السودان ثورة(إبراهيم حميد/فرانس برس)
03 يوليو 2020
+ الخط -

لأول مرة منذ سنوات، وجد نحو مليون متابع لصفحة "تجمع المهنيين السودانيين" على "فيسبوك"، الصفحة التي قادت الحراك الثوري، خاليةً من أي منشورات جديدة، وذلك بعد صراع نقابي امتد ليشمل "الأحقية بالإشراف على الصفحة".
وتجمّع المهنيين هو تحالف لنقابات واتحادات مهنية تشكل في العام 2016 لدواعٍ مطلبية، غير أنه دخل المعترك السياسي من أوسع أبوابه في ديسمبر/ كانون الأول 2018 ليقود أكبر حراك ثوري في البلاد، نجح في العام الماضي بإزاحة نظام الرئيس المعزول عمر البشير عن السلطة.
وطوال تلك المدة استخدم التجمع صفحته على "فيسبوك" لتحريك الجماهير، وتحديد موعد ومسارات المواكب في الخرطوم وبقية المدن، لتحصد الصفحة نحو مليون إعجاب ومليون متابع في غضون أشهر قليلة، كما تحولت لمصدر موثوق فيه لوسائل الإعلام.
غير أنّ انقساماً وقع داخل التحالف النقابي انتهى في مايو/ أيارالماضي، بقيام جسمين كلّ منهما يحمل اسم التجمع، الأول تقوده المجموعة القيادية القديمة، والثاني تقوده مجموعة تم انتخابها دون اعتراف من المجموعة الأولى، ليمتد الانقسام حتى شمل مشرفي الصفحة الموثّقة باللون الأزرق.
والثلاثاء الماضي، وصل الخلاف إلى ذروته عندما أعلنت المجموعة المنتخبة أن أحد المشرفين الموالي للمجموعة القديمة، أزال بقية المشرفين وسيطر على الصفحة التي خلت منذ ذلك الوقت من أي منشورات جديدة.


مع هذا الوضع، أعلن حسن فاروق، عضو القيادة الجديدة لتجمع المهنيين، في صفحته بفيسبوك أن صفحة التجمع سُرقت "ومن سرقها طبيب من نفس الموقف والتيار السياسي". ونشر فاروق في منشوره بياناً للتجمع جاء فيه أن "صفحة تجمع المهنيين السودانيين، الموسومة بالعلامة الزرقاء على منصة فيسبوك، جرى اختطافها منذ الثالثة والربع عصرًا بواسطة المجموعة المنشقة والتي ترفض الاعتراف بشرعية التغيير الذي تم أخيراً في قيادة التجمع". ووصف التجمع تلك الخطوة بالغادرة والمجرّدة من كل أخلاقيات العمل العام، وبأنها توضح رعب هذه المجموعة من مواصلة الخط الإعلامي الثوري للتجمع، والذي استعاده بوضوح منذ انتخاب سكرتاريته الحالية، لأن مثل هذا التمايز من شأنه أن يفضح لجماهير شعبنا أين يقف كل فصيل. وهدد البيان باتخاذ كل الإجراءات الفنية والقانونية لاستعادة الصفحة.


وجاء الرد سريعاً من المجموعة التي سيطرت على الصفحة، حيث بررت خطوتها بما سمته استبداداً وانتقائية في النشر على الصفحة، ورفض نشر البيانات المهنية للأجسام الطبية والصحية والأجسام الرافضة للاختطاف. وأوضحت أنها استلمت مسؤولية النشر واسترداده على أن تظل الصفحة مملوكة بشكل كامل لقوى الثورة، مشيرةً إلى أن ما حصل هي تدابير انتقالية لمعالجة أوضاع تنظيمية خاصة بتجمع المهنيين لن تتأثر بها الجهات التي ظلت صفحة التجمع منبراً مفتوحاً لها من لجان مقاومة وتنسيقيات وغيرها من قوى الثورة.


لكنّ تلك التوضيحات لم تكن مقنعة لبعض الجهات مثل "شبكة الصحافيين"، التي وصفت في بيان لها، على صفحتها في فيسبوك، ما حدث بالسطو على صفحة التجمُّع وتجييرها لمصلحة مجموعة لا تُعبِّر عن التجمُّع وقيادته وأجسامه.


واستغرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ذلك الانقسام والنزاع على صفحة. وغرد خالد الاعيسر، على حسابه في تويتر، قائلا: "خلافات تجمع المهنيين السودانيين دخلت مرحلة خطرة بعد سيطرة المجموعة القديمة على صفحة التجمع بالفيسبوك، والمجموعة الجديدة على حساب التجمع في تويتر. وضع شاذ له تبعات مدمرة على الديمقراطية الوليدة في السودان، ومصداقية الجسم نفسه. الأصلح حل الخلاف -بسرعة- لما له من تبعات سلبية بالغة".


أما حساب باسم عمر لورد، فقد وضع صورةً لحصان هزيل منهك القوى وغرد تحتها في حسابه على تويتر: "بينما أنتم تتباكون على صفحة وهمية تسمى تجمع المهنيين هذا هو حال الوطن!! لك الله يا سودان #السودان_يستحق".
أما حساب "النكش الآمن"، فقارن في تغريدته بين سرقة عمر البشير للسلطة قبل 30 عاماً وسرقة صفحة تجمع المهنيين وكتب: "يعني عمر البشير يسرق السودان يوم ٣٠ يونيو ١٩٨٩، انت تقوم تسرق صفحة تجمع المهنيين يوم ٣٠ يونيو ٢٠٢٠".

المساهمون