اتهم الجيش السوداني، في بيان صدر ليلة أمس، منظمات دولية لم يسمّها باختراق المجال الجوي السوداني والعبور دون إذن مسبق، متوعداً بـ"الحسم في حال تكرار الخطوة".
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، أحمد الخليفة الشامي، في تعميم صحافي، إن أجهزة المراقبة رصدت، يومي 17 و20 من مايو/ أيار الماضي، اختراق طائرات من طراز "يوشن 76" تتبع لمنظمات دولية وإقليمية للمجال الجوي السوداني، دون أخذ إذن بالعبور من الخرطوم، الأمر الذي اعتبره "انتهاكاً لسيادة الدولة، ومخالفة للأعراف والمواثيق الدولية المنظمة لعملية الملاحة".
وأكد المتحدث أن "القوات المسلحة ستتعامل بكل حسم مع أي طائرة لا تتبع الإجراءات السليمة في الحصول على التصريح والإذن المسبق"، مهدداً بأنه سيعتبرها "هدفاً جوياً مشروعاً".
ولم يحدد الجيش في بيانه المنظمات التي تنتمي إليها الطائرات التي انتهكت أجواءه، إلا أن البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد)، وبرنامج الأغذية العالمي، يستخدمان طائرات بصورة يومية لتسهيل عملياتهم في مناطق النزاع.
وأعلن، قبل أسبوع، عن فشل اجتماعات اللجنة الفنية الثلاثية، التي تضم السودان والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، والذي انعقد في الخرطوم، بالاتفاق على نقاط الاستراتيجية الخاصة بخروج البعثة المشتركة للاتحاد والأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور "يوناميد" من الإقليم.
وعجلت الخلافات بين الحكومة السودانية والأمم المتحدة بتعليق اجتماعات اللجنة الفنية الثلاثية، التي زارت ولايات دارفور، أخيراً، في إطار تقييم وجود البعثة المشتركة، إذ تمكست الخرطوم بضرورة إشراكها في رسم خريطة انسحاب البعثة، في المقابل رفضت الأمم المتحدة الطلب وشددت على حصر التعاون مع الاتحاد الأفريقي.
وعلت أصوات الحكومة في الخرطوم بضرورة سحب جميع قوات "يوناميد" من دارفور، على خلفية اتهامات بارتكاب كتيبة من الجيش السوداني لعمليات اغتصاب جماعي، بقرية تابت الدارفورية العام الماضي.
ومنذ عام 2003، يعاني إقليم دارفور من نزاع تسبب، وفق الأمم المتحدة، بمقتل أكثر من 300 ألف شخص وفرار نحو 2,5 مليون آخرين.
ونُشرت بعثة "يوناميد" في 2007، وتضم 15 ألف شرطي وعسكري وأربعة آلاف مدني، وتعتبر من أكبر بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في العالم.