في الخامس والعشرين من مايو/أيار بدأ ريفربليت مسيرته في عالم كرة القدم وكان نتيجة دمج فريق سانتا روسا وفريق الهواة روساليس، واختلفت الآراء بين اختيار اسم الفريق الجديد واختار البعض اسم خوبنتود باكينسي والبعض الآخر أن يبقى الاسم الأول أو أن يطلق اسم روساليس.
وفي النهاية يقترح أحد المؤسسين، وهو اللاعب بدرو مارتينيز، أن يكون اسم النادي "ريفر بليت" أو بالإسبانية "ريو دي لا بلاتا"، حيث أن الأرجنتين تقع على ضفاف نهر لا بلاتا، وهو الاسم الذي نال إعجاب باقي الأعضاء ويتم إنشاء النادي الجديد بهذا الاسم. وبدأ الفريق مسيرته الاحترافية في عام 1931، وقد تلقى النادي دعماً من أغنياء الأرجنتين وقتها لينتقل إلى حي نيونييز ويترك لا بوكا التي بدأ مسيرته فيها، ليطلق عليه بعدها "نادي الأغنياء" ويكون ملعبه بداية من 1938 هو المونومنتال الأكبر في تاسع أكبر ستاد في الأميركتين. وكان لباس الفريق في البداية مكونا من قميص أبيض وسروال وجوارب سوداء، ليتغير بعدها القميص إلى اللون الأبيض بخط أحمر، وهوالتصميم الذي لم يتغير لوقتنا هذا مع حدوث بعض التغييرات الطفيفة على مر السنين.
ومر على "فريق الأغنياء" مجموعة من نجوم الكرة الذين سطروا تاريخ احد أهم فرق العالم ومنهم النجم الأرجنتيني أرييل أورتيجا والهداف التاريخي للفريق أنخل لابرونا والأوروجوائي إنزو فرانشيسكولي الهداف الأجنبي التاريخي للفريق، والفرنسي ديفيد تريزيجيه ونوربرتو ألونسو.
أما بوكا جونيورز فتأسس على يد ستة شباب أبناء مهاجرين إيطاليين كانوا يعملون بالقرب من حي لا بوكا، ليبدأوا المغامرة لتأسيس النادي بإمكانيات محدودة في الثالث من أبريل/نيسان 1905، ولم يكونوا يعرفون أن هذا النادي سيكون ضمن أشهر أندية العالم وثالث فريق من حيث عدد البطولات، وكان هذا هو سبب تسميته بـ"نادي الفقراء"، أما اسمه فجاء لتواجده قرب حي لا بوكا.
وكان لقميص الفريق العديد من القصص ولكن معظمها غير موثق بمستندات أو صور، فتشير التقارير إلى ان الفريق بدأ مسيرته بقميص وردي وتقارير أخرى إلى أن ألوانه كانت بيضاء بخطوط رفيعة سوداء، وهي الألوان الموجودة على موقع النادي الرسمي، ولكنه نافس فريقاً آخر في مباراة يظفر الفائز خلالها بألوان القميص، ليخسر البوكا ويتخلى عن ألوانه.
وبعدها يفكر ملاك النادي في تغيير ألوان القميص، ويصل رئيس النادي وقتها، خوان رافائيل برتشيتو، لترك تلك المهمة للحظ، وأن تكون ألوان الفريق مطابقة للعلم المرفوع على أول سفينة تدخل ميناء لا بوكا، وكانت أول السفن وقتها ترفع علم السويد الأزرق والأصفر، لتصبح هي ألوان قميص الفريق الأرجنتيني، وواحدة من أفضل قمصان فرق كرة القدم، ويصبح ملعبه هو "البومبونيرا".
وضم النادي العديد من أفضل لاعبي كرة القدم على مر التاريخ، وعلى رأسهم الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، والهداف التاريخي للفريق مارتن باليرمو، ولاعب الوسط المثير للجدل خوان رامون ريكيلمي والحارس روبرتو كارلوس أبودانزييري وسباستيان باتاليا صاحب أكبر عدد بطولات مع النادي الأرجنتيني.
أما عن الأسطورة الأرجنتيني مارادونا فكان له قصة مثيرة انتهت بانتقاله إلى نادي الفقراء، حكاها اللاعب بنفسه في أكثر من مناسبة، واختلطت فيها السياسة بالاقتصاد والإعلام.
وفي عام 1981 قرر فريق أرجنتينوس جونيورز الاستغناء عن مارادونا بسبب الأزمات الاقتصادية التي كانت تمر بها الكرة الأرجنتينية وقتها، وكان نادي برشلونة الإسباني، جاهزاً لدفع أكثر من المطلوب لضم اللاعب، أما ريفر بليت فكان هو النادي الأرجنتيني الوحيد الذي يرغب في ضم اللاعب رغم الأزمات، خاصة مع الدعم السياسي للنادي، من جانب نظام الدكتاتورية العسكرية وقائده خورخي فيديلا في آخر شهوره قبل التهاوي. أما بوكا جونيورز فأكتفى بأماني الحصول على خدمات اللاعب مثل أي فريق "فقير" وقتها.
