ نائب رئيس المجلس الانتقالي السابق محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، كان قد زار القاهرة مطلع أغسطس الماضي، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومدير المخابرات العامة اللواء عباس كامل، ومسؤولين أمنيين آخرين. وأكدت مصادر رسمية وقتها لـ"العربي الجديد" أنّ اجتماعات حميدتي في القاهرة تناولت في جانب منها مسألة المطلوبين المصريين في السودان، الذين من بينهم عدد من القيادات الوسيطة بجماعة "الإخوان المسلمين".