طوِيَت صفحة عام 2014، واستقبل السودانيون عاماً جديداً. إنه عام 2015 الذي حمّلوه تطلعاتهم وآمالهم بحياة أفضل تنتشلهم من الفقر الذي تفاقمت حدّته خلال العام المنصرم. فهو كان قد شهد في بداياته أعلى معدلات تضخّم مع ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكيّة ليتضاعف بعضها أكثر من 200% ولتتحوّل "الهجرة بحثاً عن واقع أفضل" أكثر الموضوعات تداولاً بين السودانيّين. إلى الحلم بالهجرة، يتحدّث سودانيون من فئات عمريّة مختلفة عن أحلامهم التي يتمنون تحقّقها خلال العام الجديد.
إسراء عابد (38 عاماً)، عاطلة من العمل، تقول إنها تكتفي "بحلم واحد بقيتُ أنتظر تحققه عاماً بعد عام"، وهو أن تجد وظيفة في مؤسسة حكوميّة أو خاصة. أما مناهل عادل (20 عاماً)، وهي طالبة في كليّة الطب، فتؤكد أن أحلامها للعام المقبل تتلخّص في إيجاد المال الكافي لإنشاء مشروع خيري يهدف إلى إيواء كبار السن بعد المأساة التي شهدتها قبل أيام في أثناء زيارتها لإحدى دور رعاية المسنين في الخرطوم.
من جهتها، تخبر شيماء مصطفى (25 عاماً)، وهي ربّة منزل، أن كل ما تحلم به هو تسديد أقساط المنزل الذي ابتاعته وزوجها قبل أعوام، "فهي ترهق ميزانيتنا التي تأثرت بالوضع الاقتصادي في البلاد". لكنها تستدرك لتتمنى أيضاً أن "تتزوج شقيقتي".
إلى هؤلاء، تبدو سارة الحلو (27 عاماً)، الموظفة في شركة خاصة، الأكثر تشاؤماً، فتقول إنها استقبلت العام الجديد "من دون أي أحلام أو توقعات. تعبت من التمني من دون جدوى. وسنة 2015 لن تختلف عن 2014". وكما عدد كبير من الطلاب الجامعيّين، تتمنّى سارة الطيب (20 عاماً)، كذلك، إيجاد فرصة عمل خارج البلاد بعد تخرّجها.
أحمد رمضان (24 عاماً)، وهو موظف، يرغب أيضاً بإيجاد فرصة عمل خارج السودان "لتحسين وضعي. فالحياة في هذه البلاد قاسية". كذلك الأمر بالنسبة إلى نمارق مبارك (26 عاماً)، وهي موظفة، التي ترغب بشدّة في "مغادرة سودان الفقر هذا". وفي حين تتطلع سميرة داؤد (26 عاماً)، وهي مدرّسة، إلى أن يحمل لها العام الجديد مزيداً من المال، تأمل حواء آدم (40 عاماً)، أن "يرحمني الله من بيع الشاي وأن أجد فرصة عمل أقل مشقّة، وأن تكف السلطات المحلية عن ملاحقة بائعات الشاي". أما جاد الله جبريا (28 عاماً)، وهو موظف، فيأمل أن يكون العام الجديد أفضل من المنصرم و"ألا أضطر خلاله إلى الاستدانة من الآخرين لسدّ احتياجاتي واحتياجات أسرتي الصغيرة اليوميّة. فأنا كنت لأُنَصَّبَ ملك الديون في عام 2014".
أفراح وأطفال
وبعيداً عن هموم الحياة العامة والأمنيات الشائعة، تشير نوال فرج (33 عاماً)، وهي مدرّبة رياضة، إلى أن أمنيتها تتلخّص في جمع "المبلغ المطلوب لإتمام فريضة الحج برفقة والدتي. هكذا أحقّق لها ما تبغيه". وفي حين تتمنى انتصار صالح (32 عاماً)، وهي موظفة، أن يحمل العام الجديد الهدوء والاستقرار النفسي على الصعيد الشخصي، تحلم تيسير علي (33 عاماً)، وهي ربّة منزل، أن تتمكّن من إدخال طفلتها إلى مدرسة خاصة. من جهتها، تتمنى إسمرانده الطاهر (26 عاماً)، الموظفة في شركة خاصة، أن تلتقي بفارس أحلامها مع بداية العام الجديد وأن "أنجب في نهايته طفلة رائعة".
فخري أحمد (36 عاماً)، الذي يعمل في مجال الأعمال الحرّة، يتمنّى أيضاً أن يرزق بطفل وأن يعاد "لمّ شمل الأسرة التي تشتتت في البلدان المختلفة بحثاً عن حياة أفضل".
وتحلم رحمة عبد الرحمن (34 عاماً)، وهي مراسلة، أن "أرتدي الفستان الأبيض وأجلس في الكوشة"، من دون أن تهمل "تحسّن وضعي المالي. فأنا أتمنى ألا أقضي معظم العام مفلسة ومعدمة". والرجال أيضاً يحلمون بـ"الفرحة الكبرى"، فهيثم بشرى (22 عاماً)، الذي يعمل في مجال الأعمال الحرة، يأمل أن ينجح خلال هذا العام في استكمال مراسم زواجه بعد خطبة دامت خمس سنوات. أما يوسف الأبنوسي (27 عاماً)، وهو موظف، فلا يتمنى من العام الجديد إلا أن "أتزوج وأن يكفّ الناس عن العبوس في وجوه بعضهم بعضاً".
إلى هؤلاء، يحلم مروان (26 عاماً)، وهو مصوّر فوتوغرافي، أن يحقّق عام 2015 حلمه في أن "أصبح مصوراً عالمياً مشهوراً".
أمنيات صغيرة
للصغير محمد (12 عاماً)، وهو بائع متجوّل، حلم أيضاً: "أن أمتلك دكاناً كبيراً في السوق. أنا تعبت من الركض خلف السيارات". أما محمد كوكو (15 عاماً)، الذي يعمل في غسل السيارات، فيقول: "حلمي أن أجد وظيفة أفضل". من جهتها، تحلم يسرى علي (10 أعوام)، وهي تلميذة، في "عروسة (دمية) كبيرة".