وافق رئيس الوزراء السوداني بكري حسن صالح، اليوم الثلاثاء، على حظر دخول السلع المصرية الزراعية والحيوانية إلى بلاده، مع إلزام القطاع الخاص باستيراد السلع مباشرةً من بلد المنشأ، دون عبورها بمصر.
وقال مجلس الوزراء السوداني في بيان نُشر على موقعه الإلكتروني اليوم الثلاثاء إن رئيس الوزراء أصدر قراراً بإجازة "توصيات اللجنة الفنية الخاصة بمتابعة قرار حظر السلع المصرية الزراعية ومنتجاتها عبر الموانىء والمعابر الحدودية والموجودة داخل الحظائر الجمركية الواردة من مصر".
وأكدت مصادر رسمية أن الحكومة السودانية، جددت اليوم، قرار إبقاء الحظر على السلع المصرية الزراعية ومنتجاتها عبر الموانئ والمعابر الحدودية والموجودة داخل الحظائر (المراكز) الجمركية الواردة من مصر بشكل نهائي.
وقررت السودان في مارس/ آذار الماضي فرض حظر شامل على السلع الزراعية المصرية مما عزز القيود التي كان قد فرضها بداية في سبتمبر/ أيلول الماضي لحظر الفواكه والخضراوات والأسماك المصرية بفعل مخاوف صحية.
وشدد القرار على حصر 4 سلع (لبن، سكر، شاي، زيت) ذات المنشأ غير المصري، من حيث نوعها وحجمها ومستورديها وتاريخ وصولها إلى الموانئ السودانية ورفعها لرئاسة مجلس الوزراء للقرار.
وشمل القرار أيضاً "وقف استيراد أي تقاوٍ أو شتول من مصر وإجراء كافة التحوطات اللازمة للوارد منها".
وأكد القرار أن حصر الواردات من مصر نهائيٌّ مع قفل الحظائر الجمركية أمام أي واردات مصرية صدر فيها قرار، ووقف أي فحص للمدخلات في الموانئ الجافة بمنطقة سوبا، جنوب الخرطوم، والعبيدية وكريمة، شمال السودان، وغيرها، على أن يتم الفحص فقط في النقاط الحدودية للبلد.
ووجّه القرار اتحاد أصحاب العمل السوداني، باستيراد السلع مباشرة من المنشأ بدون عبورها بمصر.
وقالت مصادر إن القرارات تأتي في ظل توتر العلاقات بين السودان ومصر، زاد تأزمها اتهام الرئيس السوداني عمر البشير مصر بدعم العمليات العسكرية التي نفذتها حركات مسلحة سودانية في دارفور غربي البلاد خلال الأسبوع الفائت وما زالت مستمرة.
ودبت خلافات بين مصر والسودان في الأشهر القليلة الماضية بشأن عدة قضايا، بدءاً من أراضٍ متنازع عليها في جنوب مصر وانتهاء بقيود تجارية وشروط خاصة بتأشيرات السفر هددت العلاقات التجارية بين البلدين.
وأشارت تقارير صحافية مصرية اليوم إلى أن وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور ألغى زيارة للقاهرة كانت مقررة أمس الإثنين، لكن أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية قال لرويترز في اتصال هاتفي "كانت هناك ارتباطات طارئة لدى وزير خارجية السودان وتم تحديد موعد بديل للزيارة الأسبوع المقبل".
وحين سئل أبو زيد عما إذا كانت قرارات السودان اليوم الثلاثاء ناجمة عن خلافات سياسية قال "لم يقولوا (السودان) إن هذا إجراء سياسي. بل قالوا إنه إجراء فني".
ونفى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء الماضي اتهامات الرئيس السوداني عمر البشير لمصر بدعم متمردين في السودان.