السودان: الدولار يقفز إلى 120 جنيهاً وقفزات في الأسعار

05 مارس 2020
تهاوي سعر العملة السودانية (أشرف الشاذلي/ فرانس برس)
+ الخط -

 

تهاوت العملة السودانية إلى مستويات قياسية، إذ قفز سعر الدولار إلى 120 جنيها في السوق السوداء، رغم الحملات الأمنية المكثفة التي تستهدف ضبط أسواق العملات، في حين بلغ سعر الدولار رسميا، أمس، نحو 55 جنيها.

وأحجم معظم تجار العملة عن البيع لتذبذب الأسعار وملاحقتهم من قبل السلطات الأمنية، حيث خلا وسط العاصمة الخرطوم من البائعين والمشترين.

وتوقع تجار استمرار ارتفاع سعر الدولار ليصل إلى ما بين 150 و200 جنيه في الفترة المقبلة، في حال عدم التحرك الجاد للمؤسسات المختصة لتوفير العملة الأميركية وحل المشاكل المالية والاقتصادية.

وقال تاجر مفضلا حجب اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن الأسواق أصبحت شبه خالية من المعروض رغم توفره لدى البعض.

وأكد تاجر آخر أن الطلب على الدولار يتزايد يوميا من الشركات المستوردة وطلاب الجامعات بالخارج، ما أدى إلى رفع سعره في السوق الموازية في ظل عدم تجاوب البنك المركزي وتلبية طلبات النقد الأجنبي.

ومن جانبه، كشف التاجر الهادي النور، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن ظهور قوى شرائية غير عادية من قبل أفراد مجهولين يضعون مبالغ ضخمة من العملة المحلية (الجنيه) في سيارات ويقومون يوميا بشراء كل كميات الدولار المتوفرة في السوق.


ورفض اقتصاديون سياسة الحملات الأمنية التي ظلت تتبعها الحكومة لتحجيم البيع والشراء في السوق الموازية، وقالوا إن المعالجة تتطلب سياسات اقتصادية شاملة وليس جزئية.

وقال الاقتصادي محمد إبراهيم، لـ"العربي الجديد": من الطبيعي أن تنتعش السوق السوداء في ظل عدم وجود إنتاج حقيقي أو صادرات معتبرة.

ووصف ما يحدث بالفوضى التي ضربت الاقتصاد نتيجة للسياسات الخاطئة، مضيفا أنه لا يزال تجار الحكومة السابقة التابعة للرئيس السابق عمر البشير، ينشطون في الأسواق ويتحكمون في مفاصل الدولة الاقتصادية.

وقال إن اعتماد السودان بصورة أساسية على الاستيراد فاقم من الأوضاع المعيشية في ظل عدم وجود احتياطي نقدي ببنك السودان.

ووفقا لآخر إحصائية حكومية، فإن صادرات السودان بلغت 3 مليارات دولار، مقابل 9 مليارات دولار واردات، بعجز في الميزان التجاري يبلغ 6 مليارات دولار.

وأكد مصدر مصرفي بارز، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أهمية اتخاذ حكومة عبد الله حمدوك إجراءات حاسمة لترشيد الطلب على النقد الأجنبي ومحاربة تجارة العملة وضبط سوق النقد الأجنبي واجتثاث ظاهرة المضاربة بالعملات.

وأوضح أن الزيادات الحالية في سعر الدولار المتسبب الرئيس فيها هي توقعات المضاربين في سوق النقد الأجنبي وزيادة الطلب على العملة الأميركية بشكل عام.

وانعكس ارتفاع الدولار على أسواق السلع التي شهدت موجات غلاء متتالية، خلال الفترة الأخيرة. وتقدم رئيس غرفة الغذائيات السابق باتحاد الغرف الصناعية، عبد الرحمن عباس، بمقترح لبنك السودان المركزي يطالب فيه بتعديل السعر الرسمي للصرف للصادر والوارد.

وشدّد عباس في حديثه لـ"العربي الجديد"، على ضرورة منع التعامل بالدولار خارج الجهاز المصرفي، سواء كان تجاريا بغرض الاستيراد أو بهدف السفر والعلاج.

المساهمون