وقال مارادونا حول سبب انتقاله إلى البوكا "دائما كنت أعرف أنني سأعيش حالة خاصة مع بوكا جونيورز، فكان يبهرني هذا الفريق، كنت متيما به، فأنا دييجو ملك الشعب".
وأضاف "كان عرض الريفر مثيرا للاهتمام، إلا أن قلبي كان مع البوكا، وكان الفريق وقتها لا يملك أي أموال، لذلك كان الريفر هو الفريق المحلي الأقرب لضمي، وكنا في فترة شد وجذب حول العرض المقدم".
وتابع "في هذه الأثناء تحدث إلي الصحفي فرانكونييري وقتها وسألني إذا كنت قد وافقت على عرض ريفربليت، وقررت أن أقوم بمناورة، لأرد عليه بعد وهلة من التفكير بكذبة قائلا...لا لا لم أوافق على العرض بعد، فقد تحدث معي مسؤولو البوكا".
وأردف "وفي اليوم التالي وجدت تقريرا موسعا يؤكد أنني على بعد خطوات من البوكا، لتسري كذبتي وتصل إلى كل أنحاء الأرجنتين، ولم يتبق وقتها سوى مكالمة مسؤولي بوكا جونيورز لتقديم عرض لي، وهو ما حدث بعد أيام".
ونجحت خطة مارادونا في الانتقال إلى النادي الذي كان يفضله ويرغب في الانضمام إليه رغم ازماته الاقتصادية، ولإتمام الصفقة اقترض نادي "الفقراء" ما يقرب من أربعة ملايين دولار لضم اللاعب من أرجنتينوس، الذي كان يرغب بدوره في سد ديونه عن طريق بيع اللاعب.
أما اللاعب الذي أعتبره الكثيرون "الدجاجة التي تبيض ذهبا" للبوكا فكان يتقاضى 60 ألف دولار شهريا إلى جانب 10 آلاف دولار عن أية مباراة ودية و25% من عائدات الوديات خارج البلاد، ووافق النادي وقتها لأنه كان يعرف أنه سيعوض تلك المبالغ، وكان الدليل المباراة الأولى للفريق مع مارادونا أمام تاييرز وحقق خلالها الفريق فوزا ساحقا 4-0 وكانت عائدات تلك المباراة وحدها 500 ألف دولار.
وأحرز البوكا مع مارادونا في أول مواسمه الدوري الأرجنتيني، وأحرز النجم الأسطوري وقتها 17 هدفا، وحقق مع الفريق فوزا كبيرا على ريفر بليت بثلاثية نظيفة أحرز منها هدفين، بينما تلقى هزيمة أخرى في نفس الموسم 3-2.
وبدأ فريق البوكا مسيرته الاحترافية مع عالم كرة القدم عام 1931، وفاز وقتها الفريق بأول بطولة شارك فيها، محققا 50 نقطة، من 22 انتصاراً وست هزائم وستة تعادلات.
وبالحديث عن أحد أقدم الديربيات في العالم، نجد أن الفريقين قد تواجهها وديا في مرحلة الهواة، وبالتحديد عام 1908، وانتهت المباراة بفوز فريق "الفقراء" 2-1 ، أما أول لقاء رسمي فكان في 1913 وفاز وقتها ريفربليت بنفس النتيجة.
وتشير التقارير إلى أن الفريقين خاضا 349 "سوبر كلاسيكو" كان الفوز للبوكا في 127 لقاء أما "فريق الأغنياء" فحسم 113 مواجهة، وكان التعادل هو نتيجة 109 مباريات.
وفي اللقاءات الرسمية في الدوري المحلي، فاز بوكا جونيورز في 73 مباراة وخسر في 67 بينما حسم التعادل 62 مواجهة بين الفريقين الأشهر في الأرجنتين، ويتفوق فريق البوكا أيضا في المواجهات القارية ببطولة كأس ليبرتادوريس بـ 10 انتصارات مقابل ستة للريفر.
وعن أكبر فوز حققه الريفر كان في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 1941 وكان بنتيجة 5-1 أما أكبر فوز للبوكا فكان في الثالث والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول 1928 وانتهى بسداسية نظيفة، بينما كان أعلى عدد أهداف بين الفريقين في 15 أكتوبر 1972 وانتهى اللقاء وقتها بفوز فريق "المونومنتال" 5-4.
وبالرغم من ترنح مستوى الفريقين في الآونة الأخيرة، فإن رونق مباريات "السوبر الكلاسيكو" لم يتأثر بمرور الزمن، ويسجل دائما أفضل نسب مشاهدات ومتابعات حول العالم، ويبقى للكرة الأرجنتينية سحرها ورونقها بفضل مهارات وقيمة لاعبيها.